المحتوى الرئيسى

فاطمة الزهراء زيتون تكتب: هل يميل البشر للالتزام بنظام واحد | ساسة بوست

10/19 20:17

منذ 1 دقيقة، 19 أكتوبر,2016

يميل البشر للالتزام بنظام واحد، وفى نفس الوقت يلجأ الكثير من البشر للتدليس فى زى يدعى الاختلاف، الأمر معقد، شديد الوضوح، سهل الملاحظة! مثال بسيط: انظر إلى أحد أقاربك، وقد اختار لابنته اسمًا غريبًا لم يسبقه أحد قبله فى إطلاقه على آدمى، حتى وإن خلا الاسم من معنى، وكذلك انظر إلى قريبك أو جارك الآخر، وقد قام بنفس الفعل المدهش أن كل منهما يظن في نفسه الاختلاف، وقد اتفق المضمون في الشرود والفراغ، وهنا ترى التدليس والاختلاف الحقيقى.

هل حقا يميل البشر إلى الالتزام بالنظام الواحد؟

نعم، إذن ما الداعى إلى الرغبة فى الاختلاف والتميز؟ الرغبة فى الاختلاف والتميز أيضًا ميول بشرية إذن، أين الحقيقة؟

عد إلى آدم وحواء وسنعلم أين الحقيقة! ميز الله آدم وأمر الملائكة، ومعهم إبليس بالسجود له، إذن الله يعلن تميز البشر، نعم لقد قال سبحانه «ولقد كرمنا بنى آدم»، لقد خلق آدم ليكون متميزًا على سائر المخلوقات، وهو يمثل بذلك الجنس البشرى إذن كانت أول دروس تعلم آدم هى إشعاره بتميزه، وبالتالى الهدف من هذا عندما أمر إبليس بالسجود رفض «قال أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين»، وهنا جهل شديد من يحدد الأفضل تبعًا لمادة الخلق المخلوق أم الخالق؟

هل اكتفى الإنسان بهذا؟ لا لم يكتف لقد قادته قدراته اللامحدوده إلى التأمل في الملائكة، وهنا تمنى الخلود، ونسى تكريمه ومهمته، وأراد خلود الملائكة، وهنا استغل الشيطان ثغرة الإنسان فى النسيان، وعدم الرضا، وكانت شهوة التميز بالخلود، بالرغم من وجود كائنات أخرى مميزة به، هى البئر الذى سقط خلاله فى الدنيا، وما هو أدنى منزلة مما كان.

حقيقة إننا لا ندرك الجوهر الحقيقى للمعنى بغير رضوان الله، إذن لم لا يكون رضوان الله هو الطريق الأمثل لحفظ التميز؟ لا أدرى!

لو أن البشر التزموا بنظام واحد لا يتغير ولا يتحول كسائر المخلوقات، لما كان كل هذا الشتات والدمار، ولكن زود البشر بالقدرة على تحديد واختيار الأنظمة وتغيرها عن قصد أو غير قصد، فالانسان كائن متنوع متكامل تتجمع به كل مكونات الطبيعة متراكبة.

تتصور أمامه كل هذه المكونات مفردة فى هذا الكون الواسع، فيدركها بالفطرة ويعيها بالتأمل، وهكذا الإنسان من حال إلى حال. ومن صورة إلى صورة، ومن رغبة إلى رغبة.

والمعقد إرادته الدائمه فى الثبات على الجانب المضيء لكل ما سبق بما يحوى من فضيلة وخير، وبالتالى راحة لا تنفك، لكن هذا ما لا يحدث، فما يرتاح إلا ليشقى، وما يفعل الخير حتى يزداد ابتلاؤه؛ ليقدم من الخير أكثر، وهكذا.

قد يجلس في لحظة شقاء يشعر فيها أن ذرات التراب على هذا الكوكب قد تكون أكثر سعادة وراحة منه، بل هى بالفعل كذلك! فيتمنى لو كان جمادًا، وقد يجلس في لحظة سعادة وراحة فيقدم له عقله ما يكفى من استفهامات فتتحول الابتسامة لعبوس كهل ترهقه الذاكرة!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل