المحتوى الرئيسى

خلود غانم تكتب: إلى الدول حليفة الشعب السوري | ساسة بوست

10/18 20:40

منذ 1 دقيقة، 18 أكتوبر,2016

عندما يثور الشعب على الطاغية ويطالب برحيله ثم يكون الرد بعدم الاستجابة لمطلبه وتسيل دماء الأبرياء ويتم تشبث الحاكم بالكرسي حتى تصبح شرعية القوة هي الحاضرة بدلا من قوة الشرعية التي لا يمكن أن يستمدها أي حاكم إلا من الشعب، عندها يكون من الصعب أن يُخفض سقف المطالب.

الشعوب المضطهدة التي ترزح تحت وطأة المستبد عندما تشعر بحاجتها إلا استرداد حريتها المسلوبة وينتشر عندها الوعي الجمعي بضرورة رحيل الحاكم ليحل مكانه الأكفأ لا تعد تهتم بتلك الأمثلة التي تحث على الصبر على جور من بيده السلطة بحجة الخوف من أن يأتي من هو أظلم منه، ولكي لا تعم الفوضى!

أيًا تكن النتائج، عندما يعرف  الشعب طريق الثورة لن يضل طريقها وعندما يتعلم قول كلمة «لا» لخادم الرعية ويمتنع عن تقديس الحاكم وتصغير الذات ويرفع صوته عاليًا للمطالبه بحقوقه، يعلم بأن ثمن الحرية باهظًا والخطوة التي تليها لن تحصد ثمارها بين ليلة وضحاها، إذ لابد من تخطي المراحل وتعبيد الطرق للوصول إلى الأمل المنشود، والفوضى شرٌ لابد منه، وبالتخطيط الجيد لمستقبل العباد والبلاد نصل إلى الاستقرار وإلى بر السياسة الرحب.

ما حدث للشعب السوري الأبي على يد بشار الأسد الذي لم يتورع عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ  بكل وحشية  ويشتري الأسلحة لإبادتهم بدلا من قتال العدو – وهذا ديدن الطغاة عندما تثور عليهم شعوبهم – ولكي يبرر جرائمه يصفهم «بالإرهابيين»، ما حدث لهم يثير الحنق والألم، فمصابهم هو مصابنا كمسلمون نشاطرهم الهموم ونودّ لو كان بإيدينا نحن الشعوب ما هو أكثر من مجرد مشاطرة وكما يقول مصطفى أمين «كلنا في الهم شرق».

في كل اجتماع للدول التي تدعي وقوفها بجانب أهلنا في سوريا يتم خروجها ببيان ينص على ضرورة إنهاء الأزمة السورية، وأنه لا مستقبل للأسد في سوريا، ويجب على الشعب السوري أن يقرر مصيره بنفسه، كل ما ذكر كلامًا لا غبار عليه ونحن معه ولكن أنَّى يكون ذلك إذا كانت الدول تكمن مصلحتها في الدرجة الأولى في القضاء على «تنظيم الدولة الإسلامية» و هذا ما يتم التأكيد عليه دائما وقد ترجم على شكل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية للقيام بتوجيه ضربات ضد التنظيم، فمن باب أولى وضع الحل العسكري على قائمة الخيارات لإزالة الأسد كبديلا للحل السياسي أو تمهيدًا للوصول إليه، فهاهي روسيا تقاتل جنبًا إلى جنب مع قوات النظام السوري وتبطش بالأبرياء وتشن غاراتها الجوية عليهم دون هوادة، فإن كانت نتيجة الجلوس على طاولة المفاوضات يخفق في كل مرة للوصول إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة السورية في الوقت الذي أصبح فيه بشار أداة بيد موسكو وطهران فمن العبث تكرار نفس المحاولات لأنها ستؤدي إلى نفس النتائج حتمًا.

إطالة أمد النزاعات واللعب على هذه الدبلوماسية لا يضر إلا الشعب السوري بالدرجة الأولى، فها هم بين شهيد ولاجئ في مشاهد تئن لرؤيتها القلوب كتلك المشاهد الدامية التي لا تنسى عندما تم الغزو الأمريكي على العراق بمساعدة بريطانيا وغيرها من الدول المتحالفة عام 2003 والأطفال غارقون في بحر من الدماء بعدما خرجت أدمغتهم، بغرض احتلاله لا تحريره من صدام حسين كما يدعون، دون ثورة شعب!

ونحن نعلم في عالم السياسة مصالح الدول هي التي تجعل تلك الدولة تتحرك في هذا الإتجاه أو ذاك، ونذهب إلى ما ذهب إليه د. غازي القصيبي في كتابه «سعادة السفير» حين قال (في السياسة الدولية، القيمة الأخلاقية المطلقة هي مصلحة الدولة، لا يوجد معيار أخلاقي أعلى من هذا المعيار، وأي مبدأ أخلاقي يهدد بقاء الدولة أو سلامتها يجب أن يطرح جانبًا، بلا تردد).

إذا كانت الدول التي تقف إلى جانب الشعب السوري تسعى لمساعدته فعلا، أعتقد أنه من الضروري دراسة إمكانية وضع الحل العسكري نصب عينها بديلا للحل السياسي.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل