المحتوى الرئيسى

مذيع برتبة «هجاص»

10/20 22:07

إبان حُكم الإخوان عملت إحدى الزميلات الصحفيات كمعدة برامج بقناة فضائية مملوكة لأحد عتاة الحزب الوطنى المنحل ممن يُقال لهم «حاج»، فكتبت الزميلة مادة حلقة احتوت على انتقاد لأداء تنظيم الإخوان فتم رفض تلك المادة، وحين استفسرت عن السبب قيل لها: «أصل الحاج مش بيحب كده».

الإعلام الذى يُفترض أنه من أسلحة الدفاع عن الناس أصبح معظمه موجهاً ضد عقول الشعب، يعبث بها ويعيد ترتيب خلاياها مسبباً أمراضاً أبسطها «العته»! والأمر يشبه ما كان يحدث فى الإذاعات الأهلية منذ ثمانية عقود، ففى ثلاثينات القرن الماضى كانت تلك الإذاعات تسيطر على المشهد الإعلامى المصرى، وأخذ مستواها يتدنى وينحدر إلى درجة استدعت تأميمها كلها وافتتاح إذاعة «ماركونى» الحكومية، وقد تمثل انحدار الإذاعات الأهلية فى مظاهر متعددة، منها وصلات الردح فيما بينها، وفقرات التنكيل بأعداء صاحب الإذاعة، وبلغت الأمور حداً أن اشترى تجار المخدرات وقتاً على الهواء لتعريف الزبون «ظروف الجو»؛ فبثوا وقت الأزمات أغنية «الجو غيم» لصالح عبدالحى (مغنى «ليه يا بنفسج»)، أما أوقات الانفراج فأذاعوا أغنية «الجو رايق» لأحمد عبدالقادر (مغنى «وحوى يا وحوى»).

قنوات اليوم الفضائية لا تختلف كثيراً عن إذاعات زمان الأهلية؛ فعندنا لا يوجد ضابط ولا رابط ولا مشرف ولا مراقب وبالتالى تتغلب المصلحة الخاصة على مصلحة الوطن فيتحول الـ«حياد» إلى «جياد» ترمح فى اتجاه واحد، وتنقلب «الموضوعية» إلى «مهلبية» تُقدم للمشاهد مسمومة ببهارات بعض المذيعين ممن تقمصوا دور جمال عبدالناصر؛ فحاولوا تارة حشد الجماهير فى مد ثورى مجيد، وتارة أخرى تأميم الوطنية شركة مساهمة فضائية، وهذا طبعاً فى أثناء الموت الإكلينيكى للإعلام العام المملوك للشعب.

عدد البرامج الآن أكثر من عدد المشاهدين، ومعظمها كالزبد يذهب جفاء، وأصبح توصيف «مذيع» هو مهنة من لا مهنة له، و«باظت» الشغلانة بفضل عملية إغراق بأخماس ومعدومى الموهبة، تماماً كما حدث مع الغناء بعد ظهور هوجة «الفيديو كليب» أوائل الألفية الجديدة (الدور على الكتابة الصحفية).

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل