المحتوى الرئيسى

"الربيع الزائف" كتاب يحلل إخفاقات الثورات العربية

10/20 14:06

صدر حديثا عن دار اكتب للنشر  ،  كتاب “الربيع الزائف وأزمة الإصلاح فى الوطن العربى “، للكاتب الصحفى أسامة السعيد .

يتناول الكتاب من خلال أربعة فصول بالرصد والتحليل جذور حركة الإصلاح العربي بتنوعاتها الفكرية المختلفة، سواء الإسلامية، أو الليبرالية، أو القومية، والأسباب التي دفعت حركات الإصلاح العربي إلى الظهور قبل قرنين من الزمان، وكيف أن كثيرًا من تلك الأسباب لا تزال قائمة حاليًا، وكيف فشلت الدولة العربية في مرحلة ما بعد الاستقلال وخروج قوى الاستعمار من المنطقة في الوفاء بمتطلبات الإصلاح.

ويتطرق الكتاب في أحد فصوله إلى الاهتمام الغربي بإصلاح المنطقة، ويفند بالأدلة التاريخية كيف أسهمت قوى الخارج في إجهاض مشروعات إصلاحية عربية كتجربتي محمد علي وجمال عبدالناصر، وكيف حاولت تلك القوى الغربية في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 إطلاق موجة جديدة من مبادرات الإصلاح التي لم تكن تسعى سوى لتكريس النمط الغربي في صياغة ملامح المنطقة، وكيف تعاملت الأنظمة العربية مع تلك المبادرات، وسعت إلى إفشالها بطرق شتى، فكان تأخر الإصلاح النابع من الداخل العربي أحد أهم أسباب إنطلاق ثورات “الربيع العربي”.

يذهب الكتاب إلى أن موجة ما بات يُعرف بـ”الربيع العربي” كانت في جوهرها تعبيرًا عن رغبة مجتمعية في الوفاء بمتطلبات الإصلاح، وأنه سواء تم استغلال تلك الموجة من جانب قوى متربصة في الداخل العربي أو خارجه، لكن هذا الحراك كان مناسبة إضافية ضائعة لتحقيق الإصلاح، فقد كشفت تلك الموجة هشاشة الدولة العربية القومية التي لم تستطع تقديم التنمية أو الرخاء الذي وعدت به الجماهير العربية في مرحلة ما بعد الاستقلال، بل تحولت في كثير من الأحيان إلى دولة قمعية تصادر الحرية دون أن توفر الخبز، كما كشفت عجز المشروعات البديلة في تقديم نموذج إصلاحي حقيقي قادر على الوفاء بتلك المطالب المشروعة.

يناقش الكاتب مسارات ما سمى بـ”المشروع الإسلامي” الذي قدمته قوى الإسلام السياسي كبديل للإصلاح، وكيف كانت محاولة تلك القوى أدلجة “الربيع العربي” أحد أهم أسباب إفشاله وتحويله إلى “ربيع زائف”، لأن تلك القوى لم تدرك أن مطالب الجماهير العربية التي خرجت في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، لم تكن تسعى إلى تمكين تلك القوى الإسلامية التي كثيرًا ما قدمت نفسها للمشروع القومي، أو للدولة الوطنية، وإنما كانت تسعى إلى الإصلاح الذي عجزت عن تحقيقه دولة ما بعد الاستقلال، وأن تجربة الإسلاميين في الحكم، سواء في السودان أو في قطاع غزة، أو لاحقًا في مصر، وبشكل أو بآخر في تونس كانت كفيلة بأن تؤكد أنه لا يوجد ما يمكن تسميته بمشروع إسلامي واضح المعالم للإصلاح.

يقدم الكاتب تحليلًا لمضمون المشروعات التي طرحها الإسلاميون في مرحلة ما بعد الثورات العربية، ويكشف أنها لا تختلف في جوهرها عن تلك التي طرحتها أنظمة ما قبل الثورات، وأن وجه الاختلاف الوحيد كان في الصياغات لإسباغ تلك المشروعات صبغة إسلامية.

وينطلق الكاتب مما أسماه “توازن الفشل” بين مشروعات الإصلاح المطروحة سواء قبل أو بعد الثورات إلى الحاجة الماسة في المنطقة العربية إلى طرح ثالث أو بديل يتجاوز الأيدولوجيات، وتكون مصلحة الجماهير العربية بمختلف تنويعاتها الفكرية والثقافية هي المحدد والأولوية الأولى لها، ويستعرض الكتاب متطلبات انطلاق هذا المشروع الإصلاحي المطلوب، كما يستعرض مجموعة من التجارب المعاصرة للإصلاح وتحقيق التنمية المنشودة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل