المحتوى الرئيسى

دعاء عبد النبي تكتب: «معركة الموصل».. تُشعل الأزمة بين أنقرة وبغداد | ساسة بوست

10/18 15:06

منذ 1 دقيقة، 18 أكتوبر,2016

تصاعدت في الآونة الأخيرة الاتهامات المتبادلة بين بغداد وأنقرة، على خلفية تواجد القوات التركية بالعراق، والتي تأتي تزامنًا مع اقتراب معركة تحرير الموصل، التي وُصفت بأنها المعركة الحاسمة للقضاء على داعش، وسط تحذيرات تركية من مشاركة الحشد الشعبي في عمليات التحرير خوفًا من الانقسامات الطائفية وتغيير تركيبة السكان الديموغرافية، يقابله موقف أمريكي متضارب ما بين الدعم والرفض للوجود التركي في العراق، فضلًا عن الاتهامات الموجهة لإيران بالوقوف وراء مطالبة الحكومة العراقية لتركيا بسحب قوات الأخيرة من العراق.

أُثيرت قضية انسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية للمرة الأولى في ديسمبر الماضي، حينما  استدعت بغداد السفير التركي على خلفية دخول القوات التركية؛ مما دفع أنقرة وقتها إلى الإعلان أن قواتها موجودة بطلب من محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، وبتنسيق مع وزارة الدفاع العراقية.

وبحسب المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان، سفين دزيي، فإن معسكرَيْ بعشيقة ودوبردان اللذين تتمركز فيهما القوات التركية، لتدريب الشرطة العراقية والمتطوعين، تم إنشاؤهما بعلم واطلاع من الحكومة الاتحادية ووزارة الدفاع.

ومن جهته، أعلن عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى عضو لجنة العلاقات الخارجية أحمد الجبوري، أن بغداد هي من طلبت استقدام القوات التركية لأراضيها، وتم ذلك من خلال اتفاق عقد بين وزير الدفاع المقال خالد العبيدي، مع وزير الدفاع التركي عصمت يلمظ، في 27 نوفمبر العام الماضي، وبعلم من الحكومة المركزية في بغداد، وحكومة إقليم كردستان.

وزاد التوتر بين أنقرة وبغداد، عقب قرار البرلمان التركي بتمديد عمل قواته في العراق لمدة عام آخر، مع اقتراب عملية تحرير الموصل، وهو ما أثار حفيظة الحكومة العراقية التي أكدت رفضها لتواجد القوات التركية على أراضيها، ونفت طلبها بإرسال قوات تركية لأراضيها.

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي: «إننا لا نريد الدخول في صراع مع تركيا لكن لا يظن الأتراك أن وجودهم في العراق نزهة».

وقال أبو مهدي المهندس نائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي»، إن «تمديد البرلمان التركي لبقاء الجيش التركي سنة أخرى ضمن الأراضي العراقية، يعدُّ انتهاكًا للسيادة العراقية، واحتلالًا للأراضي العراقية».

وجاء رد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم على تصريحات العبادي، واصفًا إياها بـ «الخطيرة والمستفزة للغاية»، مؤكدًا أن قوات بلاده تقوم بدورها في مواجهة داعش، مبديًا استغرابه رد فعل الحكومة العراقية «غير المفهوم».

من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش إنه «لا يحق لأحد في العراق الاعتراض على وجود قواتنا في بعشيقة ودوبردان، والتي يقدر عددها بنحو ألفي جندي».

وفي تصعيد للأزمة، طلبت وزارة الخارجية العراقية رسميًّا من مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة لمناقشة «التجاوز» التركي على الأراضي العراقية، كما توجهت العراق أيضًا للجامعة العربية التي أدانت تواجد القوات التركية بالعراق.

وما تخشاه أنقرة مع اقتراب عملية تحرير الموصل، أن القوات العراقية التي يقودها الشيعة ربما تتسبب في زعزعة استقرار الموصل ذات الغالبية السنية، وفي تأجيج الصراع الطائفي في المنطقة التي يعيش فيها كذلك التركمان، الذين ينتسبون عرقيًّا للأتراك، بحسب المحللين.

رغم المطالب بسحب القوات التركية من الأراضي العراقية، إلا أن توقيت معركة الموصل يقف حائلًا أمام تنفيذ ذلك، وهو ما أكده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقوله إن: «قوات بلاده سيكون لها دور في عملية استعادة مدينة الموصل التي تخضع لسيطرة (داعش)، وإنه لا يمكن لأي جهة منع ذلك».

تأتي المخاوف التركية من مشاركة الميليشيات الشيعية في معركة التحرير، لكونها ستساهم في تأجيج الصراعات الطائفية، وما يتبع ذلك من نزوح الآلاف إلى تركيا، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الذي أكد أنه لا يجب ترك أهل الموصل السنة بين خياري تنظيم «داعش» أو الميليشيات الشيعية.

على الجانب الآخر، حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من أن تتحول «المغامرة التركية» إلى حرب إقليمية، معلنًا رفض حكومته لوجود أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية.

وأشار العبادي إلى أن التحالف الدولي يؤيد موقف بغداد، مستغربًا من إصرار الأتراك على وجودهم داخل العراق، علمًا بأن تنظيم «داعش» أقرب إلى الحدود التركية في سوريا من الموصل، على حد قوله.

تصاعد الخلاف التركي العراقي، يأتي في الوقت الذي تتواصل فيه الاستعدادات في العراق لمعركة تحرير الموصل من تنظيم داعش، حيث أعلنت عدة فصائل مشاركتها في العملية إلى جانب القوات العراقية، وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

يذكر أن مسلحي تنظيم داعش استولوا على الموصل، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة، في يونيو 2014، وهي ثاني أكبر المدن العراقية، وتمتد عبر الحدود من شمال العراق إلى شرق سوريا.

رغم التحذيرات التي أعلنتها تركيا وبعض الكتل السياسية بالعراق، من مشاركة الحشد الشعبي في معركة الموصل، حيث أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدم سماحه لمشاركة الميليشيات الشيعية و«حزب العمال الكردستاني» في عملية التحرير، مؤكدًا أن القوات المحلية والعربية والتركمانية قادرةٌ على تحرير المدينة، إلا أن الحكومة العراقية أكدت مشاركة الحشد في عملية الموصل.

وبدوره، حذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من مشاركة الميليشيات الشيعية في عملية تحرير الموصل، لأنه سيزيد الوضع تفاقمًا بسبب الوضع الديموغرافي للمدينة، فضلًا عن مساعي تلك الميليشيات لاحتلال المدينة وفرض السيطرة عليها، على حد قوله.

من جهة أخرى، ردت قيادة «الحشد الشعبي» على التصريحات التركية، حيث توعدت حركة «النجباء»، أحد أهم فصائل «الحشد الشعبي»، القوات التركية الموجودة في العراق برد «مزلزل» في حال عدم انصياعها لأمر الانسحاب، وأكدت أن أي قوة برية أجنبية تزج بنفسها في عمليات تحرير الموصل، ستعدُّ عدوًا، وسيتم التعامل معها باعتبارها «داعش».

كما اتهمت قوات الحشد تركيا بالسعي لاحتلال الموصل وتقسيم العراق، بجعل المدينة قاعدة جديدة للقوات التركية، وهو ما صرح به أبو مهدي المهندس، أحد قادة الحشد الشعبي.

يرى محللون سياسيون أن تضخيم العراق لملف تواجد القوات التركية في العراق، يركض خلفه الولايات المتحدة وإيران، فمن جهة تسعى أمريكا للتغطية على نشر قوات جديدة لها في العراق دون إذن الحكومة العراقية، والتي تهدف لبناء قاعدة عسكرية في «بعشيقة» نقلًا عن مصادر كردية لصحيفة «يني شفق» التركية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل