دولة مبارك ضد «السيسي»

أعطت مظاهرات 30يونيو التي أعقبها الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، قبلة الحياة للمحسوبين على نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، لكن حالة الوفاق مع السلطة الجديدة لم تستمر طويلاً، وخاصة مع تجاهل الرئيس الذي أطاحت به ثورة 25يناير، وعدم الإشارة إلى دوره في احتفالات انتصارات 6أكتوبر.

كما تكرر ظهور نجلي مبارك (علاء وجمال)، في عدد من المناسبات العامة والخاصة بشكل مثير للانتباه، وتزامن ذلك مع عودة رجال النظام الأسبق مبارك، للمشهد العام مرة أخرى ليطلوا برؤوسهم من جديد ليس فقط في مجالس خاصة اعتادوها، ولكن عبر العديد المناسبات العامة والمقالات، والتي أثارت غضب السلطة الحاكمة، في ظل تلميحات إلى أن جمال مبارك سيخوض الانتخابات المقبلة في 2018 ضد الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وهاجم كريم حسين، أدمن صفحة  إحنا آسفين ياريس" الداعمة لمبارك، تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي حول مسئولية الرئيس الأسبق ونظامه عن تردي الأوضاع في مصر.

وقال حسين عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "الذى تسبب في وقوع مصر على الأرض من كان يترأس جهاز المخابرات الحربية أثناء أحداث 25 يناير وسمح لحركة حماس الإرهابية بأن تخترق الحدود بالعربيات الدفع الرباعي وبالأسلحة الثقيلة وتقتحم السجون وتضربها بالمدافع وتهرب رجالتها وتدخل وتخرج بل وتخطف ضباط شرطة ومجندين دون أن يعترضها أحد".

وقال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه "بلا شك يوجد صراع أجنحة داخل جسد الدولة والنظام الحالي، وهو ما ينعكس على أداء مؤسسة الرئاسة والحكومة الحالية".

وأضاف "رجال مبارك لا يزالون داخل أروقة الدولة وفي مختلف المؤسسات حتى الآن، وبالتالي الحديث عن صراع الأجنحة الفترة الحالية ليس جديدًا، ولكن تكرر في فترتي المجلس العسكري ومرسى".

وأكد غباشي، أن "هناك بعضًا من رجال مبارك داخل النظام الحالي والدولة، ليسوا بالضرورة مدينين بالولاء للرئيس المخلوع ويأتمرون بأمره فحسب، ولكن هناك من يتبع نفس الفكر بشكل فردى وهذا أخطر".

ولفت إلى أنه "من الصعب الكشف عن رجال مبارك في مختلف المؤسسات، لأن عددهم كبير، خاصة أولئك الذين يميلون إلى عودة نظام مبارك باعتباره المناخ الصحي لهم دون ترتيب وتنسيق بينهم"، مؤكدًا أن صراع الأجنحة الحالي بالطبع ينعكس على أداء السلطة التنفيذية.

وتابع: "النظام الحالي في مواجهة مع الإخوان وأنصار مبارك، الذي بدأ يحظى بتعاطف عدد كبير من الشعب المصري، في الآونة الأخيرة، نتيجة الأزمات والإخفاقات داخل الدولة في عهد السيسي والإخوان".