المحتوى الرئيسى

ألمانيا: إصابة أربعة من رجال الشرطة برصاص يميني متطرف

10/19 13:28

أفاد وزير الداخلية في ولاية بافاريا، يواخيم هيرمان، الأربعاء (19 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، بأن رجل شرطة ألماني يعاني من حالة صحية حرجة تهدد حياته، بعد أن أطلق متطرف مناهض للحكومة النار عليه وعلى ثلاثة آخرين من رجال الشرطة خلال مقاومته حملة أمنية لمصادرة أسلحته.

وأعلنت وزارة الداخلية المحلية بولاية بافاريا أن مطلق الرصاص /49 عاما/، الذي أصيب أيضا بجروح خلال القبض عليه، عضو فيما يسمى بـ"حركة مواطني الرايخ" (تسمية كانت موجودة في الحقبة النازية)، وهي جماعة يمينية متطرفة لا يعترف أتباعها بالدولة الألمانية الحالية.

تسمي نفسها "المنظفة السياسية" حيث يتجلى نشاطها في إبعاد شعارات الكراهية ورموز النازية الجديدة عن الجدران. وهي تقوم بذلك في برلين منذ أكثر من ثلاثين سنة، حيث ترى أن من الضروري مواجهة اليمين المتطرف بشكل دائم. (16.10.2016)

قادت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل حملة إشادة بالسوريين الذين ساعدوا في القبض على سوري فار يشتبه في إعداده لعمل إرهابي. وسائل التواصل الاجتماعي غصت بالتعليقات المشيدة بهؤلاء والساخرة من اليمين المتطرف. (10.10.2016)

في غضون ذلك، بدأ الادعاء العام في ألمانيا تحقيقاته مع  متطرف ألماني ينتمي لما يعرف بحركة "مواطني الإمبراطورية الألمانية" أو مواطني الرايخ بتهمة الشروع في القتل وذلك بعد أن أطلق النار على عدد من رجال الشرطة.

وقالت أنيتا تراود، كبيرة محامي العموم في مدينة روت بولاية بافاريا جنوب ألمانيا اليوم الأربعاء إنه تم إصدار أمر اعتقال بحق المتهم البالغ من العمر 49 عاما وسيحال إلى قاضي التحقيقات غدا الخميس.

من جانبه، قال يوهان راست، رئيس الشرطة في دائرة وسط فرانكن المعنية، إن أحد رجال الشرطة المصابين بشكل خطير في سن  32 عاما وإن شرطيا ثانيا مصاب بطلق ناري يبلغ من السن 31 عاما في حين أن اثنين آخرين أصيبا بشظايا زجاجية يبلغان من العمر 37 عاما.

أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني في شرق ألمانيا، محذرة من أنهما يشكلان تهديدا على السلم الاجتماعي وينفر المستثمرين الأجانب. الإحصائيات الأخيرة تؤكد هذه المخاوف: ففي عام 2014 مثلا سجل 47 من الاعتداءات ذات الدوافع العنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد.

فمثلا، على الرغم من أن نشاط النازيين الجدد لا يقتصر على ألمانيا فحسب، بل سجل في عدد مناطق من العالم على غرار أمريكا والنرويج، إلا أن حزبهم "حزب ألمانيا القومي الديمقراطي" لم ينجح حتى الآن في الدخول إلى البرلمانات المحلية والمجالس المحلية إلا في شرقي ألمانيا.

شكلت مدينة دريسدن، بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، مهد ومعقل حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) التي تتظاهر منذ أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014 ضد الإسلام والمسلمين وتواجد الأجانب في ألمانيا. وقد بلغت هذه الاحتجاجات ذروتها مع تدفق سيل اللاجئين، وأغلبيتهم من سوريا، على ألمانيا العام الماضي.

خلال احتجاجاتهم الليلية التي تنظمها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) لم يتوان اليمينيون المتطرفون عن التعبير عن رفضهم لقدوم اللاجئين إلى ألمانيا. في إحدى المظاهرات حمل أحدهم لافتة تصور أناسا في قطار – وذلك في إشارة إلى أن أغلبية اللاجئين قدموا إلى ألمانيا في القطارات انطلاقا من المجر والنمسا – وقد كتب عليها بالإنجليزية: "اللاجئون غير مرحب بهم، عودوا بعائلاتكم إلى أوطانكم".

اليمين المتطرف يرفضو أيضا التعددية الثقافية في إشارة إلى المهاجرين، الذين يعيشون في ألمانيا منذ عقود، ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية. في الصورة أحد المتظاهرين في احتجاجات نظمتها حركة بيغيدا في مدينة دريسدن وهو يحمل لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".

كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديدات بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. وفي الواقع، فقد شهد حزب المستشارة، الحزب الديمقراطي المسيحي، تراجعا في الانتخابات البرلمانية المحلية لعدد من الولايات الألمانية، وليس في شرق ألمانيا فقط.

إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - تحسب على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة. الصورة تظهر بناية خصصت لإيواء اللاجئين في بلدة باوتسن وهي تحترق. كما أظهرت التحقيقات فيما بعد أن الحريق كان بفعل إجرامي.

بعدما سمع اليمنيون المتطرفيو أن طائفة الأحمدية تريد أن تبني مسجدا بمنطقة نائية في إيرفورت بولاية تورينغن، شرقي ألمانيا، حتى سارعوا للاحتجاج رغم أن الأمر لم يتعد طور التخطيط. ورغم أن هذا المسجد الذي لايزال مجرد حبر على ورق هو الأول من نوعه في الولاية بأسرها والثالث في شرقي ألمانيا (باسثناء برلين)، إلا أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي يرى فيه مشروعا بعيد المدى لأسلمة ألمانيا.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل