المحتوى الرئيسى

"تاغس شبيغل" البرلينية تحتضن أقلام اللاجئين في عدد خاص

10/18 12:05

غصت القاعة مساء الجمعة الماضية بالحضور، الذي رَبَا على مائة وخمسين شخصاً. بدأت الفعالية بمقطوعات غنائية لجوقة الصحيفة باللغات الكردية والألمانية والعربية. أضفت الجوقة جواً من المرح والسرور على الفعالية. تبع ذلك كلمات ترحيب وإضاءات مقتضبة على الفعالية من كل من ماركوس لوننغ، مفوض الحكومة الاتحادية السابق لشؤون حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية، وشتيفان-أندرياس كاسدورف، رئيس تحرير الصحيفة. ثم صعد المنصة نائب رئيس التحرير، أرنو ماكوفسكي، وشرع في استعراض عدد خاص من صحيفة Der Tagesspiegel (مرآة اليوم).

أمتع كورال الصحيفة الجمهور بالغناء باللغات الكردية والألمانية والعربية

بالتعاون مع مؤسسة "فريدرش ناومن"، المقربة من "الحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي)، أصدرت الصحيفة يوم السبت، الخامس عشر من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، العدد الخاص بأقلام صحفيين لاجئين. وعن أسباب ودوافع هذه المبادرة أفادنا نائب رئيس التحرير، أرنو ماكوفسكي: "لاحظنا في السنة الفائتة أنه كُتب وقيل الكثير عن اللاجئين في وسائل الإعلام، ولكن لم يكتب اللاجئون بأنفسهم شيئاً. أردنا بهذا العدد الخاص إتاحة الفرصة للصحفيين اللاجئين للحديث عن وجهة نظرهم وقصصهم ومشاعرهم بأنفسهم".

وعن أسباب مشاركة مؤسسة "فريدرش ناومن" بإعداد هذا العدد الخاص، قالت لنا أندريه نوس، رئيسة قسم الصحفيين الدوليين والإعلام الدولي في المؤسسة: "وصل إلى ألمانيا، وإلى برلين خصوصاً، الكثير من الصحفيين. هؤلاء يمتلكون اللغة والمعرفة باللاجئين، مما يؤهلهم ليكونوا بُناة الجسور بين المجتمع الألماني واللاجئين لتسهيل الاندماج". وعلى صفحات التواصل الاجتماعي أطلقت الصحيفة هاشتاغ: ≠Jetztschreibenwir (الآن نحن نكتب) للتعريف بالعدد ونشره.

عُقدت خمس ورشات عمل للتحضير للعدد الخاص

ثمرة جهود على مدار شهور

استغرق إنتاج هذا العدد الخاص جهداً ومتابعة حثيثة وتنسيق استمر منذ شهر تموز الماضي إلى أن رأى العدد النور. عُقدت خمس ورشات عمل شارك فيها أكثر من عشرين صحفياً لاجئاً من سوريا وإيران وأفغانستان والصومال. وتم التعريف بالإعلام وبالمشهد الإعلامي في ألمانيا وكيفية الإنتاج الصحفي.

انقسم الألمان تقريبا حول تحمل حكومة بلادهم تكاليف تدريب اللاجئين، وفيما لا تعتقد غالبيتهم بوجود فرص عمل جيدة للاجئين مشككين بسدهم لحاجة سوق العمل، طالبت الغالبية بدورات تعلم لغة ممولة بشكل ملزم من جانب الحكومة. (14.09.2016)

تسعى المستشارة الألمانية إلى حث الشركات الكبرى في البلاد على بذل مزيد من الجهود من أجل إنجاح عملية إدماج اللاجئين في سوق العمل، ودعت لاجتماع خاص لهذا الغرض، فيما أنتقد نائبها سياسة المستشارة ودور الشركات الكبرى. (13.08.2016)

الصحفية الفلسطينية-السورية، هبة عبيد تفيدنا أكثر: "تم التنسيق مع رؤساء الأقسام حيث اختار كل صحفي الموضوع الذي يرغب به، وكان رئيس كل قسم يقوم ببعض التوجيهات لسير العمل على أكمل وجه". الكاتبة والإعلامية الأفغانية مريم ميترا ترى أن الورشات كانت "احترافية وذات تنظيم جيد. واستمر التواصل والمناقشات مع رؤساء التحرير المسؤولين حتى دخول العدد إلى الطباعة". بعد اختيار المواضيع وكتابتها تمت الترجمة من العربية والإنكليزية إلى الألمانية.

أجمع كل من استطلعنا آرائهم من الصحفيين المشاركين على استفادتهم من هذه التجربة على عدة مستويات؛ أولها نسج وتوسيع شبكة علاقاتهم المهنية هنا، "مما قد يزيد من فرصهم في التدريب والعمل والنشر مستقبلياً". يصف لنا الصحفي السوري عدنان المقداد ما خرج به من التجربة: "بعد سنوات من الانقطاع عن ممارسة العمل الصحفي، جاءت هذه التجربة لترد لنا بعضاً من قيمتنا المعنوية. كما اطلعنا على طريقة العمل الاحترافية من الألف إلى الياء.

يضاف إلى ذلك يمكنني القول أنه تقريباً أصبحنا نفهم كيف يفكر الشعب الألماني مما يساعدنا في مخاطبته. كل ما سبق سيحسن فرصتنا في النشر والحضور في الإعلام الألماني. يضاف إلى ذلك أننا سنحصل على مقابل مادي عن المواد المنشورة". مريم ميترا رأت في المبادرة فوائد أخرى: "كانت فرصة جيدة للقاء صحفيين لاجئين يواجهون نفس المشكلات التي أواجهها في هذا المجتمع الجديد. ومثّلت التجربة كذلك فرصة لتبادل الأفكار بين بعضننا البعض وتبادلها مع الصحفيين الألمان".

الصفحة الأولى من العدد الخاص بأقلام صحفيين لاجئين

يقع العدد الخاص من الصحيفة البرلينية في 32 صفحة ويتناول أبواباً متنوعة: سياسة، اقتصاد، ثقافة، رياضة، صفحة للأطفال، علوم وبحث علمي، منوعات، برلين والحياة فيها، ولاية براندنبورغ وصفحات أخرى. ويتبين من خلال قراءة العدد أن الصحفيين حاولوا بكل ما أُوْتُواْ من مهنية وبراعة تعبيرية عكس هموم وشجون اللاجئين ومشاعرهم ومشاهداتهم وانطباعاتهم وتوقعاتهم.

تخبرنا هبة عبيد، التي شاركت غناءً في جوقة الصحيفة، عما بين سطور مشاركاتها: "حاولت أن أقدم للمجتمع الألماني حالة أخرى نعيشها في هذه البلاد الجديدة: حالة الحنين والذكريات والاسقاطات الواقعية المستمرة في أذهاننا عندما نواجه أي موقف. كما حاولت تصوير حالة القوة التي نمارسها كل يوم في وجه جميع الضغوطات اليومية".

أما زميلها عدنان المقداد، فيقول أنه حاول إيصال عدة رسائل من خلال مواده: "الرسالة الأولى: صحيح أننا الآن لاجئون، ولكن كان لدينا بلد وكنا نعيش في مجتمع منفتح وحضاري، وليس كما يروج في الإعلام عنا. الرسالة الثانية: يوجد بين اللاجئين الكثير من الطاقات والإمكانيات والأكاديميين. الرسالة الثالثة: إظهار احترامنا للبلد الذي فتح لنا أبوابه واحتضننا. الرسالة الرابعة: ضرورة إيقاف الحرب في سوريا".

صحفي آخر لاجئ من أحد البلدان العربية (هكذا حبذ التعريف به) قال: "لا أريد الدخول في كلام شعبوي من قبيل تحسين صورة اللاجئين وما إلى غير ذلك. بكل بساطة حاولت تناول مواضيع جديدة على الألمان ولا يستطيع الصحفي، الذي لا يتقن اللغة العربية الوصول إليها". يقيم هذا الأخير منذ ما يقارب السنتين ونصف في ألمانيا، ووصل لمرحلة يستطيع الكتابة بالألمانية؛ فلم تحتاج مواده للترجمة من العربية إلى الألمانية.

ندوة حوارية على هامش احتفالية إطلاق العدد الخاص

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل