المحتوى الرئيسى

هل يشكل "السيسى" حزبا وطنيا جديدا؟

10/18 13:39

وخبراء: إنشاء حزب للرئيس يتطلب وجود مناخ يتقبل المعارضة

دعت هدى عبد الناصر، ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسى إلى إنشاء حزب سياسي لإعطاء المواطنين فرصة المشاركة السياسية والتمكين من الاختيار السياسي من خلال الاحتكاك بالناس والقيام بالواجب الوطني بما يحقق الأهداف الديمقراطية، حسب قولها.

وتساءلت "عبد الناصر" هل أي من الأحزاب الموجودة استطاع أن يعبأ بالجماهير حول أي قضية في مصلحة الوطن؟!  مطالبة الرئيس بعد دراسة  بإعلان إنشاء "حزب 30 يونيو" مباشرة أو بطريقة غير مباشرة عن طريق شخصية يثق بها كما حدث في فرنسا بعد الانقلاب العسكري في 1958 وتولي ديجول الحكم حيث تم تغيير الدستور وبدأت الجمهورية الخامسة الفرنسية.

وأكدت أن قيام حزب 30 يونيو سوف يحقق أغراضًا عدة، منها تشجيع المشاركة السياسية من جانب الجماهير، خلق التفاعل السياسي بين القيادة والقاعدة الشعبية، إعطاء الفرصة لقيادات جديدة لكي تبرز من خلال العمل السياسي، تحفيز الأحزاب الأخرى على أن تجتهد سياسيا وتنافس الحزب الجديد، تحقيق مزيد من الديمقراطية في النظام السياسي مشيرة إلى أنه لا يوجد بديل آخر عن إنشاء الرئيس حزب سياسي.

الخبير السياسي، الدكتور قدري إسماعيل شدد على ضرورة أن يشكل الرئيس حزبا سياسيا يستند إليه حال ترشحه لفترة رئاسية ثانية خاصة لعدم التراجع الملحوظ في شعبيته في الآونة الأخيرة التي أثبتتها بعض الاستفتاءات التي تم عملها.

وأشار "إسماعيل" في تصريحات خاصة لـ"المصريون" إلى أن عدم وضوح البرنامج الرئاسي لـ"السيسى" خاصة أنه لم تتم مناقشته وهو ما يدفع بقوة نحو تشكيل حزب يكون ظهير سياسي له يكون متحدثا باسمه خاصة في البرلمان ولكن بشرط استمرار الفصل بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وأن يكون الحزب شعبيا وكبيرا وينحاز لجميع فئات الشعب علي اختلاف فئاتهم وثقافتهم.

أن رؤساء العالم أجمع لديهم ظهير سياسي لأنه من الخطر الاعتماد على ظهير شعبي فقط دون ظهير سياسي للحفاظ على الاستقرار ولكن ذلك يجب أن يكون في ظل الفصل بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

وفي ذات السياق، تساءل الدكتور حسن أبو طالب مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية كيف يمكن لنظام حكم أن يفتقد إلى حزب يجتمع تحت مظلته ممن يؤمنون بأفكاره ورؤاه وسياساته التي يطبقها ويستند فقط إلى تأييد شعبي ولكنه غير منظم بالمعنى السياسي والحزبي ويعد تأييده وقبوله ورضاه حتى مع بعض الغضب والتململ إزاء تصرفات الحكم هو أساس دعم الحكم، وليس أي شيء آخر؟

ووضع "أبو طالب" خمسة احتمالات لعدم إنشاء الرئيس حزبا سياسيا حتى الآن، الأول أن يكون الرئيس يفكر بالفعل في إنشاء حزب ولكن الإعلان عنه والبدء في إنشائه هما مسألة وقت مناسب قد يكون بعد عام أو عامين أو أكثر، والثاني أن الرئيس عازف بالفعل عن إنشاء حزب سياسي وأنه يكتفي بالتأييد الشعبي بسبب الخوف من تكرار تجربة الحزب الوطني بكل ما لها وما عليها ومن تأثيراتها السلبية على تأييد المواطنين.

وأشار إلى أن الاحتمال الثالث هو التحسب من تأثير إنشاء حزب يكون الرئيس مؤسسه أو المنشئ له على مجمل الحياة الحزبية الوليدة والتي تواجه تحديات جمة، والرابع أن الرئيس لا يؤمن بالأحزاب أصلاً ولا يرى فائدة لها وبالتالي يكتفي بالتأييد الشعبي، الخامس أن الرئيس يرى أن إنشاء حزب سوف يشكل قيدًا على حركته فقد يستقطب الحزب رموزًا من كل الفئات ثم تطالب بما تراه ثمن وقوفها مع الرئيس وهو أمر محل رفض مسبق.

وبدوره تساءل الدكتور حسن نافعة، الخبير السياسي "لماذا لا يشكل الرئيس حزبًا سياسيًا؟، خاصة أنه لم يعد أمامه خيارات كثيرة، حسب قوله بسبب قدومه من مؤسسة عسكرية في ظل أزمة كبيرة وظروف صعبة تحياها البلاد وهو ما رسخ عنده أنه الرجل المنقذ وهو ما أدى إلى ممارسته للحكم بدون ظهير سياسي معتمدًا على شعبية تقل بين فترة وأخرى بسبب السياسات التي يتبعها.

وشدد "نافعة" على أنه حال تشكيل الرئيس لحزب سياسي عليه أن يوضح المقصود به وهل سيتم تشكيله من المؤيدين له في كل الأحوال أم من الجماعات المؤيدة لسياساته وبرنامجه الرئاسي الذي لا يعرفه أحد.

فيما أكد الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه لا يمكن إنشاء حزب دون فكرة تجمع بين أعضائه، خاصة أن سبب فشل التجارب السابقة أنها ارتبطت بشخص الرئيس أو بفكرة هلامية واسعة، مشيرًا إلى أن مصر تعانى من حالة من جفاف الفكر السياسي ولا يوجد على الساحة سوى فكرتي الإسلام السياسي وبقايا من الأفكار الاشتراكية.

وشدد "كمال" في مقال له على ضرورة وضع أسس للعلاقة بين الحزب الجديد ومؤسسات الدولة فهذه العلاقة ظلت ملتبسة في الخبرات السابقة مؤكدًا أن الأدوار التي تقوم بها الأحزاب عندما تصل للحكم- تتعارض مع ممارسات أجهزة الدولة التي تري فيها انتقاصًا من سلطاتها.

وأشار إلى أنه فيما سبق لم يكن لحزب الأغلبية دور مؤثر في إدارة شئون البلاد أو علاقة مباشرة باختيار المسئولين التنفيذيين وكانت أغلبيتهم تأتى من أجهزة ومؤسسات الدولة ومن خارج الحزب موضحًا أن دور الحزب كما وصفه الدكتور يوسف والى، مشيرًا إلى أنه ارتبط لفترة طويلة بالانتخابات حيث يتم تسخين الحزب أثنائها ثم يتم تبريده أو تجميد دوره بعد ذلك مشيرًا إلى أن سبب تعثر تجربة إصلاح الحزب الوطني وتحويله إلى كيان سياسي يشارك في الحكم أن بعض مؤسسات الدولة والشخصيات المهمة وجدت فيه انتقاصًا لدورها وتهديدًا لنفوذها وخشيت أن تحل السياسة محل البيروقراطية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل