المحتوى الرئيسى

فريد الأطرش.. "ملك العود" الذي عشق الفتيات ورحل عازبًا

10/19 19:15

تميز بعذوبة صوته الذي خُلق حزينًا مناجيًا، يجلب عليك أطلال المواجع المتراكمة، وعميقًا ساحرًا، يأخذك إلى عوالم الخيال سابحًا في ثنايا الماضي، أما عن يديه فكانت تنطق بنغمات كالماء الصافي تعزفها على عود صغير تحسّه نطق وتكلم.

هو المطرب الراحل "فريد الأطرش" صاحب اللون المتفرد عن أقرانه من هذا الجيل، الذي غنى فاستمع له الجميع، عزف فانصتنا إليه، مثّل فكان التصفيق يلاحقه، حتى بات اسمه على مُسمى فولد "فريدًا" وعاش ومات فريدًا.

داخل منطقة سوداء في جبل الدروز ببلدة الشمس بسوريا، عام 1917، والدته هي الأميرة والمطربة "علياء حسين المنذر"، ووالده المناضل "فهد فرحان إسماعيل"، الذي توفى وتركه سريعًا وهو صغير.

بدأ "الكراون الحزين"، رحلة التنقل حيث بعثت به والدته مع إخواته "فؤاد وأسمهان" إلى لبنان ثم إلى مصر، خوفًا من الفرنسيين الذين رغبوا في اعتقال العائلة بسبب نشاط والده الثوري ضدهم.

ومن هنا أصبح فريد، مثالًا للوحدة العربية، حيث حصل على أربع جنسيات مختلفة، جنسيته الأصلية السورية، وحصل على الجنسية المصرية عام 1950، كما حصل على الجنسية اللبنانية، حيث أقام في بيروت لفترات طويلة، وفي عام 1974 حصل علي الجنسية السودانية، ولم يتمتع بها كثيرًا حيث توفى في نهاية العام.

في مدرسة "الخرنفيش" الفرنسية بدأت محطات تعليمه، مضطرًا إلى تغيير اسم عائلته من "الأطرش" إلى "كوسا"، ما سبب له ضيقًا كبيرًا وقتها، إلا أنه أزال صعاب حياته بحنجرته ذات الحبال الوهمية.

وحين زار المدرسة اللاعب الفرنسي "هنري هوواين" فأعجب بغناؤه، وراح يمدح في عائلة "الأطرش" أمام أحد الأساتذة، فطرد "فريد" من المدرسة بعدما علم الجميع أن والده هو "فهد فرحان"، ولكنه التحق بعدها بمدرسه الباطريرك للروم الكاثوليكية.

عمل بعد ذلك "فريد" في بيع الأقمشة وتوزيع الإعلانات من أجل توفير المال لأسرته، إلا أن والدته حرصت على إدخاله معهد الموسيقى، وإلتحق بفرقة "بديعة مصابني" كعازف عود، ولفت أنظار الملحن "مدحت عاصم" الذي قدمه ليغني في الإذاعة.

وغنى العديد من المواويل والأغاني القديمة وسجل أغنيته الأولي "يارتني طير"، حيث لاقت نجاحًا وشهرة كثيرة، واستعان بأفضل العازفين وأصبح لديه لونه الخاص به وغنى بجميع اللهجات العربية في أوبريت "بساط الريح".

ومن أوسع الأبواب، دخل "ملك العود" التمثيل في فيلم "انتصار الشباب" مع أخته "أسمهان"،  وقدم بعدها حوالي 30 فيلمًا للسينما المصرية من بطولته أشهرها: "شهر العسل، بلبل أفندي، قصة حبي، حبيب العمر، عفريته هانم، آخر كدبه، لحن حبي، نغم حياتي، حكاية العمر كله".

أثيرت طوال حياته الكثير من الشائعات حول علاقاته العاطفية، البداية كانت مع الراقصة "سامية جمال"، اليت كتبت عن قصة حبهما الكثير من الصحف، إلا أنه نفى ذلك الكلام في حوار تليفزيوني، مؤكدًا أنه يحترم كل الفنانات لكن لو تزوج فنانة سوف تترك الفن لتهتم ببيتها.

وفي لقاء ثان، صرح أنه أحب خمس سيدات، لكن لم يخبرهم لأنهم من عائلات لا يتزوجون إلا من عائلاتهم، وبدعوى أنه تزوج الفن، ويرى أن الزواج هو مقبرة حقيقة للحب، فعاش محبًا ومات عازبًا.

استقر الأطرش في بيروت عام 1966 وطيلة غيابه انفرد عبدالحليم حافظ، بإحياء حفلات شم النسيم التي احتكر "فريد" الغناء فيها لمدة 25 عامًا، وعندما عاد فجأة عام 1970، وجد عدالحليم يعتبر غنائه في حفل رأس السنة حق مكتسب.

ونشبت مشكلة بينهم، لعبت عليها الصحافة، في زيادة الخلاف بينهم وانقسم الجمهور إلى قسمين بين جمهور "حليم" وجمهور "فريد"، حلت أول مشكلة الخاصة بالمكان فاختار "فريد" قصر النيل لتقديم حفلة، واختار "حليم" سينما "ريفولي"، وأصبح الاختيار الأصعب للبث التليفزيوني، وضغط جمهور "حليم" على الإعلام لإذاعة الحفل إلا أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كان له رأي آخر حيث أمر أن تذاع حفلة "فريد".

 في عام 1944 توفت أخته وصديقة عمره الفنانة ""أسمهان، وهذا ما أثر في نفسه وجعله حزينًا وحيدًا لفترة طويلة من حياته، حتى أصيب بالمرض الخبيث أثر حزنه عليها، وأمره الأطباء بالتوقف عن الغناء بسبب إصابته بأزمة قلبية ثلاث مرات.

وعن تلك الفترة قال فريد: "فترة مرضي هو عمر ضائع في حياتي لأنني لم أقدم شيء للجمهور، وأخشي الموت لأني لدي ألحان كثيرة لتقديمها لهم".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل