المحتوى الرئيسى

ثورة الفيديوهات المصنوعة والإساءة للجيش

10/18 22:13

أفهم أن يخرج الغلابة فى مظاهرات ضد الفقر والجوع، لكن لا أفهم أن يخرج الغلابة بشعارات سياسية من نوعية «كسر الانقلاب والقصاص»، إلا لو كانت مرتبطة بالجماعة الإرهابية وأنصارها من 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين وأعضاء منتدى فيرمونت.

هذه الشعارات التى أعلنها شخص وصف نفسه بأنه المتحدث الرسمى لثورة الغلابة، كشفت عن حقيقة التحركات الأخيرة والفيديوهات التى اجتاحت فجأة مواقع التواصل الاجتماعى والتى جاءت متنوعة وفقاً لتصور مدروس واعٍ فى نوع وجنس المتحدثين وأعمارهم وفئاتهم الاجتماعية.

حاول من يقف خلف هذه الفيديوهات الإيحاء لنا بانتشار حالة غضب وكراهية واسعة ضد الرئيس السيسى والجيش بشكل محدد، وأن هذه الفيديوهات ظهرت بشكل عشوائى ودون تخطيط أو ترتيب مسبق، وبكلمات عفوية غير مقصودة، وكأنه لا يوجد اسكريبت مكتوب للمحرضين ولا يحزنون، بينما الهفوات الواضحة فى ألفاظ المحرضين تفضح «كل مشتاق».

لك أن تتساءل فور مشاهدة هذه الفيديوهات: كيف توافق وجود المحرض أو المحرضة مع الكاميرا والمصور فى ذات اللحظة فى نفس الشارع؟ وكيف تمكن من تسجيل صراخ المحرض منذ اللحظة الأولى دون أن يفوته جملة أو جملتين أو مقطعاً كبيراً على الأقل لحين تجهيز الكاميرا؟ وهل جاء هذا التنوع بمهارة ودقة شديدة مصادفة؟ وهل توافق البث زمنياً وانتشر فجأة بالصدفة أيضاً؟ ولماذا هذا الاهتمام بموضوع «انتخبت السيسى ونادم على ذلك ويا ليتنى ما فعلت»؟ وما صلة حديث الأسعار والغلاء بصراعات الكبار من قادة الجيش على اقتسام الكعكة «هكذا نطقت السيدة الشعبية بسيطة الحال» بينما الشرفاء الأبرياء فى السجون يموتون ويمرضون؟ هكذا قالت نصاً!!

هى فيديوهات مثيرة للأسى تجاه من قاموا بإنتاجها، والمثير أن أغلبها موجود على موقع إخوانى حديث الإنشاء لم يكن موجوداً من قبل، ومن يتابع الأحداث يكتشف وببساطة شديدة 3 ملامح أساسية تجمع بينها جميعاً، الأول محاولة إهانة السيد الرئيس والتقليل من قيمته والتحريض على الجيش المصرى واتهامه بالمسئولية عن الأوضاع الحالية، والثانى الحديث عن المشكلات المزمنة فى المجتمع المصرى وإظهارها وكأنها من نتاج حكم ثورة 30 يونيو، والثالث تحريض الناس على النزول للشارع دون خوف وإثارتهم باتهامهم بالمسئولية عن أوضاعهم إذا لم يخرجوا فى ثورة جديدة.

من الصعب للغاية اعتبار هذه الفيديوهات تعبيراً عن حالة شعبية كما وصفها البعض بخبث شديد لطرح ذات الأهداف للمحرضين، ولكن من زاوية مختلفة، فحالة الضيق والحنق من ارتفاع الأسعار موجودة بل ومنتشرة ومؤثرة لكنك لا تستطيع كذلك تجاهل تأثير التحركات السريعة والمؤثرة للحكومة فى المقابل على محاصرة آثار الظاهرة وتوفير السلع بأسعار مقبولة فى كثير من الحالات وتهدئة الأوضاع بقدر ما يمنعها من التحول إلى انتفاضة شعبية.

من يقف خلف هذه الفيديوهات -بغض النظر من هم- يحاول توجيه الشعور بالضيق من الأسعار إلى حملة كراهية ضد السيسى شخصياً والجيش المصرى بشكل عام، وهى سياسة إخوانية ثابتة مؤيدة من حلفائها تهدف لقصر الأزمة من وجهة نظرهم على الرئيس والجيش فقط، وإلا فما علاقة ربة منزل تشكو من ارتفاع الأسعار بمهاجمة الجيش واتهامه باحتكار «كل حاجة» والتحذير من أنه سيقصى الشعب قريباً ويضعه فى السجون، كما حاول هؤلاء استخدام المناخ السائد لتوجيهه ناحية مطالب سياسية تخص الجماعة الإرهابية وحلفاءها، وهى المطالب التى لا ترتبط نهائياً بمشكلات الأسعار والسلع الغذائية أو بمشاكل الناس.

وقائع وأحداث عديدة جرت الأيام الماضية كشفت إلى جانب الفيديوهات المفبركة أكاذيب الجماعة الإرهابية وحلفائها تجاه الرئيس والجيش المصرى، وفضحت كل ادعاءات باطلة حاولت الترويج لها واستخدامها فى التحريض على الفوضى.

لو كان السيد الرئيس باع قطعة من أرض الوطن للسعودية كما ادعى هؤلاء المحرضون على الثورة، فلماذا قرر موقفاً بمجلس الأمن مضاداً للمملكة فأثار أزمة عميقة بين البلدين؟ وإذا كان المتنطعون اتهموا موقف تيران وصنافير ببيع الأرض مقابل «الرز» فلماذا عادوا بأنفسهم لينتقدوا تصويت مصر فى مجلس الأمن واعتبروه تخلياً عن مصلحة مصر مع المملكة؟

لو كان صحيحاً أن «السيسى» عميل أمريكى، فلماذا صفقات السلاح مع فرنسا وروسيا والتدريب العسكرى مع الدب القطبى؟ ولو كان كنزاً إسرائيلياً -كما يروجون- فلماذا الأزمة مع واشنطن وتل أبيب حين أدخل فرنسا عنصراً فى المعادلة فأثار غضبهما؟

لو كان صحيحاً أن «السيسى» عميل للغرب مدعوم منها فلماذا لم يساير مخططات هذه الدول تجاه المنطقة العربية، وقرر فى مواجهتها سياسات ومواقف وإجراءات صلبة لحماية سوريا والعراق وليبيا واليمن من التفتت والانهيار، وتحمل فى سبيل ذلك ضغوطاً رهيبة نعانى آثارها فى حياتنا اليومية؟

أهم أخبار توك شو

Comments

عاجل