المحتوى الرئيسى

نسرين بخشونجي تواجه مخاوفها في "عطر شاه"

10/20 14:29

عن مجموعة النيل العربية صدرت رواية “عطر شاه ” للصحفية والروائية “نسرين بخشونجي “

تقول نسرين عن روايتها “الكتابة شفاء للروح ,ترياق من التيه فى دروب الغربة وبلسم  يعالج وحشة الخوف. لهذه الأسباب أكتب أو بالأحرى “أكتبنى”. أجبرتني الظروف للسفر والإقامة لفترة خارج مصر. حين وصلت إلى حيث سافرت اشتريت علبة كبيرة من أعواد الأذن, كنت القى كل يوم واحدا فى صندوق القمامة  -وكأنى ألقى أيام الغربة -حتى إذا نفذت الكمية أعرف أن الوقت قد حان, وأنى على بعد أيام من العودة. لكن ثمة أحداث مؤلمة غيرت الخطة..كان على وقتها أن أعيد ترتيب أوراقى و أرسم خطة بديلة”.

نواة الرواية كانت أحداث متفرقة لكنها مؤثرة بالنسبة لى. مثل حديث قصير دار بينى و بين شاب أمريكى سالنى ذات يوم إن كنت قد صرت غنية بعدما احترفت الكتابة الإبداعية. وعثورى على عقد بيع أرض بوسط القاهرة مكتوب فى أواخر القرن التاسع عشر. أمومة لم تكن فى الحسبان, اشتعال موهبتى فى الطبخ رغبة فى التخلص من الحزن والوحدة.ذروة الحلم بتحقيق أهداف ثورة 25. صار عقلى ممتلئا بالأفكار والمشاعر المختلطة. بدأت فكرة الرواية تتشكل وتلح على . صرت جاهزة للكتابة .

مازلت أذكر رد فعلى حين سمعت ما قاله الشاب الأمريكي , ضحكت بصوت عال لكن داخلى كنت ابكى. ثم قلت له ان كتابا عرب كثيرين لديهم مهن أخرى غير الكتابة لكى يتمكنوا من مواصلة الحياة. لذلك  فكرت ان أكتب عن أزمة  النشر فى مصر, عن الخيبات التى يواجهها الكتاب الشباب خاصة الموهوبين. عن أولئك الذين يجلسون على حافة الجنون بينما صار من هم اقل منهم موهبة نجوما فى سماء الثقافة. كتبت عن حال الثقافة تعانى من آفة العلاقات والشللية, عن النشر الأدبى الذى صار مهنة بعض المرتزقة الذين  يرغبون فى النصب على الكتاب باسم الثقافة والإبداع.

حملت البطلة اسم السيدة صاحبة عقد ملكية الارض القديم “عطر شاه” كما دارات بعض الأحداث المهمة فى الرواية بوسط البلد أهمها ثورة 25 يناير و لقاء “عطر” مع  زملائها فى مقهى البستان ليحتفلوا بمناسبة فوزها بجائزة عربية هامة عن روايتها الأولى ذات  الرواية التى رفضتها دور نشر كبيرة دون إبداء اسباب.

الغربة مؤلمة لكن غربتنا داخل أوطاننا أو أنفسنا أشد إيلاما. كنت أنا بعيدة عن الوطن و كانت “عطر شاه” غريبة فى داخله. فتاة تحاول أن تعثر على بريق أمل فى حياة تمتلئ بالوحدة وصخب الحزن. كنت أنا أكتب “عطر” بينما كانت هى “عطر” تكتب عن “شذى”. هكذا كانت اللعبة ممتعة.

فى “عطر شاة” كتبت عن إيمانى بأن ثمة علاقة سرية بين الكتابة والطبخ  , فالكاتب يمزج الواقع بالخيال, يولف الأفكار و يصيغ الجمل لكى يكتب عملا مختلفا, تماما كمن يمزج البهارات و يضيف النكهات لكى يكون الطعام أشهى.

لم يكن سهلا على أن أطرح موضوعات تتعلق بالدين  والطائفية. وكيف يتعثر العشاق حين تصدم علاقتهم بأوامر الدين وتشنج المجتمع. فيتحول  الحب من شعور نبيل إلى إثم. فكريم أحد أبطال الرواية كان يحب “شذى”لكنه كان “بهائي الديانة” رغم أنه مكتوب فى البطاقة الشخصية مسلم.  لماذا لم نتعلم أن الطائفية مهلكة للشعوب والحضارات؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل