المحتوى الرئيسى

خليل لـ"النظام": "اللي بيخاف من العفريت يطلعله"

10/21 13:31

انتقد الكاتب الصحفي محمود خليل مقارنة النظام لمصر بسوريا، مشيرا إلي أن الجيش السورى علوى طائفى أما مصر فلا تعرف الطائفية، وأن جيشها جيش وطنى من نبت الشعب، كما أن المصريين مهما اختلفوا فيما بينهم، فإنهم ينظرون نظرة ازدراء لمن يستقوى فى خلافه بطرف أجنبى، وينبذونه وراء ظهورهم.

ووجه خليل، في مقال له بـ"الوطن"، رسالة للنظام، قائلا:" اطمئنوا.. هذا الشعب ليس مضبوطاً على ساعة يد أحد، وما بيتحركش برنة، إنه يتحرك وقتما يقرر، ولمن يخوفون الناس بعفريت سوريا أقول: اللى بيخوف م العفريت يطلع له..!."

 المسألة بدأت مع عدد من الإعلاميين، ومن بعدهم انجر عدد من المسئولين الحكوميين، إلى تخويف المصريين من التحول إلى النموذج السورى، فى مدار دعوتهم إلى تحمل الظروف الاقتصادية الصعبة التى يعانى منها المواطنون. أحد المسئولين خرج للناس قائلاً: «استحملوا شوية أحسن ما نقعد فى معسكرات لاجئين»!. هذا الكلام أصبح لا يليق. بإمكانى أن أستوعب النوايا الطيبة التى تدعو من يخوف المصريين بالنموذج السورى، قلقاً على البلاد من الدخول فى نفق أشد إظلاماً من نفق الأزمة الاقتصادية التى يكتوون بها الآن، نتيجة الارتفاع غير الطبيعى فى الأسعار، لكننى أجد أن الاحتجاج فى هذا المقام بالنموذج السورى عيب، ولن يكون له التأثير الذى يتوقعه هؤلاء.

مصر تعانى.. نعم، والسلطة الحالية ورثت تركة ثقيلة من المشكلات.. نعم، وهى مضطرة لاتخاذ إجراءات موجعة.. نعم، لكن يجب ألا يدفع ذلك بعض المسئولين إلى تهديد المواطنين بالعيش فى معسكرات اللاجئين، لاضطرارهم إلى ابتلاع المزيد من الإجراءات. أولى بالحكومة أن تركز بدرجة أكبر على شرح خططها للمواطن، أولى بها أن توجه جهودها إلى محاولة التخفيف قدر ما تستطيع عمن هددهم الغلاء من خلال إجراءات واضحة وصارمة لمراقبة الأسواق وضبط الأسعار ومحاربة الاحتكارات، أولى بها أن تستدعى قيمة «التكافل» لدى المصريين، إلى أن تمر الأزمة التى تضرب البلاد والعباد حالياً، وأولى بها وأولى أن تحدد لنا سقفاً زمنياً لهذه الأزمة مبنياً على تصور واضح لخطة التعامل معها. أقول ذلك لأن السلطة ستكون مطالبة بعدما تتخذ ما تعد به المواطن من إجراءات تتعلق بالدعم وتعويم الجنيه وخلافه بأن تحدث تحولاً فى مسار الاقتصاد المصرى، فحجة الدعم الذى يكلف الحكومة مش عارف كام ستبطل، وحديثها عن حماية العملة سيصبح فى خبر كان، والمواطن لن يقبل منها أى فشل!.

مصر يا سادة ليست سوريا، ولن تكون.. الجيش السورى علوى طائفى، وثورة السوريين اندلعت -بالأساس- فى المناطق السنية التى تمتع فيها الإخوان بدرجة واضحة من الحضور. وتاريخ المواجهات ما بين نظام الحكم السورى وجماعة الإخوان معروف منذ أيام حافظ الأسد. وتخريب سوريا لم يتم بيد الشعب السورى، الشعب السورى خرج من المشهد بعد أن أصبحت سوريا ملعباً لأطراف أجنبية متنوعة. مصر لا تعرف الطائفية، وجيشها جيش وطنى من نبت الشعب، ومهما اختلف المصريون فيما بينهم، فإنهم ينظرون نظرة ازدراء لمن يستقوى فى خلافه بطرف أجنبى، وينبذونه وراء ظهورهم، ناهيك عن أننا فى النهاية شعب طيب لا يجب «الأذية»، وأكبر دليل على طيبة المصريين أن جل حديثهم ينصرف إلى أبسط حقوقهم فى الحياة: «الأكل والشرب»، وإياك أن تظن أن ذلك يشين بالمواطن، إننا شعب يحب الحياة، وتلك هى الحاجات الأساسية للحياة، كما يقول علماء النفس.

أعلم أن البعض يخشى على المستقبل، ويتحسب للدعوات التى تطلقها بعض الجهات المجهولة للنزول إلى الشارع. ولمن يخشى أقول: اطمئنوا.. هذا الشعب ليس مضبوطاً على ساعة يد أحد، وما بيتحركش برنة، إنه يتحرك وقتما يقرر، ولمن يخوفون الناس بعفريت سوريا أقول: اللى بيخوف م العفريت يطلع له..!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل