المحتوى الرئيسى

تيران وصنافير .. ماخفى كان أسوأ | المصري اليوم

10/18 22:25

مكرم محمد أحمد، شيخ من شيوخ الصحافة المصرية، وصل لأعلى المناصب الإدارية فى عدد من المؤسسات الصحفية الحكومية، وانتخب نقيبا للصحفيين عدة مرات، له باع طويل فى الكتابة السياسية، وهو شخص موثوق فيه بالنسبة لدوائر الحكم، وكان من المؤيدين لنظام مبارك حتى تنحيه عن الحكم بعد ثورة يناير، فهو ابن الدولة، لم يتهمه أحد يوما بخيانة بلاده، ولم يشكك أحمد موسى أو مصطفى بكرى فى وطنيته، وهذا كفيل فى زمننا للتعامل معه بأريحية فى الإعلام الموجه، فهو من أصدقاء النظام الحالى (كما كان صديقا لنظام مبارك)... وبالتالي فلا يمكن أن يقصد الإدلاء بتصريحات تحرج النظام.

ظهر الأستاذ مكرم مع المذيعة عزة مصطفى فى برنامج "صالة التحرير" المذاع على فضائية "صدى البلد" التي تؤيد الرئيس ولا تسمح بالخلاف معه، وتحدث الصحفى المخضرم فى عدد من الموضوعات، ما يهمنى هنا هو ما تطرق إليه في حديثه عن العلاقات المصرية السعودية، فقد حاول بأسلوبه الرزين الهادئ أن يرأب الصدع، ويوصل رسالة إلى نظام آل سعود مفادها: ان مصر لم تبخل بجهد في استرضاء السعودية حتى وصل الحال بالسيسى، أن يشترى خاطرالسعودية على حساب قوى المعارضة الداخلية لمعاهدة تيران وصنافير، وهي قوى (كما قال) ليست قليلة، وكشف مكرم عن موقفين، لم ينكرهما أحد لا في الحكومة ولا في الرئاسة حتى الآن، ومكرم ليس بالشخص قليل الخبرة أو الحنكة الذى يمكن أن يصرح بشائعات ليس لها أصل من حقيقة، وعليه فسنتعامل مع ما قاله على أنه حقيقة حتى يثبت لنا العكس او يخرج مصدر مسؤول ينفى ما قاله ويطالب بمحاكمته بتهمة توريط نظام السيسى واتهامه بالتفريط فى السيادة والكرامة الوطنية.

أكد مكرم فى حديثه التليفزيونى أن السعودية أصرت على إتمام اتفاقية تيران وصنافير قبل هبوط طائرة الملك سلمان، أى انها وضعت شرطا لاتمام زيارة الملك لمصر، وهو موقف لا يليق بمصر أن تقبله، لأنه ينال من استقلال قرارها وكرامتها ومن سيادتها، ورغم ذلك وافق النظام المصرى على الشرط السعودي دون انتظار لتهيئة الظروف الداخلية واتخاذ الخطوات الدستورية والإعلامية التي تقدم الاتفاقية للشعب ولمؤسسات الدولة بغرض اتخاذ قرار دستوري سليم، وليس قراراً فوقيا يضع الجميع في مازق، وقد أدى هذا الموقف المتسرع من النظام إلى معارضة قوية فى الشارع الذى استيقظ ، دون سابق إنذار، على خبر توقيع اتفاقية ترسيم الحدود والتنازل عن تيران وصنافير، ودخلت الحكومة كخصم للشارع أمام القضاء، كل ذلك من أجل عيون السعودية ورضاها.

الحقيقة الثانية والمزلزلة، أن مكرم محمد أحمد برر أسباب تأخير تسليم الجزيرتين للسعودية، بأنك هناك إجراءات قانونية ودستورية لم تستكمل، وأيضا إجراءات أمنية فقال: لقد وقعنا الاتفاقية وإحنا مش متأخرين في تسليم الجزيرتين وفيه إجراءات قانونية، وفيه طرف ثالث إسرائيل التي ستتسلم المهام الأمنية، وهذا التسلم والتسليم يتم بموافقة مصر والسعودية وإسرائيل.

كلام الأستاذ مكرم الذي لم يكذبه أحد واضح.. وملخصه أن تأمين الجزيرتين وفق المعاهدة سينتقل لإسرائيل ولن يستمر مع مصر كما سبق وقيل، بل ولن يذهب إلى السعودية!!... وهذا شىء خطير للغاية، فهل انتهى بنا الأمر لتسليم قطعة من أرضنا لإسرائيل؟.

"الشقيق الكبير".. تعبير يبدو عاديا في لغة المجاملات، لكنه يكشف عن أسباب "تقزيم" مصر، ويتمثل في وصف نقيب الصحفيين الأسبق للسعودية بأنها "شقيقي الكبير"، فقد قال: أنت صديقي وشقيقي الكبير.. خليك حنين عليا مش هتبقى ضغوطك وضغوط الأمريكان كمان!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل