الأمم المتحدة تعلن عن هدنة جديدة في اليمن لـ27 ساعة

أعلنت الأمم المتحدة ليل الاثنين الثلاثاء (18 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، وقف إطلاق النار في كل أنحاء اليمن اعتبارا من الخميس ولمدة 72 ساعة قابلة للتجديد على أمل تسوية نزاع أوقع حوالي سبعة آلاف قتيل خلال 18 شهرا وتسبب بأزمة إنسانية خطيرة.

وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد أن هذه الهدنة ستدخل حيز التنفيذ الأربعاء 19 تشرين الأول/ أكتوبر عند الساعة 23,59 بالتوقيت المحلي مؤكدا تلقى "تأكيدات من كافة الأطراف اليمنية بالتزامها بأحكام وشروط وقف الأعمال القتالية"، وبما في ذلك "السماح بحركة المساعدات الإنسانية والموظفين الإنسانيين دون أية عوائق إلى كافة المناطق".

وأوضح المبعوث الدولي في بيان في نيويورك أن الهدنة الجديدة هي بمثابة استئناف للهدنة التي اتفق عليها أطراف النزاع في اليمن في 10 نيسان/أبريل الماضي ولكنها ما لبثت أن انهارت. كما دعا المبعوث الدولي إلى "إعادة تفعيل فورية لجنة التهدئة والتنسيق وانتقال أعضائها إلى ظهران الجنوب، بحسب ما تمّ الاتفاق عليه خلال مشاورات الكويت".

تقود السعودية منذ مارس/ آذار الماضي، حملة عسكرية عربية حتى تستعيد الحكومة اليمنية سلطتها في اليمن، بعد أن سيطر المقاتلون الحوثيون على معظم أنحاء البلاد قبل عام. العملية السعودية أسميت في البداية بـ"عاصفة الحزم" قبل تغيير اسمها إلى "إعادة الأمل".

هددت بريطانيا بوقف صادرات الأسلحة إلى السعودية إذا أوضحت التحقيقات أن الرياض خرقت القانون الدولي الإنساني في حرب اليمن، وهو ما تنفيه الرياض ذلك.

وكانت منظمة العفو الدولية قالت إن التحالف بقيادة السعودية السبب وراء أغلب الضحايا المدنيين في اليمن، واتهمت القوات العربية باستخدام قنابل عنقودية تحظرها معظم الدول. وقالت إن الحوثيين أيضا انتهكوا القانون الدولي الإنساني.

حوالي 13 مليون شخص في اليمن ليس لديهم إمكانية الوصول إلى مياة الشرب، مما يضطر السكان ومعظمهم من الأطفال إلى السير لمسافات طويلة وحمل الماء على رؤوسهم.

وقفة احتجاجية تطالب بإنهاء الحرب ووقف الحصار وعودة الحياة الطبيعية ليتمكن الناس من ممارسة حياتهم ويستطيع آلاف الأطفال من العودة إلى مدارسهم.

في صنعاء قام عشرات الشباب بتنظيم نشاط احتجاجي ضد القصف على المدنيين، حيث ألقوا أنفسهم أرضا، لتجسيد صور الضحايا

ويواجه السكان نقصا في الغذاء والماء، وبالرغم من توزيع منظمات الإغاثة المستمر للمواد الغذائية على المدنيين، تكثر الشكاوى من قيام مسلحين بعرقلة توزيع المساعدات ومنع تنقل قوافل الإغاثة بحرية.

مشتقات النفط أصبحت نادرة في المدن اليمنية، والحصول عليها أصبح صعبا. لتر البنزين مما ساهم في ازدهار السوق السوداء وبأسعار باهظة.

فتيات يمنيات في مدينة تعز يحملن أسلحة الكلاشنكوف تعبيرا عن دعمهن لـ "المقاومة الشعبية" المحلية التي ترى أنها تدافع عن المدينة ضد محاولة الحوثيين السيطرة على المدينة. (كتابة وإعداد: علاء جمعة)

وأودى النزاع في اليمن بحياة زهاء 6900 شخصا وجرح أكثر من 35 ألفا كما أسفر عن نزوح ثلاثة ملايين على الأقل منذ آذار/مارس 2015، وفقا للأمم المتحدة.

ويدور النزاع بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، والحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح وإيران.

وبدأ التحالف عملياته في اليمن في آذار/مارس 2015 دعما للقوات الحكومية في مواجهة المتمردين الذين سيطروا على صنعاء منذ أيلول/سبتمبر 2014.

قال مسؤولون أمريكيون إنه تم استهداف مدمرة تابعة للقوات البحرية الأمريكية في هجوم صاروخي فاشل من أراض يسيطر عليها الحوثيون في اليمن في ثالث هجوم من هذا القبيل يقع خلال الأيام الأخيرة. (16.10.2016)

في مؤشرات جديدة وبعد الغارة التي استهدفت مجلس عزاء في صنعاء واسفرت عن مقتل حوالي 140 شخصا، أعلن وزير الخارجية السعودي استعداد بلاده الموافقة على وقف لإطلاق النار في اليمن. بيد أنه ربط ذلك بموافقة الحوثيين. (17.10.2016)

ودخل الصراع في اليمن منعطفا جديدا بعد استهداف مدمرة أمريكية في البحر الأحمر من أراضي تحت سيطرة الحوثيين، وهو ما تجدد أيضا يوم السبت الماضي. ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أمس الاثنين التأكيد على ما إذا كانت المدمرة ماسون قد استهدفت بعدد من الصواريخ التي أطلقت من اليمن يوم السبت الماضي مثلما كان يعتقد من قبل قائلة إن مراجعة تُجرى لتحديد ما حدث.