المحتوى الرئيسى

«شرم الشيخ» و«بورسعيد» و«أسوان» و«الغردقة».. مهرجانات سينمائية تحت الاختبار

10/18 13:41

- التأثير والجمهور.. معادلات صعبة تواجه صناع التظاهرات الجديدة

هل لدينا خطة واضحة للمهرجانات السينمائية؟، وما هى الاستفادة التى عادت على السينما المصرية أو الجمهور من هذه المهرجانات؟، ولماذا هذا التوسع المفاجئ فى عدد المهرجانات السينمائية؟.. أليس من الافضل ان يتم التركيز على عدد محدود من المهرجانات، ودعمها بشكل افضل لتحقق الهدف منها؟.. تساؤلات تبادر للأذهان بعد الاعلان عن عدد من المهرجانات السينمائية الجديدة، والتى سيتم اقامتها فى الفترة المقبلة، ومنها اسوان لأفلام المرأة، وبورسعيد للفيلم العربى، والغردقة للفيلم الكوميدى، وشرم الشيخ للسينما العربية والاوربية، وهى التظاهرات التى ستنضم لقائمة المهرجانات السينمائية المصرية.

ويرى البعض أن المهرجانات ضرورية لانتعاش السياحة ورواج الحركة السينمائية، ولكن ما يحدث عكس ذلك فكل المهرجانات التى انعقدت لم تساهم بشكل واضح فى طفرة سياحية أو نهضة سينمائية، وحتى الجمهور لم يشعر بوجود بعض من المهرجانات التى تقام فى الاقاليم، ومن هنا جاءت اقتراحات من بعض السينمائيين إلى اللجنة العليا للمهرجانات بوزارة الثقافة، بضم المهرجانات الجديدة إلى عدد من المهرجانات المقامة فعلا والتى حققت قدر من الثبات والتأثير، ومنها مهرجان الأقصر للسينما الافريقية، ومهرجان القاهرة السينمائى الدولى ومهرجان الاسكندرية لسينما دول حوض البحر المتوسط ومهرجان الاسماعيلية للأفلام التسجيلية، ومهرجان شرم الشيخ للسينما الأوربية، والذى يستند إلى مؤسسة قدمت عدة دورات منه تحت اسم مهرجان الاقصر للسينما العربية والأوروبية، وفى التحقيق التالى نحاول ايجاد اجابات للتساؤلات التى تدور حول الجيل الجديد من المهرجانات السينمائية المصرية، واهدافها تطلعات القائمين عليها.

• طارق الشناوى: بعض المهرجانات انطلقت من فكرة «أن مال الحكومة.. مال سايب»

الناقد السينمائى طارق الشناوى عضو اللجنة العليا للمهرجانات بوزارة الثقافة يرفض بشدة فكرة تعدد المهرجانات فى مصر بهذا الشكل الملفت للنظر، وقال: «أنا لست ضد أى مهرجان أو أى فكرة، ولكن أنا ضد هذا العدد الكبير للمهرجانات غير المفيد، وكان من الأفضل أن يتم تجميع الأموال التى تصرف على هذه المحافل الكبيرة ويتم بها عمل مهرجان سينمائى كبير فى تخصص بعينه وهذا المهرجان يتم تسخير كل الجهود والأموال لخدمته وإعلائه، ولكن مع الأسف فور أن أعلنت الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة عن دعمها لاطلاق مهرجانات مصرية تحمل رسالة مصر للعالم، وأنها ستساهم ماديا فى تلك المهرجانات باعتبارها قوة مصر الناعمة، فوجئنا بعشرات الاقتراحات التى قدمت على مكتب الوزير وكلها لعمل مهرجانات متنوعة، ومع الأسف تشابهت أفكار بعضها البعض».

وأضاف: «مثلا.. نجد اقتراحا بعمل مهرجان للأفلام العربية فى بورسعيد، رغم أن هناك مسابقتين للأفلام العربية إحداهما تحت اسم آفاق فى مهرجان القاهرة، والثانية ينظمها مهرجان الاسكندرية السينمائى باسم مسابقة نور الشريف للافلام العربية».

ويتساءل الشناوى: «ما الفائدة من عمل مهرجان بالكامل للأفلام العربية رغم وجود مسابقتين واحداهما فى مهرجان دولى بحجم مهرجان القاهرة؟».

واستطرد قائلا: «اعلان الوزارة عن دعمها للمهرجانات دفع كثيرين للتقدم باقتراحات انشاء مهرجانات سينما، وكثير منها كانت بدافع فكرة مترسخة لدينا بان مال الحكومة مال سايب، والمشكلة ليست فيمن قدموا الاقتراحات ولكن المشكلة الحقيقية فى أن الوزارة لا تدرس هذه الاقتراحات على أكمل وجه، وتتخذ قرارها على اساس مدى الاستفادة التى ستعود على البلد، وصناعة السينما، والجمهور الذى سيعمل المهرجان فى نطاقه، وإذا لم تجد جدوى منه فعليها ان ترفض الفكرة برمتها».

وأضاف: «مع الأسف كثرة المهرجانات المقامة إما بدافع السبوبة، أو لمجرد التواجد تحت الأضواء، وليس لاهمية فكرة المهرجان، أو للعمل على استقطاب أفلام ذات قدر فنى عالٍ تسهم فى اثراء الحركة السينمائية المصرية، ولذلك أدعو وزارة الثقافة للتأنى فى الموافقة على كل هذه الاقتراحات، ومع أن يتم تجميع الأموال التى تصرف على مهرجانات أفكارها متشابهة ولا تفيد ويتم بها عمل مهرجان فنى كبير ومهم».

واشار الشناوى إلى مشكلة خطيرة فى كثير من المهرجانات التى تقام بمحافظات مصر، وهى ان الهدف الاساسى منها فى احداث حالة زخم ثقافى وفنى بين ابناء المحافظة لا يتحقق، وان المهرجان يمر ولا يشعر بوجوده الجمهور .

وقال ان نموذج المهرجان الناجح ليس له وجود فى مصر، وهو المهرجان الذى يتحول إلى أشبه بصفقة تجارية تجعل المدينة تنتعش وتستفيد ماديا، مثل ما يحدث مع مهرجان كان السينمائى فى فرنسا، والذى بسببه تنتعش مدينة كان تجاريا، بالإضافة طبعا لأهميته السينمائية وأهمية أفلامه».

• مدير مهرجان أسوان لسينما المرأة: ما أحوجنا لمهرجانات تنشط الحركة السياحية

«ما المشكلة فى إقامة أكثر من 10 مهرجانات سينمائية فى مختلف محافظات مصر بتخصصات وأفكار متنوعة؟» تساءل حسن أبو العلا مدير مهرجان أسوان الدولى لسينما المرأة، وقال: «فى المغرب 74 مهرجانا سينمائيا، منها 52 مهرجانا يدعمه المركز السينمائى المغربى الممثل للدولة، فمن ينتقدون تعدد المهرجانات بهذا الشكل أجده امر يدعو للدهشة، فأى مهرجان طبعا بالإضافة إلى قيمته السينمائية، فإنه يساعد فى تنشيط السياحة فى المدينة التى يقام فيها، وما أحوجنا لهذا النشاط فى الوقت الحالى وخصوصا مع علمنا بأحوال السياحة فى بلدنا».

وأضاف أبو العلا: «عندما نقدم مهرجانا سينمائيا فى أسوان لسينما المرأة أليس هذا تنشيطا لنوع ما من الفن السينمائى الخاص بقضايا المرأة فى مصر والوطن العربى؟، أليس هذا تنشيطا للسياحة فى أسوان التى تئن عقب ثورة يناير من تدنى النشاط السياحى فيها؟، وأحب أن أقول هنا إنه عندما عرضنا فكرة المهرجان على محافظ أسوان تحمس بشدة للفكرة لأنه يعى فوائد إقامة مهرجان يحمل اسم المحافظة فى تنشيط السياحة بها».

واستطرد ابو العلا: «لن أرد بشكل نهائى على مسألة مدى تأثير المهرجانات على جمهور اسوان لأن مهرجان سينما المرأة لم تقم دورته الاولى بعد، ويمكننا الرد على هذا الكلام بعد اقامة المهرجان، اما عن تعميم هذه الفكرة اقول إننى رأيت بعينى فى مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، كيف كان سيد فؤاد رئيس المهرجان يحاول أن يجذب جمهور المحافظة لمشاهدة الأفلام، ولم يترك أى وسيلة ليجذبهم بها لدرجة أنه أحضر سيارة بميكروفون كانت تجوب المحافظة لتعلن عن بدء العروض، فضلا عن تعليق لافتات فى كل أرجاء المحافظة لتعلن عن عروض مهرجان الأقصر وليذهب الناس لمشاهدة هذه العروض، فضلا عن اقامة عروض خاصة فى الاندية واماكن تجمعات الشباب».

واختتم كلامه ابو العلا بالقول «سافرنا مع رئيس المهرجان الفنانة إلهام شاهين إلى أسوان أكثر من مرة لإجراء معاينات للأماكن التى يقام فيها المهرجان، وحرصنا على أن تكون فى أماكن حيوية ومهمة، ولدينا خطة طموحة لكيفية جذب أهالى المحافظة».

• رئيس مهرجان شرم الشيخ السينمائى: مطلوب بنية أساسية لمهرجانات السينما

المخرج محمد كامل القليوبى رئيس مهرجان شرم الشيخ للسينما الأوروبية والذى كان فى السابق يحمل اسم مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية، دافع عن فكرة تعدد مهرجانات السينما فى مصر، وقال «المهرجانات الجديدة المقترحة قليلة للغاية، ولو جمعنا كل المهرجانات المقامة حاليا مضافا إليها المهرجانات الجديدة ومضافا إليها أيضا المهرجانات المقترحة سنجد أنها لا تتعدى 12 مهرجانا أصلا فى بلد بحجم مصر وأهميتها، مع النظر أن المغرب مثلا يقام فيها أضعاف هذا العدد من المهرجانات لدرجة أن المحافظة الواحدة يقام فيها أكثر من مهرجان، أما فى مصر فمن المفترض أن يقام فى كل محافظة ما لا يقل عن 12 مهرجانا».

وأضاف «مصر من أقل دول العالم فى إقامة المهرجانات السينمائية فيها وهذا ليس صحيحا، مع النظر لعدم الرواج السياحى الذى تعانى منه البلد فى الفترة الأخيرة، ومع النظر للأفكار السلبية والمغلوطة التى يروج لها بعض المتخلفين من أن السينما عار وعرى وتخلف، رغم أنها تقوم بدور تنويرى مهم».

وحول مهرجان الأقصر الذى تحول لشرم الشيخ وأسباب ذلك، قال محمد كامل القليوبى «بعد 4 سنوات من إقامة المهرجان اكتشفنا أننا رضينا بالقليل جدا، فالمحافظة لا تساعدنا فى شىء وكل التجهيزات نقيمها على نفقتنا الخاصة، وقصر الثقافة الذى تعرض فيه الأفلام غير مؤهل بالمرة، وغيرها من الأمور التى عانينا منها واشتكينا منها مرارا وتكرارا ولكن لا حياة لمن تنادى، فأى مهرجان ناجح لابد فى البداية من توفير البنية الأساسية المحترمة لاقامته أصلا، ولكن هذا غير متوفر فى الأقصر، ولذلك قررنا الانتقال لشرم الشيخ لأنها مؤهلة بشكل كبير وجميلة جدا».

• مدير مهرجان بورسعيد: لا توجد مشكلة فى إقامة مهرجان للأفلام العربية فى كل محافظات مصر

«المصيبة الكبرى ان أغلب المهرجانات تقام من أجل الشو الاعلامى وليس من أجل الجمهور، الذى من المفترض أن تقام المهرجانات لخدمته ورقيه أصلا»، بهذا التعليق بدأ الحديث مع عصام زكريا المدير الفنى لمهرجان بورسعيد للأفلام العربية والذى تتم دراسة إقامته حاليا، والذى اضاف: «تفاعل الجمهور مع المهرجانات السينمائية امر لا يحدث أبدا فى مصر منذ سنوات طويلة، وهذا ما حققه مهرجان القاهرة ولكن على فترات متباعدة، فالمهرجان عندنا ليس لها علاقة بالمدينة التى يقام فيها، وعندما نذهب لأى مهرجان نجد نفس الصحفيين والنقاد والأشخاص الذين يحضرون كل المهرجانات، ولا يوجد إضافة جديدة إطلاقا».

أما عن تكرار أفكار المهرجانات وهى المشكلة التى تلاحق مهرجان بورسعيد، قال زكريا: «المشكلة ليست فى تكرار الأفكار، ولكن فى فشل كل المهرجانات فى حذب جمهور المحافظة التى يقام فيها، أما عن مهرجان بورسعيد وفكرته المكررة، فهذا الكلام عارٍ من الصحة، حيث إن المسابقتين اللتين يتم إقامتهما فى مهرجانيين مصريين، فهما مسابقتان هامشيتان، وبالمناسبة لا يوجد أى مهرجان فى الوطن العربى بأكمله موجه للسينما العربية وأفلامها إطلاقا».

وهاجم عصام زكريا منتقدى فكرة مهرجان بورسعيد قائلا: «ما المشكلة فى أن يقام مهرجان للأفلام العربية حتى لو فى كل محافظة، فما المشكلة التى يكنها هؤلاء ممن ينتقدون فكرة مهرجان بورسعيد، أليس المهم أن ينجح المهرجان فى جذب الجمهور وإعلاء شأنه، فإذا لم يحقق مهرجان بورسعيد فوقتها سيكون من ينتقدوننا على حق، ولكن مع الأسف الكل لا ينظر إلا لـ«السبوبة» وكيف أن الوزارة سوف تخصص أموالا لهذا المهرجان».

واختتم كلامه قائلا «هذا المهرجان سوف يكون مهما فى مجاله وهو السينما العربية فقط، وخصوصا أنه لا يوجد ما ينافسه على مستوى الوطن العربى كله».

• رئيس مهرجان الغردقة: الكوميديا تستحق مهرجانا مٌستقلا.. لكن هناك من يسعى لإيقاف «المراكب السايرة»

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل