المحتوى الرئيسى

سيادة النائبة.. كمالة عدد

10/20 18:47

صور سيلفى وقصات شعر وحوارات نسائية.. آخر صيحات النائبات تحت القبة

«نساء حول البرلمان»: إحداهن استخدمت نفوذها.. الأخرى  أثارت سخرية المجلس.. والثالثة تعدى عليها بالضرب

 جاء أدائهن مخيبًا لأمال نساء مصر, 90 نائبة تحت القبة رقم هو الأول فى تاريخ التمثيل النيابى للمرأة المصرية، فعلى مدار تاريخ البرلمان لم تحظ المرأة بهذا العدد على الإطلاق، وعلى الرغم من ذلك فشلت فى تحقيق أى انتصار لقضايا المرأة أو تمكينها اقتصادياً واجتماعياً ورفع الظلم عنها وبدلاً من أن تكون كوتة الـ 16٪ بداية لتحويل مسار المرأة المصرية وتأكيد كفاءتها وتمكينها من الوصول لمناصب قيادية بالدولة أو تقديم خدمات للمرأة المعيلة، أو الدفاع عنها ضد التصريحات المثيرة تحولت إلى مجرد برواز اجتماعى لمجموعة من السيدات لا تدرى كيف جرى اختيارهن ضمن القوائم وفوجئ الشعب والمجتمع النسائى بسيدات لا يعلمن دورهن الحقيقى تحت القبة,  حتى مجرد الدفاع عن نفسهن ضد تصريحات النائب البرلمانى إلهامى عجينة لم يتمكن من ذلك .

وظهر فشل المرأة النائبة، مع انعقاد أولى جلسات البرلمان وصدم الكثيرون فى أدائهن تحت القبة حيث جاءت محصلة  الممارسة العملية منذ بدء الانعقاد الأول للبرلمان وحتى نهايته صفر، حتى اللواتى يحملن تخصصات علمية رفيعة المستوى لم يستفد منهن البرلمان شيئاً سوى الانتظام فى الحضور لسد فراغ غياب النواب، لتتجاهل قضاياها التى اختيرت فقط للدفاع عنها، ففى الوقت الذى استعلت فيه قبة المجلس بسبب فوانين الأحوال الشخصية والتعديلات المقترحة والتى يراها بعض الأزهريين أنها تتضمن قيوداً على تعدد الزوجات أو إلزام الزوج بتوفير مسكن خاص للزوجة وكحق المطلقة فى نصف ثروة زوجها، وغيرها من مشاكل كانت ولا تزال متعلقة بالحضانة وحق الرؤية حتى معركة الختان والتى كانت قد أشعلت حرب التصريحات بين النواب.

لم نر سوى عروض أزياء خاصة, فما بين قصات شعر وصور سيلفى وحوارات نسائية يقبعون تحت القبة يقضون وقتًا فراغيًا, ليس هذا فحسب بل وصل الأمر إلى محاولة بعضهن تقليد النواب فى استغلال نفوذهن, وكانت زينب سالم، خير دليل على ذلك عندما قامت بالتطاول على أجهزة الأمن فى محاولة منها لخرق القانون وإخراج نجل شقيقتها من أحد الأقسام رغم تعديه بالطعن بالسلاح الأبيض على شاب كان يحاول إنقاذ شقيقته من مضايقاته والتعرض لها بشكل فج فى الشارع، وكانت النتيجة أنه بين الحياة والموت فى أحد المستشفيات.

هذا بجانب النائبة نعمت قمر نهاية،  التى أثارت كلمتها فى البرلمان المصرى أثناء مناقشة البرنامج الحكومى سخرية نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى والتى ظهرت فيها وكأنها لا تفهم شيئاً وتبصم بالعشرة وتوزع الشكر يميناً وشمالاً على الجميع فى المجلس وهو ما آثار أيضاً موجة من الضحك المتواصل فى جلسة البرلمان مما استدعى من رئيس المجلس استخدام نقطة النظام لعدة مرات لضبط الهدف، وهو الأمر الذى أوصل بعض النشطاء لحد السخرية من تلك النائبة بقوله إن الحاجة كانت رايحة تنشر الغسيل لقت نفسها فى البرلمان.

من جانبه قالت رشا السعيد، إن المرأة تحصل على حقوقها وتتساوى بالرجل فقط نظريًا فى الدستور والقوانين، لكن فعليًا وعلى أرض الواقع لا تتمكن من الحصول على حقوقها، لافتة إلى أن نسبة تمثيل المرأة فى المناصب القيادية ضئيلة جدًا، ولا تتناسب مع مساواتها بالرجل كنصف المجتمع، وفعليًا لا يتم تطبيق ما ذكر فى الدستور من حقوقها نهائيًا.

وأضافت فى تصريح خاص لـ"المصريون" أنهم حاليًا فى دور الانعقاد الثانى يعدون دراسة لمناقشة  مشكلات المرأة لمناقشتها، والتطرق إلى مساعدة المرأة المعيلة، إلى جانب تمكين المرأة من حقوقها التى لا تأخذها، وخاصة فى تمكينها من المناصب القيادية فى الدولة.

وفى سياق متصل قال شريف عبد الخالق الخبير السياسى, إن المرأة المصرية فى البرلمان خذلت 40 مليون امرأة بسيطة كانت تنتظر منها تقديم المزيد,  فى ظل وجود قضايا كثيرة معلقة بالتقاليد القديمة, مضيفًا أن نائبات البرلمان ما هن إلا كمالة عدد, وثبت ذلك فى قضيتهن مع بعض النواب أمثال إلهامى عجينة ويسرى المغازى وغيرهما ممن يطالبون بضرورة عمل كشوف عذرية وغيرها .

وأَضاف فى تصريح خاص لـ"المصريون", أنه رغم المكسب المحقق للمرأة بوصول هذا العدد الـ90 للمرة الأولى فى تاريخ البرلمان المصرى خاصة أن لديهن خبرة فى العمل الاجتماعى والسياسى والعام 1٪ وأن أكثرهن بدون خبرة على الإطلاق، وخاصة من فى السن الصغيرة. وفى ضوء عزوف الكثير من السيدات أصحاب الفكر والتجارب الرائدة عن الترشح لعدم ملاءمة المناخ العام لممارسة السياسة بحسب وجهة نظر بعضهن كذلك عدم وجود أحزاب حقيقية لديها قواعد شعبية!.

وأشار قائلاً: "إن  انعدام الأداء المميز سمة مشتركة لجميع أعضاء مجلس الشعب، لا فرق بين نائب أو نائبة, حيث إن انشغالات واهتمامات جميع الأعضاء تصب فى مجموعة من القضايا الجزئية دون المهمة الرئيسية التى كان على المجلس القيام بها فور انعقاده والممثلة فى وضع القوانين المنظمة والمحققة للمواد الدستورية وهو ما أدى إلى عدم التفعيل للدستور .

من جانبها قال إليزابيث عبد المسيح، عضو مجلس النواب، كل القوانين التى تمت مناقشتها داخل مجلس النواب لا علاقة لها بالمرأة، وهى قوانين مقدمة من الحكومة وليس النواب نفسهم، ومكملة للدستور، مثل قانون القيمة المضافة والخدمة المدنية وبناء الكنائس، وهى قوانين مهمة لكنها لا تمس المرأة.

وأشارت عضو مجلس النواب، إلى أن الخطة المستقبلية فى دور الانعقاد الثانى ستركز على تمكين المرأة فى المناصب القيادية والتنفيذية, قائلة حتى الآن لا نستطيع فعل أى شىء، وكون أن المرأة حصلت على حقيبتين أو ثلاث، من الوزارة، ده فى حد ذاته تقليل من شأن المرأة لأنها نصف المجتمع والمفترض لها النصف فى كل شىء، ولابد من تمكينها فى المناصب القيادية والتنفيذية وتحصل على حقها ليس فقط لكونها امرأة، لكن لوجود كوادر هائلة من السيدات.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل