المحتوى الرئيسى

رحلة بحث عن كيلو سكر بعد اختفائه في «ظروف غامضة»

10/18 10:19

كميائي: يتم تصدير السكر المحلي واستيراد السكر بأسعار رخيصة.. وارتفاع الدولار أثر على الاستيراد

رئيس قطاعات مصانع سكر نجع حمادي: لدينا مخزون من السكر يكفي لسد حاجة الجمهورية كلها

الكثير من الجدل الدائر حول أزمة السكر والعديد من التساؤلات التي تحيط به حول ماهية الأزمة وإذا ما كانت مفتعلة أم لا، وموقف الجهات السيادية والسلطة التنفيذية من هذا الكم من الأزمات التي تدفع المواطن نحو الثورة على الوضع الراهن وتباعاته.

وزارة التموين حديثها عن السكر واضح وهي لا ترى أن هناك أزمة من الأساس وتعلن دائما عن تعاقدات وأسعار وهمية لا علاقة لها بالسوق فلازالت تؤكد أن السعر داخل البطاقات التموينية بـ 5 جنيهات وخارجه بـ 6 جنيهات في منافذ البيع التابعة لها وكأن الوزارة في وادٍ والسوق والمواطن في وادٍ أكثر ظلاما.

وأعلن المتحدث الرسمي لوزاره التموين والتجاره الداخليه بأن محمد علي مصلحي وزير التموين والتجارة الداخلية أصدر توجيها بدفع قوافل وسيارات متنقلة بالميادين الرئيسية بالمحافظات محملة بأطنان من السكر المعبأ لبيعها للموطنين بسته جنيهات للكيلو وتم تخصيص ٧٠ سيارة بإجمالي ٥٠ ألف طن يتم توزيعها وفقا لمخطط زمني وجغرافي وتحديد أماكن تمركز القوافل بالتنسيق مع مديري التموين بالمحافظات وتحت إشراف مفتـشي التموين ومباحث التموين وذلك لضمان وصول السلع للمواطنين بسهولة ويسر.

ذهب "يا خبر" لبدالين التموين للتأكد من الأمر فأكدوا أنهم يبيعونه بهذا السعر إلا أنه فعليا غير موجود تماما بمخازن التموين في جميع المحافظات لافتين إلى أن الوزارة عاجزة تماما عن توفيره وذلك بعد ارتفاع سعره.

حسن حسنى تاجر تمويني بالقناطر الخيرية قال إن البدالين احتجوا أمام المخازن وذلك لأنهم لم يأخذوا كيس سكر واحد، مؤكدا أن الشركة القابضة عاجزة عن توفير السكر للبدالين، فيما أكد ماجد نادي المتحدث الرسمي عن نقابة البدالين التموينين أن السكر اختفى تماما من مخازن القابضة للصناعات الغذائية مؤكدا أن اختفاءه غير قاصر على محافظة واحدة ولكنه بالفعل غير موجود بجميع المحافظات.

تراوح سعر كيلو السكر بالأسواق ما بين 8 و 15 جنيها واختلف من منطقة لأخرى بحسب ما رصده مراسلو "ياخبر" الإخبارى وأكد المواطنين لمراسلينا أن السكر بات أشبه بالمخدرات من حيث اختفائه والمتاجرة به، مطالبين الجهات المسئولة بضرورة التدخل للتعامل مع الأزمة بشكل حقيقي بدلا من التحايل على الأمر وإطلاق تعبيرات وهمية لها علاقة بالضخ وتوفره لأن الاختفاء بات أمر واقع يلمسه الجميع.

وفي القاهرة أسعار السكر ارتفعت لتسجل 15 جنيها في عدد من المراكز الحيوية وعلى رأسها مدينة نصر ومصر الجديدة حيث أكد هناك الأهالى أنهم لا يجدون السكر ويلجأون إلى تجار السوق السوداء الذين ضاعفوا السعر مستغلين اختفاءه.

“سلمى علي” مواطنة من مدينة نصر أكدت لنا أن السعر هناك وصل لـ 15 جنيها وأنه غير متوفر في جميع السلاسل التجارية بل أنه إذا توفر تشتريه بسعر 10 جنيهات، والفاتورة لا يكتب بها سكر، خوفا من المسائلة القانونية إلا أنه يكتب بها "أغذية" وهذا الحال سار في عدد كبير من الأماكن، حسب ما أكدته لنا.

ارتفع سعر السكر بشكل كبير في محافظة الجيزة مسجلا 13 جنيها وبات غير متوفر على الإطلاق وتجمهر الأهالي مرارا و تكراراً أمام بدالي التموين خاصة بعد إعلان البدالين له أنه لا يوجد سكر وعليهم استبداله بجبن وغيرها من الأشياء المتوفرة.

الأهالي قالوا إنهم اشتكوا أكثر من مرة من عدم توافر السكر إلا أن المسؤولين بالمحافظة لم يلتفتوا للأمر كما أن وزارة التموين على حد تعبيرهم "أذن من طين والأخرى من عجين" وتتجاهل تماما الشكاوى التى تصل اليها عن طريق الخط الساخن أو عن طريق مباشر.

3 مصانع في قنا مكدسة بالمنتج في ظل اختفائه من الأسواق

رصدت عدسة "ياخبر"، المئات من أطنان السكر داخل 3 مصانع للسكر في مدن"قوص ودشنا ونجع حمادي" بمحافظة قنا، أطنان السكر مخزنة داخل تلك المصانع ومغطاة بـ"الأقشمة والمشمع" تحت أشعة الشمس القارصة، دون وجود أي مسؤل يكشف ما يحدث في أزمة السكر التى تمر بها الدولة، حيث أنتجت مصانع السكر الآلاف من أطنان السكر وفي المقابل استوردت وزارة التموين كميات كبرى من السكر من الخارج لتترك المصانع مكدسة بـ"السكر" بداخلها دون أن تقوم بتوريده للخارج، وصدرت نسبة قليلة العام الماضي.

من جانبه قال الكيميائي عادل أيوب رئيس قطاعات مصانع شركة سكر نجع حمادي، إن الشركة لديها مخزون كبير من السكر يكفي لسد حاجة المواطنين في جميع ربوع الجمهورية بأكملها.

 وأضاف أيوب إلى أن الشركة تصرف للتموين الكميات المطلوبة، ولا يوجد أي تأخير في ذلك، لافتًا إلى أن الأزمة الحالية في نقص السكر وارتفاع سعره الذي يتراوح ما بين 8 إلى 10 جنيهات يرجع إلى جشع التجار وحبس السلعة، وهذا ظهر من خلال قيام مباحث التموين بضبط عدد كبير من أطنان السكر لديهم بقصد البيع في السوق السوداء.

 ورفض أيوب الإدلاء بأي تصريحات تفيد الكميات المخزنة داخل مصنع سكر نجع حمادي، إلا أن المصادر الخاصة داخل المصنع أكدت أنه يحوي ملايين الأطنان من المنتج المخزنة داخل أسوار المصنع.

من جانبه، قال مصدر داخل مصنع سكر مركز قوص جنوب محافظة قنا في تصريحات خاصة لـ"ياخبر"، إن سكر مصانع محافظة قنا يتم توريده عن طريق التموين وذلك عن طريق تعاقدهم مع عدد من الشركات التى تقوم بتصديره، ويتم استيراد منتج جديد يتم بيعه للمستهلك.

وتابع المصدر أن المصانع تورد السكر للتموين وتقوم وزارة التموين بتصديره الى دول أجنبية وعربية، فيما يتم استيراد سكر آخر لبيعه للمواطنين، فضلاً عن قيام وزارة التموين بتوزيع السكر المحلي للبطاقات التموينية كمستحقات تموينية.

فيما لفت أحمد عبد النبي كيميائي، إلى أن السكر المحلي تغطي جودته 10 أضعاف من السكر المستورد، قائلاً "ملعقة سكر واحدة من المحلي تعادل ربع كيلو من المستورد"، منوهاً الى أن السكر المحلي يتم تصديره من أجل الحصول على العملة الصعبة ويتم إستيراد السكر بأسعار رخيصة، إلا إن ارتفاع أسعار الدولار أثرت على أسعار الاستيراد.

وقال محمود علي أحد أهالي مركز محافظة قنا، إن العديد من المحلات التجارية وشركات بيع المواد الغذائية خلت اليوم الخميس من السكر، وهناك العديد من المحلات لديها المنتج قاموا بتخزينه لبيعه في السوق السوداء بأسعار وصلت إلى 9 جنيهات ونصف للكيلو الواحد، قائلاً "اختفى في ظروف غامضة".

 فيما أشار محمود أبو المجد أحد أهالي قنا، المحافظة تحوي 3 مصانع لإنتاج السكر في مختلف مدن المحافظة بشمالها وجنوبها، فضلاً عن المسافة القريبة بين المحافظة وبين مدينة جرجا والتى بها مصنعا لإنتاج السكر، إلا أن ذلك لم يكن شفيعاً للمواطنين، وبدأت المحافظة تشهد أزمة في السكر وتصل أسعاره في الأسواق إلى 9 جنيهات ونصف دون أي رقابة من التموين وجهاز حماية المستهلك.

وصرح المهندس علي محمود جابر القائم بأعمال وكيل وزارة التموين والتجارة الداخلية بمحافظة قنا، بأن رجال الرقابة التموينية يشنون حملات في مختلف أنحاء محافظة قنا من أجل ضبط التجار محتكري المواد الغذائية وبائعيها في السوق السوداء بأسعار غير الرسمية.

وأضاف جابر في تصريحات خاصة لـ"ياخبر" أن هناك شركات مسؤلة عن توزيع السكر للمحلات والشركات الغذائية وليس التموين، ووزارة التموين مسؤلة عن توزيع السكر إلى المستحقات التموينية على حاملي بطاقات التموين في جميع مناطق المحافظة.

 في الإسماعيلية السكر يصل إلى 11 جنيها في السوبر ماركت لأول مرة منذ ارتفاع سعره، مع عدم جوده في بعض المناطق بمحافظة الإسماعلية.

و يعاني أهالي بني سويف، من اختفاء السكر في المحال التجارية والمجمعات الاستهلاكية وارتفاع سعره إلى ١٠ جنيهات استغلالًا لعدم توفره في بالأسواق.

وقال أحد تجار السلع الغذائية وصاحب محل تجاري بمدينة بني سويف: "الأهالي فاهمين أننا السبب في رفع سعر السكر، ولكن السبب الحقيقي في الأزمة يرجع إلى التجار الكبار الذين يحتكرونه لصالحهم ومحدش قادر عليهم".

وقال البقالين "البلد خلاص عليه العوض في كل حاجة، إحنا نقفل المحلات أحسن من بهدلة الزبائن والكلام اللى ملوش لازمة وحرقة دمنا، غير كده التموين بيجي علينا ويصادر كل حاجة".

وأضافت إحدى المواطنات أن "الكيلو وصل إلى ١٠ جنيهات، وفي المجمعات خلص ومش موجود، إحنا مش لاقين أي حاجة، هنجيب منين بتاخدوا مننا أكلنا وشربنا ومرتباتنا".

ومن ناحيه أخرى وكيل وزارة التموين ببني سويف، شدد على توفر السكر بالمجمعات الاستهلاكية بسعر لا يزيد عن 6 جنيهات للكيلو ومنها الشركة المصرية لتجارة السلع الغذائية، ومنفذ القوات المسلحة بمدينة بني سويف بأسعار مقاربة له للتخفيف عن المواطنين.

 لافتا إلى شن مفتشي التموين بالمديرية حملة على التجار والمحال التجارية لمنع احتكار السكر وبيعه بأسعار مرتفعة.

وتعاني محافظة سوهاج من نقص حاد في السكر وعدم توافره بالمجمعات الاستهلاكية والتجار التموينيين بينما وصل سعر الكيلو في السوق الحرة 10 جنيهات ونصف في مناطق و11 جنيها إلا ربع في مناطق أخرى.

ومن جهتها أعلنت مديرية التموين بسوهاج انه تم ضبط كمية من السكر ناقصة الوزن في بعض المحال التجارية كما انه بتم شن الحملات بشكل مستمر لضبط السوق ، وكانت قد دفعت المديرية بكميات في الجمعيات الاستهلاكية بأسعار أقل من 6 جنيهات.

و تشهد كافة مراكز محافظة سوهاج أزمة حادة بسبب ارتفاع أسعار السكر ليبلغ سعر الكيلو 10 جنيهات و9جنيهات و8 جنيهات حد أقصى على مستوى المحافظة، مما يثير غضب المواطنين،

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل