المحتوى الرئيسى

برلين وباريس تضغطان على بوتين لوقف القصف الجوي على حلب

10/20 09:16

ضغطت ألمانيا وفرنسا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتمديد وقف الضربات الجوية في سوريا ووقف القصف "الإجرامي" للمدنيين. جاء ذلك في لقاء القمة الذي جمع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند مع الزعيم الروسي فلاديمير بوتين في برلين مساء أمس الأربعاء.

وقالت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل للصحفيين بعد اللقاء الذي انتهى بعد منتصف ليلة الخميس (20 تشرين أول/أكتوبر 2016) والتي وصفت المناقشات مع بوتين بشأن الأزمة في سوريا بالصعبة "نحن نتحدث هنا عن أنشطة إجرامية ..عن جرائم ضد المدنيين". من جانبه، استخدم الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاوند عبارة "جرائم حرب" وانتقد الزعيمان روسيا لمهاجمة المدنيين بذريعة مكافحة الإرهاب.

عائلتان سورية وألمانية تعيشان في منزل مشترك واحد كعائلة واحدة وتحتفلان معا بالأعياد الإسلامية والمسيحية. DW عربية زارت العائلتين في برلين واطلعت على مشاعر الترحاب والتضامن الصادرة عن عائلة ألمانية تجاه عائلة سورية لاجئة. (20.10.2016)

يواجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضغوط الغرب في قمة برلين اليوم بمشاركة المستشارة ميركل والرئيسين الفرنسي والأوكراني. ومن المنتظر أن تواجه المجتمعين ملفات شائكة حول سوريا وأوكرانيا، في وقت لا يتوقع فيه تحقق تقدم كبير. (19.10.2016)

لكن ميركل قالت أيضا "نتفق على ضرورة مكافحة الإرهاب ولكن ليس بثمن أن يدفع 300 ألف شخص هناك حياتهم وأن يعانوا بدون كل الإمدادات الضرورية" مما يعكس تنامي القلق في أوروبا والولايات المتحدة بشأن دعم روسيا للرئيس السوري بشار الأسد.

وستناقش ميركل وأولاوند ما دار في المحادثات خلال قمة للاتحاد الأوروبي مساء اليوم الخميس حيث من المقرر أن يبحث الاتحاد ما إذا كان سيفرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب قصفها لمدينة حلب السورية المحاصرة. في هذا السياق قالت ميركل إنها لا تستبعد فرض عقوبات لكنها قالت إن اجتماع اليوم سيركز على مساعدة المدنيين. وقالت "أوضحنا تماما الليلة أن روسيا تتحمل مسؤولية كبيرة تتجاوز القصف.. سيقرر (الاجتماع) إمكانية إدخال المساعدات الإنسانية وإمكانية البدء في عملية سياسية."

من جانبه، قال بوتين في مؤتمر صحفي منفصل إن موسكو اقترحت إقرار دستور جديد في سوريا لتسهيل الانتخابات المستقبلية. وأضاف أيضا أن روسيا مستعدة لتمديد وقف لمدة ثماني ساعات في الضربات الجوية في سوريا. وأكد على أهمية "استئصال الإرهاب" ودعا الولايات المتحدة إلى فصل جبهة النصرة عما وصفه "بالمعارضة الصحية" في سوريا.

يذكر أن ميركل أصرت على أن يوافق بوتين على مناقشة الوضع في سوريا على هامش ما يسمى باجتماع "رباعية نورماندي" بشأن أوكرانيا. جاء الاجتماع بعد ساعات على ورود أنباء عن استعداد سفن  حربية روسية قبالة ساحل النرويج لتعزيز هجوم على مدينة حلب المحاصرة.

وقالت ميركل إن اجتماعا منفصلا مع أولاوند وبوتين والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو وهو الأول منذ أكثر من عام أسفر عن اتفاق على وضع خارطة طريق أولية لتطبيق اتفاق مينسك الذي تم التوصل إليه في فبراير شباط 2015. وقالت ميركل إن وزراء الخارجية سيعملون على وضع التفاصيل بشأن الخطة في نوفمبر/ تشرين الثاني لكنها أوضحت أن الأمر يتطلب عملا شاقا.

"ماذا بقي من حلب؟"، لعل هذا السؤال الذي يطرحه هذا الطفل الذي يتأمل ما خلّفه القصف المتواصل على المدينة الجريحة المنكوبة؟ أو فقط لعله يتساءل عما بقي من بيت أهله وأين سيقضي ليلته دون سقف قد لا يقيه راجمات الأسد ولا قاذفات حلفائه الروس. في غضون ذلك، تتواصل معاناة عشرات الآلاف من سكان حلب...والعالم لا يحرك ساكنا!

حتى عندما قصفت الصواريخ التي أطلقتها قوات الأسد مدعومة بقوات روسية المستشفيات، على غرار مستشفى ميم 10 والمعروف باسم "مستشفى الصخور" الواقع في شرق حلب وقُتل اثنان من المرضى وأصيب العشرات منهم، لم يحرك العالم ساكنا. البعض ندد وناشد... والأسد - مدعوما بحلفائه روسيا وإيران وحزب الله - يواصل الحرب على شعبه.

وفيما تتفاقم معاناة المدنيين، تحتفل قوات الأسد بتقدمها على حساب فصائل المعارضة في حلب... ودمشق تؤكد أن جيشها سيواصل حملته العسكرية الكبيرة - بمؤازرة من فصائل تدعمها إيران وغطاء جوي روسي - لاستعادة السيطرة.

في غضون ذلك، يشيع الحلبيون يشيعون موتاهم إلى مثواهم الأخير في حرب تعددت فيها الجبهات وتنوعت فيها الأطراف بين من يدعم الأسد جهراً وسراً وبين من يدعم المعارضة بالسلاح بشكل مباشر أو غير مباشر. حرب وُصفت بـ"الوحشية" من قبل الأمم المتحدة، فيما تتحدث الصور التي تصلنا عنها عن "بشاعة" تكاد لا تجد ما يضاهيها في الشرق الأوسط منذ عقود طويلة.

ومن لم يحالفه الحظ بالهرب إلى خارج البلاد، يكون مصيره إما الموت أو الإصابة أو العيش في هلع يومي. الأكيد أن أكبر ضحايا هذه الحرب هم الأطفال. فقط بعض الصور التي تصلنا من حلب توثق مدى معاناة هؤلاء: ففي آب/ أغسطس الماضي، صدمت صورة الطفل عمران بوجهه الصغير الملطخ بالدماء والغبار وهو يجلس داخل سيارة إسعاف، الملايين حول العالم بعد إنقاذه من غارة استهدفت الأحياء الشرقية في حلب. وما لا نعرفه كان أعظم!

حتى قوافل المساعدات الإنسانية التي جاد بها المجتمع الدولي للتخفيف بعض الشيء من معاناة المدنيين في حلب لم تسلم من القصف. فقبل أسبوعين تعرضت قافلة مساعدات في بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي للقصف ما أسفر عن مقتل "نحو عشرين مدنياً وموظفاً في الهلال الأحمر السوري، بينما كانوا يفرغون مساعدات إنسانية من الشاحنات"، وفق الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري.

وفيما يبقى المجتمع الدولي عاجزا حتى على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في حلب وإتاحة المجال لتوصيل المساعدات الإنسانية والطبية إلى المدنيين المحاصرين، يبقى أصحاب الخوذات البيضاء "الأبطال" في عيون العديد من الحلبيين. رغم الحديد والنار ورغم الصواريخ والقاذفات، ظلوا في مدينتهم لمد يد المساعدة وإنقاذ الأرواح من تحت الأنقاض.

وبينما يقضي أقرانها في أغلبية دول العالم أوقاتهم في المدرسة أو في اللعب، تجد هذه الطفلة السورية نفسها مجبرة على الوقوف في صف طويل من أجل الحصول على بعض من الطعام الذي توزعه بعض المنظمات الانسانية - طبعا إن سملت هي بدورها من قصف قوات الأسد وقاذفات الطائرات الروسية. بالنسبة للعديد هذه الصورة إنما حالة تبعث للحزن، ولكنها واقع مر لعشرات الآلاف من الأطفال السوريين...

وفيما يتحمل العديد من الحلبيين الواقع المر بالكثير من الصبر، نفذ صبر واشنطن خلال مفاوضاتها مع روسيا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا. وروسيا، التي عبرت طبعاً عن أسفها لذلك، تواصل دعمها للأسد. مراقبون يتحدثون عن لعبة بوتين في الشرق الأوسط من أجل حمل أمريكا وحلفائها الغربيين على إسقاط العقوبات المفروضة على بلاده بشأن دورها في أوكرانيا. إذن سوريا ليست إلا ورقة تفاوض للي ذراع أمريكا؟

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل