المحتوى الرئيسى

لاول مرة .. اسرار جديدة في ذكرى تدمير ايلات

10/21 09:41

«تحل اليوم ذكري تدمير ميناء إيلات البحري من قبل عناصر القوات البحرية المصرية خلال حرب الاستنزاف التي استمرت حتي نصر أكتوبر العظيم .وترقد المدمرة ايلات في مياه البحر المتوسط. عند الشواطئ المصرية بالقرب من بورسعيد منذ 49 عاما

ورصد كتاب. للمقدم الاسرائيلي إسحاق شوشان قائد المدمرة اللحظات الأخيرة للمدمرة إيلات يوم 21 أكتوبر عام 1967، يقول المقدم شوشان «عندما اقتربت المدمرة من شاطئ بورسعيد... صعدت إلى السطح لكى أتطلع إلى المدينة... كانت الشمس تغرب فى الأفق خلف مدينة بورسعيد... وبدأت الأضواء تضئ مبانى المدينة... ورياح شهر أكتوبر الجميلة تهل علينا... وفجأة سمعت صراخ ضابط الرادار بأن صاروخاً يقترب من المدمرة ... أطلق علينا من اتجاه مدينة بورسعيد... وأدركت لحظتها أن الأمرمهيب... وهو ما دفع ضابط الرادار إلى عدم الالتزام بالإجراءات المعمول بها من حيث إبلاغى بواسطة جهاز الإنذار. ورفعت المنظار ... ورأيت الصاروخ يقترب من المدمرة ... مخلفاً وراءه ذيلاً أسود ... ليصيب المدمرة فى ثوان قليلة»... ويضيف شوشان «لقد أصبت فى هذه العملية ... وشعرت وكأنها النهاية ... وعلمت أن الصاروخ قد أصاب منطقة المراجل فى جانب المدمرة... فانقطعت عنها الكهرباء... ومالت المدمرة وبدأت المياه تتسرب إليها من الجانب الآخر. ومنذ اللحظة الأولى وأن على يقين بضرورة مغادرة المدمرة ... إذ فقدت قدرتها ولم يتبق لنا ما نستطيع فعله لإنقاذها ... فإذا بى أتلقى خبر إصابتها بالصاروخ الثانى من الجانب الآخر ... ليصيب باقى أجزاء المدمرة ... ورأيت المدخنة تتهاوى ومعها منصة إطلاق صواريخ الطوربيد ... وبدأت المدمرة فى الغرق ... فحدثت نفسى بأنه إذا كنت قد نجوت من الأول، فلن يقتلنى الصاروخ الثانى ... ونجح ضباط الاتصال، بعد محاولات عديدة، بإرسال إنذار إلى قائد لواء المظلات الإسرائيلى فى شمال سيناء، بغرق المدمرة» يسترسل شوشان فى رواية تفاصيل هذه الليلة قائلاً «جمعت طاقم المدمرة، الذى أصيب أكثر من 95% منه بالصدمة... وشرحت لهم خطة النجاة... كان الموقف رهيباً... والظلام يخيم على المنطقة... والمدمرة تغرق رويداً رويداً... والجرحى كثر... وأنزلنا قوارب النجاة استعداداً لتنفيذ الخطة... فإذا بالصاروخ الثالث يصيب المدمرة من الخلف، ويقلبها على جانبها... لتهوى بسرعة فى قاع المتوسط فى خلال ساعتى زمن».

ألقى المقدم شوشان نفسه فى الماء، حينئذ، واضطر للسباحة على ظهرة، بسبب بزة الإنقاذ البحرى... ووفقاً لما ذكر فى كتابه، فقد اصطدم بشئ خلفه، وسأله «من أنت؟»، ولما لم يتلق جواباً، التفت ليجده واحداً من جنوده قد فارق الحياة. يقول شوشان «وهكذا تفرق طاقم المدمرة ... وعددهم 199... فى البحر... قتل بعضهم... وأصيب البعض الآخر... وآخرون خارت قواهم... خاصة ممن لم يتمكنوا من فتح حزام الإنقاذ ... فغرقوا فى أعماق البحر. وتعالت الصرخات... والليل يداهمنا بضراوة... وسمعت صيحة أحد الجنود يقول بأن هناك صاروخاً رابعاً... إلا أنه اصطدم بالمياه... إذا كانت المدمرة قد غرقت بالفعل».

يقول المقدم شوشان إنه كان قد تلقى الأوامر، يوم 19 أكتوبر 1967، بالإبحار، بالمدمرة إيلات، إلى شاطئ بورسعيد، وعلى متنها عدداً من طلاب البحرية الإسرائيلية، فى رحلة تدريبية ... بهدف استعراض القوة، وإثبات وجود القوات البحرية الإسرائيلية أمام شواطئ مدينة بورسعيد. وكان عمر المدمرة إيلات 25 عاماً فقط، عندما انضمت للأسطول البحرى الإسرائيلى فى يونيو عام 1956، ضمن صفقة مع بريطانيا، ضمت المدمرة الثانية يافا. ولقد أصيب المقدم شوشان بكسر فى عموده الفقري، فى هذه العملية ... كما أدانته اللجنة التى شكلها الجيش الإسرائيلي، للتحقيق حول أسباب غرق المدمرة. فدون مذكراته عن هذه العملية، فى ذلك الكتاب، محاولاً نفى مسئولية إغراق المدمرة عن نفسه، وملقياً باللوم على الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، التى عجزت عن التوصل إلى معلومات عن العملية، قبل وقوعها، قائلاً «إنه لمن الغباء عدم توقع محاولات المصريين للانتقام».

وبإغراق المدمرة إيلات، باستخدام لنشات صواريخ صغيرة... تغير فكر البحرية العسكرية فى العالم بأسره... إذ توقفت جميع الدول عن بناء القطع البحرية الكبيرة، مثل حاملات الطائرات، والطرادات، والمدمرات... وبدأت الاعتماد، تدريجياً، على الفرقاطات صغيرة الحجم، ولنشات الصواريخ ... وبدأ تطوير الرادارات البحرية، لاكتشاف الأهداف من ارتفاع أربعة أمتار عن سطح البحر. إضافة إلى التغيير الذى طرأ على تكتيكات وأساليب القتال البحري، فى كل المدارس البحرية حول العالم ... بعد ما حققه المصريون من معجزة، بتدمير هذه المدمرة العملاقة بواسطة صواريخ صغيرة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل