المحتوى الرئيسى

الرجل الشرقيّ لا يجيدُ الحب

10/19 10:34

ها ذا فتاةٌ لم تنهِ عِقدها الثاني بعد، في التاسعةِ عشر من عمرها، ربما هذا ما تخبرُنا به شهادةُ ميلادِها أو بطاقةُ الهوية خاصتها، لكن في حقيقةِ الأمرِ ربما هي تجاوزت ذلك بأعوام، حينَ تراها ستُخبِرُكَ عيناها بالكثير، رُبما أجادَ فمُها الكذبَ لسنوات، أما عيناها فقد باءت كلُ محاولاتَها بالفشل.

سيَبدأُ الفصلُ الأول لحكايتها قبلَ سنتينَ، حينما كانت في السابعةِ عشر من عُمرها، فتاةٌ مراهقة، لم تذقْ يومًا مرارةَ هذا العالم، تستمتعْ فقط بهذا العالم الخياليّ الذي أجادت صنعَه لنفسِها، والذي طالما اختلط بعالمها الحقيقيّ، حتى أنها لمْ تستطِعْ يومًا أن تُميِز بينهما.

لا تجيدُ الحُكمَ على الأشياء، ربما لبراءتها المُفرِطة، أو يُمكن أن نقول لسذاجتِها، كما يُسميها البعضْ، كانت دومًا تحلُمْ بالفارس ذي الحُصان الأبيض الذي سيذوبُ فيها حبًا كما يُخيّلُ لها. تملأ رأسُها دومًا بأشعارِ نزار قباني وأغاني فيروز وقصائدِ القيصر، ما كان يُعززْ وجودِها في هذا العالم الخياليّ، فنسِيتْ أنْ لها عالمًا حقيقيًا يختلفُ كليًا عن ذلِك العالم الذي صنعته هي، أو ربما هي من تناست ذلكَ العالم الحقيقي. في حقيقةِ الأمر أنا لا أعلم.

بدأت قصتُها حينَ تمت خطبتها لابنِ عمها، كأي فتاةِ أخرى، كانتْ دومًا تشعر بالفرحِ حينَ كان يغمرُها بكلماتِ الحب، لكنها دومًا كانت تشعرُ أن هناكَ شيئًا مفقودًا، في ذلك الوقتْ هي لم تكنْ تعلم ما هو، أما الآن فهي تعلم تمام العلم، تلك الكلمات التي كانت تقال كان يقولُها فقط لحاجته إلى الشعور بالحب، ليس لأنه واقعٌ في حُبِها بالفعل، كان يقولُها لإكمالِ تلكَ الصورة لهذه العلاقة الاجتماعية ولإتمام هذا الزواج، فقطْ هو يريدُ زواجًا تقليديًا.

أما هي فلا يغيرها ذلك النوع من العلاقات، فقط كانت تُريدُ نفحات من عالمها الخياليّ، فهي لم تدركْ يومًا الفجوة بينَ عالمها الحقيقيّ والخيالي، ولم تعرف يومًا أن هذا هو الرجل الشرقيّ، وأن هذا هو عالمُها الحقيقيّ الذي كان يجب أن تحياه.

أهم أخبار مرأة

Comments

عاجل