المحتوى الرئيسى

عائلة ألمانية تمنح أخرى سورية مسكناً لديها في برلين

10/20 08:07

طوابيرُ من البشر اصطفّت أمام مكتب استقبال اللاجئين في برلين، رجالٌ ونساءٌ وأطفالٌ أتعبهم السفر. في ملامحهم كثيرٌ من المعاناة، لكنها مصحوبةٌ بفرحٍ بدا واضحاً على وجوههم؛ كيف لا وقد وصلوا برّ الأمان الذي ينشدونه، بعد أن كتب لهم الحظ فرصة النجاة من دمار الحرب في بلادهم، ومخاطر السفر في عرض البحر. هكذا عرضت شاشات الأخبار مشاهد اللاجئين القادمين إلى ألمانيا في ذلك الوقت. هذه المشاهد لم تكن فيلماً سينمائياً يداعب مشاعر الآخرين، لقد كانت جزءاً يسيراً يرسم بعضاً من معاناة اللاجئين.

مانويلا بويست سيدة ألمانية تعيش مع زوجها وابنتهما في بيتهم في برلين، تأثرت السيدة بويست بمشاهد الحرب في سوريا التي تنقلها وسائل الإعلام الألمانية، تقول: "في صيف عام 2015 عرضت وسائل الإعلام صوراً مروعةً عن الحرب في سوريا، ومن جملة الأمور التي عرضتها، كان ذلك العدد الهائل من اللاجئين الذين قدموا إلى ألمانيا، وبرلين تحديداً". ووفقاً لتقرير سابق نشرته DW بحسب المكتب الاتحادي الألماني للاجئين فإنّ السوريين يشكلون النسبة الأكبر من أعداد اللاجئين الواصلين إلى ألمانيا في النصف الأول من العام 2015 بنسبة 20.3 بالمئة، بواقع حوالي 32 ألف لاجئ، ويجب على المكتب الاتحادي استيعاب هذه الأعداد الغفيرة، وتسجيل بياناتهم، وهو ما شكّل عبئاً على المكاتب الألمانية المختصة، فقرر كثيرٌ من الأهالي مساعدتهم في تحمّل المسؤولية، بحسب ما ذكرت السيدة بويست.

وتتابع بويست لتصف معاناة اللاجئين: "انتظر بعضهم أياماً وليالي كي يسجلوا أنفسهم. وفي هذه الأثناء تطوّع كثيرٌ من الأهالي لمساعدتهم من خلال تقديم الماء والطعام؛ وبعضهم قام بتوزيع ملابس وقبعات ضدّ المطر تحسباً للأمطار المفاجئة والظروف الجويّة الطارئة".

استقبلت ألمانيا أكثر من مليون لاجئ العام الماضي، الأمر الذي شكل تحديات عديدة من بينها توفير المساكن المناسبة، ما دفع السلطات للبحث عن حلول عملية وسريعة وصديقة للبيئة في الوقت نفسه.

يعيش الكثير من اللاجئين في مراكز إيواء مؤقتة تتنوع بين ثكنات عسكرية قديمة أو خيام أو صالات ألعاب رياضية، في الوقت الذي تسعى فيه السلطات المحلية لتوفير أماكن إقامة أفضل لهم وبأسرع وقت، لكن ارتفاع الأسعار في الأشهر الأخيرة يقف عائقا أمام تحقيق هذا الهدف.

ولحل أزمة السكن الراهنة، بدأت العديد من المحليات في ألمانيا اللجوء لفكرة البيوت الخشبية كحل لأزمة سكن اللاجئين. وتقوم شركات متخصصة بتصنيع الهيكل الأساسي للبيوت بشكل سريع وتنقله للأماكن المطلوبة. وتتميز هذه المباني بسهولة تعديلها ونقلها من مكان لآخر.

تعتبر مدينة مونستر الألمانية من المدن الرائدة في فكرة استخدام البيوت الخشبية لتوفير أماكن إقامة للاجئين. وأوضح يوهانيس ريميل، وزير البيئة بولاية شمال الراين ويستفاليا خلال زيارة لأحد مساكن اللاجئين في مونستر، أن التخطيط وإصدار التصريحات اللازمة للمباني الصغيرة من هذا النوع لا يحتاج لأكثر من شهرين إلى ثلاثة أشهر في حين تحتاج المباني الأكبر المكونة من عدة طوابق، لفترة تصل لستة أشهر.

لفتت العاصمة النمساوية، فيينا الأنظار لفكرة المباني الخشبية من خلال هذا السكن الطلابي الذي تم تشييده في خلال أسبوع واحد ويمكن نقله بكل سهولة لمكان آخر، كما أن استهلاك الطاقة في المبنى أقل بمقدار النصف من المباني الجديدة المماثلة.

وفي مدينة رافينسبورغ، نجحت فكرة تخفيض استهلاك الطاقة في المباني الخشبية بعد تركيب خلايا الطاقة الشمسية التي تساعد على توليد الطاقة الكهربائية في مبنى اللاجئين وبالتالي توفير نحو 90 بالمئة من تكاليف الكهرباء. وقام اللاجئون أنفسهم بتركيب هذه الخلايا الشمسية ما أتاح لهم فرصة التعرف على تقنية جديدة.

قرّرت عائلة بويست مساعدة هؤلاء الذين لاذوا بهم هرباً من الأهوال التي شهدوها في بلدانهم. وتقول: "كنّا نرى هذه الصور يومياً في نشرات الأخبار. لذا قررنا مواجهة الصدمة التي عشناها نتيجة تلك المشاهد؛ وعزمنا على استضافة أحد اللاجئين داخل منزلنا؛ فنحن عائلة مؤلفة من ثلاثة أشخاص، ونعيش في منزلنا في برلين".

وجدت السيدة بويست عن طريق الإنترنت عنوان المكتب الخاص باستقبال اللاجئين في برلين LaGeSo، فقدّمت لهم عرضاً بتقديم ملجأ مؤقت لأحد اللاجئين في منزلها، وبعد بضعة أيام أخبروهم بالموافقة على طلبهم، وأنّ هناك عائلة سورية مؤلفة من أب وأم وطفلة صغيرة بحاجة إلى مسكن ينامون فيه، تقول السيدة بويست: " في الحقيقة لم نكن قد خططنا لذلك، لكننا وافقنا على الفور. كان لدينا شقة في الطابق الأرضي تمّ تجديدها قبل فترة، فأحضرنا العائلة، وقدّمنا لهم الشقة كي يقيموا فيها لفترة مؤقتة، وكان هذا اتفاقنا معهم". أمّا تلك العائلة القادمة من إحدى قرى الجنوب في سوريا، فقد غمرتهم مشاعر السعادة والفرح بمجرد سماعهم خبر تأمين مسكن لهم، بعد انتظارهم أياماً طويلة دون مأوى.

 تقول نورهان وهي لاجئة سورية قدمت مع زوجها وطفلتها إلى ألمانيا بداية العام الفائت: " كنت مضطربةً وخائفة جداً؛ وصلنا برلين، وأقمنا عند أحد المعارف من قريتنا لبضعة أيام. كان المكان ضيقاً جداً، ثمّ حصلنا على قسيمة من مكتب اللاجئين، تخولنا أن نقيم في أحد الفنادق الصغيرة في برلين، لكننا لم نجد مكاناً بسبب كثرة أعداد القادمين". وعن طريق مكتب الهجرة المسؤول، تمّ اللقاء بين العائلتين، وذهبوا جميعاً إلى منزل عائلة السيدة بويست.

تتابع نورهان حديثها لتصف تفاصيل اللقاء الأول مع عائلتهم الجديدة: "أعطونا على الفور مفاتيح منزلهم، وأطلعونا على مكان إقامتنا، حيث ينبغي أن نسكن فيه مؤقتاً". لم تكن نورهان وزوجها يتكلمان سوى العربية، ما جعل مشاعر الحرج تسيطر عليهم، إلا أنّ مضيفتهم مانويلا بويست كانت تتحدث بضع كلمات من العربية، سهّلت عليهم التفاهم فيما بينهم. تقول نورهان: " كان أفراد عائلة بويست لطيفين جداً، بعد ذلك اعتدنا على بعض وعشنا سويةً". أمّا زوجها (أحمد) فقد رأى أنهم كانوا محظوظين جداً بالتعرف على عائلة بويست، التي منحتهم فضلاً عن المسكن والمأوى، مشاعر الترحاب ومحاولة التخفيف من مأساتهم، ويقول:" وفّرت لنا عائلةبويست منزلاً خاصاً يحفظ خصوصيتنا؛ كنّا نستطيع الانعزال وحدنا داخل هذا البيت، لكننا رغبنا أن تكون أبوابنا مفتوحة على بعضها، وها نحن اليوم نعيش كعائلة كبيرة في بيت واحد، وتحت سقف واحد".

قطعت عربتا البريد القادمتان من سبعينيات القرن الماضي آلاف الكيلومترات قبل أن تتوقفا للمرة الأخيرة في منطقة صناعية شمال غرب ألمانيا بمنطقة مارل، حيث يستخدمها اليوم المصوران فانيسا شتالباوم وماركو تشيبنياك مسكنا لهما.

جرى خلط كثير من مكونات العربة القديمة بقطع أخرى من الأثاث، صناديق تصنيف الرسائل على الجدران باتت اليوم رفوفا تستقر فيها أقداح وصحون وأكواب بمختلف الأحجام.

هذا البيت الأخضر قرب دريسدن ليس مجرد مشتل لتربية النباتات، بل هو بيت يقطنه كل من مونيكا وتوماس تِل . قبل عشرين عاما حققا حلمهما بالسكن في هذا المكان الذي هو بيتهما ومحل عملهما في نفس الوقت، حيث يعملان ويعيشان ويتمتعان بالقرب من الطبيعة.

تحت سقف الزجاج هذا أقامت عائلة تِل بيتا بسيطا من الحجر، وخلال اليوم تستقبل زبائن المشتل هنا في هذا البيت. فيما تمضي العائلة وقت فراغها في الباحة قرب نخلة القنب وبين أوراق الهدال البراقة وفي ظل عيدان البامبو السوداء، وهو مكانهما المفضل صيفا وشتاء.

هذا المسكن الغريب بهولندا كان في الأصل صومعة لعلف الحيوانات ، وقد تحول القلب الدائري له على يد المعمار جان باسكت إلى بيت من طابقين فيه غرفة نوم، ومطبخ، وفرن، وحمام ، وكل ذلك في مساحة لا تتجاوز 13 مترا!

لم يتم تحوير الهيكل الاسطواني للصومعة هذه فحسب، بل جرى تكييف كل شيء ليصبح صالحا للحياة، وكل ما في المطبخ والبيت كان سينتهي في القمامة لولا جهود ومثابرة جان باسكت للاستفادة من كل شيء. لكنه احتاج إلى فني متخصص ليقيم له الموقد.

عبثا يبحث المرء عن زاويا في هذا البيت، فهو مركب من عدة كرات تناسب ذوق الفرنسي يويل يونال الذي يكره الزوايا الحادة. وقد شرع في سبعينيات القرن الماضي في إنشاء هذا البيت الكروي بمنطقة ارديشه جنوب فرنسا، واستخدم يويل وزوجته لبنائه الاسمنت والحديد.

استغرق الأمر 36 عاما ليظهر البناء على ما هو عليه اليوم، في الداخل تتراكب الحجرات فوق بعضها وتتداخل، واغلب قطع الأثاث ثابتة لا يمكن تحريكها أو تغييرها، في عام 2010 أضيف البيت الكروي إلى الميراث الثقافي الفرنسي، وأدرج على لائحة أهم المباني في فرنسا.

ملجأ للوقاية من الغارات الجوية، هنا عاش نحو 800 إنسان إبان الحرب العالمية الثانية بحثا عن الأمان من القنابل المتساقطة من الطائرات المغيرة. شركة معمارية حولت الملجأ إلى بيت عصري. وتطلب الأمر معدات خاصة لفتح نوافذ في الجدران التي يبلغ سمكها مترا كاملا.

بعد سبعين عاما دلف ضوء الشمس إلى المساحات المعتمة داخل الملجأ، وما تبقى من المساحات المظلة فيه تبعث في المرء شعورا بالاطمئنان. يضم المكان اليوم ثماني وحدات سكنية، وبعد التحوير لم يعد بوسع المرء أن يرى أي مظهر من الملجأ الكئيب القديم.

صعود اليمين المتطرف ومخاوف اللاجئين

ازدادت في الفترة الأخيرة حدّة النقاشات حول أوضاع اللاجئين، والمشاكل التي قد يتسببون بها داخل أوروبا عامةً وفي ألمانيا خاصة، حيث صعد نجم اليمين المتطرف متمثلاً بـ (حزب ألمانيا البديل) الذي حقق نتائج مرتفعة في الانتخابات البلدية التي جرت في بعض الولايات الألمانية مؤخراً، وبات كثيرٌ من اللاجئين يستشعرون مخاطرَ تحدق بمستقبلهم داخل ألمانيا،ذذ فيما لو تسنى لهذه الأحزاب الفوز بالانتخابات البرلمانية القادمة، وعن ذلك تقول السيدة بويست: "كانت عائلتنا السورية غير مطمئنة حيال التغييرات في القوانين الخاصة باللاجئين، فحاولنا أن نطمئنهم، ونشرح لهم أنّ هذه التغييرات لا يمكن أن تؤثر عليهم بشكل مباشر".

ولكنّها ترى من جانب آخر أنّ ما يحدث من انقسام في وجهات النظر داخل ألمانيا حول مسألة اللاجئين، هو بسبب الجهل بواقع اللاجئين، ومحاولة أحزاب اليمين استغلال المشكلات التي يتسبب بها بعض اللاجئين، بالإضافة إلى التجييش الإعلامي ضدّ اللاجئين من قبل تلك الأحزاب، الأمر الذي يمكن أن يؤثر على عمل المتطوعين، وهيئات المجتمع المدني، وتقول: "أرى في شبكات التواصل الاجتماعي انقساماً حاداً حول هذا الموضوع، فالدعم المادي الذي يحصل عليه اللاجئون من خلال ما يدفعه العمال من ضرائب يستدعي نوعاً من الغيرة والحسد لدى بعض الفئات". وهي تعتقد أنّ هناك أناساً يعتبرون أنّ هذه المساعدات تذهب في الاتجاهات الخاطئة، وليس إلى الناس المحتاجين بالفعل، سواء كانوا من اللاجئين أو من الألمان أنفسهم. وهذا ما يفسر تغير المزاج العام تجاه قضية اللاجئين لدى بعض الناس.

منذ دخول "حزمة قوانين اللجوء الثانية" حيز التنفيذ في 17 آذار/مارس الماضي، ارتفع عدد اللاجئين السوريين الحاصلين على ما يعرف بـ "الحماية الثانوية" أو "الحماية الجزئية". فما انعكاساتها على اللاجئ؟ وما هي التبعات القانونية؟ (18.10.2016)

يزداد عدد اللاجئين الذين يرغبون في متابعة دراستهم الجامعية في ألمانيا. ولتسهيل الطريق أمامهم تقدم كثير من الجامعات خدمات خاصة للاجئين تعكس ثقافة الترحيب بهم كما هو الحال في جامعة برلين الحرة. (26.07.2016)

في الوقت الذي تتساوم فيه تركيا وأوروبا على سبل التحكم في تدفق اللاجئين، يستمر هؤلاء في التدفق إلى شواطئ الجزر اليونانية. DW رافقت عائلتين سوريتين لمعرفة قصة وصولهما إلى جزيرة لسبوس. (12.03.2016)

تشهد ألمانيا تزايدا في عدد الاعتداءات على مساكن إيواء اللاجئين في ولايات مختلفة. وقد يعبر ذلك عن وجود جو من الاحتقان لدى البعض خصوصا لدى اليمين المتطرف. في حين تسعى البلاد لاستيعاب المزيد من الفارين من الحروب في أوطانهم. (22.07.2015)

الاندماج في ظل الاختلاف في العادات والتقاليد

لا ترى السيدة بويست عائقاً أمام حياتهما المشتركة، حتّى في ظل اختلاف الثقافات بينها وبين عائلتها السورية، فكل طرف يتفهم الآخر، ويحترم عاداته وتقاليده، تضيف قائلةً: "احتفلنا معنا بعيد رأس السنة الميلادية، وشاركناهم أعيادهم الإسلامية. كنّا نسعى إلى التعرف على بعضنا عن قرب أكثر". أمّا نورهان فقد أثنت على مواقف مضيِّفيهم، وشرحت كيف ساعدوهم في كل المواقف، حيث قالت: "رافقتني السيدة مانويلا بويست إلى مواعيد زيارات الأطباء، وكانت بجانبي في جميع الأوقات حتى أثناء الولادة في المستشفى. وكنّا طيلة مدّة إقامتنا نتلقى التبرعات من أصدقاء وجيران عائلة السيدة بويست، ولم يتركونا بحاجة أيّ شيء".

ويؤكد أحمد بدوره أنّ الاختلاف في العادات والتقاليد لا يمكن أن يشكّل عائقاً أمام اندماجهم مع الآخرين، مادام كل طرف يحترم عادات الآخر وتقاليده، ويقول: "نعيش حياتنا، ونمارس شعائرنا الدينية بحرية، وهم يدعموننا في ذلك. بالطبع هناك عادات في مجتمعاتنا غريبة عن المجتمع الألماني، وربّما تلاقي معارضةً منهم مثل: عادات الختان أو طرق ذبح الأضاحي وغير ذلك، ولكنّها لا تشكّل عائقاً أمام اندماجنا معهم". لكن العائق الأكبر من وجهة نظره يتمثّل في اللغة".

لا ترى السيدة بويست عائقاً أمام حياتهما المشتركة، حتّى في ظل اختلاف الثقافات بينها وبين عائلتها السورية، فكل طرف يتفهم الآخر، ويحترم عاداته وتقاليده، تضيف قائلةً: "احتفلنا معنا بعيد رأس السنة الميلادية، وشاركناهم أعيادهم الإسلامية. كنّا نسعى إلى التعرف على بعضنا عن قرب أكثر". أمّا نورهان فقد أثنت على مواقف مضيفيهم، وشرحت كيف ساعدوهم في كل المواقف، حيث قالت: "رافقتني السيدة مانويلا بويست إلى مواعيد زيارات الأطباء، وكانت بجانبي في جميع الأوقات حتى أثناء الولادة في المستشفى. وكنّا طيلة مدّة إقامتنا نتلقى التبرعات من أصدقاء وجيران عائلة السيدة بويست، ولم يتركونا بحاجة أيّ شيء".

ويؤكد أحمد بدوره أنّ الاختلاف في العادات والتقاليد لا يمكن أن يشكّل عائقاً أمام اندماجهم مع الآخرين، مادام كل طرف يحترم عادات الآخر وتقاليده، ويقول: "نعيش حياتنا، ونمارس شعائرنا الدينية بحرية، وهم يدعموننا في ذلك. بالطبع هناك عادات في مجتمعاتنا غريبة عن المجتمع الألماني، وربّما تلاقي معارضةً منهم مثل: عادات الختان أو طرق ذبح الأضاحي وغير ذلك، ولكنّها لا تشكّل عائقاً أمام اندماجنا معهم". لكن العائق الأكبر من وجهة نظره يتمثّل في اللغة، فمن خلالها تستطيع التواصل مع الآخرين، والاطلاع على عاداتهم وقوانين البلد، الأمر الذي يجعل الاندماج أسهل. وبالطبع فإن مضيفيهم كان لهم دور كبير في تسهيل اندماجهم مع الآخرين، حيث يقول أحمد: "كان تواصلنا مع جيراننا الألمان ضعيفاً جداً بسبب قلّة معرفتنا باللغة الألمانية. ولكن عائلة بويست ساعدونا من أجل تجاوز عقبة اللغة، ومنحونا شعوراً بالراحة".

مراهق يتصفح في شبكة الإنترنت عند الغسق. وتمثل الهواتف الذكية في معظم الأحيان الصلة الوحيدة التي تربط بين اللاجئين والعالم الخارجي.

كل بيت من البيوت الصغيرة ذات الطابق الواحد (الشاليهات) في قرية اللاجئين يوفر مكان إقامة لثمانية أشخاص موزعين على غرفتي نوم صغيرتين. وقد تم تجهيز كل بيت بحمام ومطبخ صغير مع موقد وحوض لغسيل أدوات الطعام. ورغم ذلك لا يوجد ماء ساخن أو ثلاجة.

رانية موسى (27 عاما) مع طفلها البالغ من العمر ثمانية أشهر. هذا الطفل ولد في سوريا قبل فترة قصيرة من هروب رانية وزوجها من هناك عبر تركيا إلى اليونان.

نساء من مخيم اللاجئين في شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية يصطحبن مجموعة من الأطفال في نزهة خارج قرية اللاجئين. قبل بداية الموسم السياحي في يونيو/ حزيران تكون المناطق المحيطة بميرسيني لا تزال هادئة نسبيا ولا يوجد سوى عدد قليل من الزوار.

مجموعة من الرجال تتبادل الحديث عند غروب الشمس على الشاطئ. هنا في هذا المخيم يعيش أقل من 60 رجلا. ويعيش معهم أيضا زوجاتهم وأطفالهم.

نساء وأطفال يجلسون في ضوء المساء أمام الشاليهات السياحية. ويعيش في القرية 340 شخصا بينهم 209 أشخاص دون سن الـ 18 عاما، وبينهم أيضا 69 امرأة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل