المحتوى الرئيسى

بهدنة حلب .. روسيا تتجنب "كرابيج" الغرب

10/19 00:49

بدعوى السماح بدخول مساعدات إنسانية والضغط على المعارضة السورية لإجبار تنظيم فتح الشام "جبهة النصرة سابقا" للانسحاب من حلب، أعلنت روسيا عقد هدنة في مدينة حلب التي كانت تدكها يوميا بوحشية لم تشهد من قبل بدءا من الخميس المقبل وهو أمر غير معتاد من موسكو.

بل أن روسيا التي كانت ترفض أي وقف لإطلاق النيران أو تعلنه وتواصل قصفها على الأرض عجلت بالهدنة إذ أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن القوات الجوية الروسية والسورية أوقفت الثلاثاء قصف المسلحين في منطقة حلب، داعيا الدول ذات النفوذ لإقناع قادة المسلحين بضرورة مغادرة المدينة، ما أثار تساؤلات حول الدوافع الحقيقية من وراء هذه الهدنة.

وواقع الأمر بحسب مراقبين أن روسيا تحاول امتصاص غضب دولي كبير غير مسبوقة بعد أن تخطت الحدود بمراحل نظرا لأنهار الدماء التي خلفتها في حلب بالتحديد واستهداف القوافل الإنسانية، وباتت العقوبات الأمريكية والأوروبية قاب قوسين أو أدنى من الفرض على روسيا.

وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن خيار فرض عقوبات على روسيا لدورها في سوريا ينبغي أن يظل مطروحا.

وقالت ميركل التي وجهت هي والرئيس الفرنسي انتقادات لاذعة لروسيا في تصريحات اليوم،:" نؤيد بقاء كل الخيارات، بما في ذلك فرض عقوبات، على الطاولة في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع، لكن الأولوية تتمثل في السعي للتخفيف من حدة معاناة الشعب السوري، وسيكون ذلك موضع نقاش غدا".

ودعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون اليوم الثلاثاء بلاده لتصدر جهود استمرار العقوبات على روسيا فيما يتصل بتحركاتها في سوريا وأوكرانيا مضيفا أنه لا يمكن أن تظل الأوضاع على حالها، بحسب وكالة أنباء رويترز.

وأضاف أمام البرلمان:" بالطبع من الصواب أن تواصل بريطانيا وروسيا الاتحادية التعاون والتواصل في كل المجالات التي لنا فيها مصالح مشتركة ولكن في ضوء السلوك القاسي والوحشي للروس في أوكرانيا وسوريا  فإن من الصواب أن تتصدر بريطانيا جهود ممارسة الضغط بشأن العقوبات ولا يمكن أن تظل الأوضاع كما هي مع روسيا."

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره البريطاني بوريس جونسون، الأحد، أن بلادهما تدرسان فرض عقوبات اقتصادية على روسيا ونظام الرئيس السوري بشار الأسد بسبب الأزمة في حلب.

"أكبر كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، روسيا تزعم أنها تحارب الإرهاب في سوريا، ولكن 80 إلى 85% من عمليات القصف التي تنفذها تستهدف المعارضة المعتدلة"  هكذا وصف كيري ما يحدث في حلب.

ميسرة بكور مدير مركز الجمهورية للدراسات السوري قال إنهم يرحبون بأي هدنة ومبادرة تنهي القتل في حلب وتسمح بدخول المواد الإغاثية، ولكن في الوقت نفسه تساءل:" هل من قصف المدارس والمستشفيات ودمر محطات المياة وموثق تقارير دولية غير سورية هل هذا مؤهل لاحديث عن هدنة إنسانية".

وتابع في تصريحات لـ"مصر العربية" أن روسيا نتيجة الضغط الألماني والعربي بقيادة السعودية والفرنسي والإنجليزي والأمريكي وجدت نفسها في مأزق، خاصة أنها في اجتماع مجلس الأمن الاخير منيت بهجوم كبير، وهي تريد أي شماعة  و مخرجا لها من هذا الغضب الدولي وتنامي الانزعاج منها خاصة أن الغرب بدأ جديا في دراسة عقوبات قاسية عليها.

وواصل:" روسيا تريد مخرجا لها وتخفيف الاحتقان الدولي تجاه جرائمها قبل أن تصل لمرحلة الانفجار"، ولفت إلى أن الدولة التي تدك منذ عام وشهر حلب وتضرب الأسواق بالقنابل الارتجاجية المخصصة لتدمير الملاجئ تحت الأرض وتاريخها حافل بالإجرام لن تسعى لهدنة من تلقاء نفسها.

وأوضح بكور أن ما تريده روسيا ليس هدنة ولكن دعوة للاستسلام بتنفيذ مبادرة المبعوث الأممي لسوريا دي ميوستورا بخروج فتح الشام من حلب وتسليمها للروس والإيرانيين وبل أن موسكو زادت على ذلك بمطالبة أن يكون هناك تمثيل للنظام في حلب.

وأشار إلى أن جنود فتح الشام في حلب بضعة عشرات يصلون 200 بحسب رويترز و900 في تقدير دي ميستورا.

واتفق معه في الرأي زكريا عبدالرحمن المحلل السياسي السوري بأن الهدنة كلها استباق للعقوبات وتبيض روسيا صفحتها السياسية في ظل ضغوط كبيرى جدا عليها.

ورجح في حديثه لـ"مصر العربية" أن اتفاقا ربما جرى على انسحاب مقاتلي جبهة النصرة من حلب، مفيدا بأن هناك العديد من المؤشرات تلمح لذلك.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل