المحتوى الرئيسى

«الأنيميا» تهدد حياة «الساحر»

10/18 08:59

محمود عبدالعزيز ««الساحر»» الذى تخصص فى صنع البهجة، ومخاطبة القلوب بلغة الكوميديا حيناً والرومانسية فى أحيان أخرى، حمل قلبه الكبير أنات ومواجع الناس، فبذل كل ما يستطيعه لإسعادهم، وهو ما انعكس على حالته الصحية بعد سنوات طويلة من العطاء الفنى الذى جعله رغم رفضه لمئات الأعمال من أغزر الفنانين المصريين أعمالاً هادفة، تمتلك القدرة على التعبير عن هذا الوطن بمختلف فئاته، فهو كفيف «الكيت كات»، الذى يرى مالا يراه المبصرون وهو مزجانجى «الكيف»، الذى واجه الإدمان بالكوميديا، وهو الموظف البسيط فى «أبوكرتونة»،والانسان الأكثر غربة فى «سوق المتعة» وأيقونة «ابراهيم الابيض»،التى حملت العشق والقوة والخضوع فى آن واحد.

وفى الوقت الذى ينتظر فيه الجمهور عودة «الساحر» للساحة السينمائية بعد عدد من الأعمال التليفزيونية التى حققت نجاحاً كبيراً أصابه الإرهاق ليرقد الآن بأحد المستشفيات الخاصة.. حالة الفنان الكبير لم يعلن عنها بشكل واضح، فأسرته لا تتحدث سوى بالمطالبة بالدعاء له، والتأكيد على استقرار حالته الصحية، حتى أن نقابة الممثلين على غير عادتها امتنعت عن التعليق على حالته، ما أصاب جمهوره بالتوتر مع التكتم على تفاصيل مرضه.

المنتج محمد محمود عبدالعزيز نجل الفنان الكبير، قال إن سبب تواجد والده بالمستشفى هى معاناته الشديدة من الإرهاق نابع من الأنيميا التى أصيب بها، أثناء عمله فى مسلسل «رأس الغول»، وهو ما جعل هناك نوعا من عدم الانتظام فى عملية الدورة الدموية، وأضاف أنه رغم استقرار حالته إلا ان الأطباء طالبوه بضرورة تواجده بالمستشفى بالمهندسين، لاستقرار حالته والاطمئنان عليه، مؤكدا حزنه الشديد من الشائعة التى اثيرت منذ فترة عن مرض شقيقه الخطير، وسفره لتلقى العلاج فى فرنسا، وقال: والدى لم يخرج من مصر.

وتحولت وسائل «السوشيال ميديا» وصفحات الفنانين لصورة «الساحر»، الكثير من الفنانين والمخرجين، غيروا صورة «البروفايل» الخاص بهم تحت شعار «ادعوا للساحر بالسلامة».. خرج عدد كبير من الفنانين ممن لا يتعاملون مع وسائل السوشيال ميديا ليعلنوا حزنهم الشديد على «الساحر»، خاصة بعدما أعلنت أسرته ان الزيارة ممنوعة عنه.

هذا الموقف لا يتخذه الفنانون لمجرد صديق يحبونه أو زميل يشاركهم أعمالهم الفنية، ولا حتى لأستاذ يتعلمون منه، لكن هذا الموقف نابع من حبهم لإنسان كانت له مواقف مميزة ومحترمة.

من بين هذه المواقف، كان موقفه تجاه الزعيم عادل امام، فكثيراً ما يثار كلام عن الغيرة بينهما، وانهما لا يتواجدان أبدا فى أى مناسبة فنية، لكن كان للساحر موقف لا ينسى تجاه الحكم على الزعيم بالحبس، حيث شارك فى مؤتمر انعقد فى نقابة الممثلين بكى فيها بالدموع وقال قائلاً: نحن بصدد حرب ضد الحلم الذى عشت أنا و«عادل» والفنانون جميعاً نحلم بتحقيقه، وعند سؤاله عن سبب بكائه وقتها، أجاب: السبب فى هذا أنه وبعد هذا العمر وهذا المشوار الطويل فى الفن، يحكم على عادل إمام بالسجن بتهمة من أبشع التهم، وهى تهمة «ازدراء الأديان»، وأنا أضعف بكثير من أن أزدرى أو أتطاول على دينى.. صحيح أنه لم توجه لى هذه التهمة، لكن الحكم الذى صدر على صديق عمرى هو حكم ضدى أنا شخصياً.

وأضاف قائلا: أبكى لأن حلمنا الذى عشناه يحارب بشكل شرس، أبكى لأن الفن والإبداع فى مصر يتعرضان لمؤامرة من أفراد ليست لهم هوية، أبكى وأنا أرى التطاول المباشر على الفضائيات كل يوم من قبل «الذقون» التى تريد أن تزهق حرياتنا وإبداعنا، وتريد اغتيال فنانينا، اليوم بدأوا بأحد عمالقة الفن المصرى، وغداً سيكون الدور علىّ أنا وزملائى، أبكى لأننا بدلاً من أن نزيد الفن ازدهاراً نحارب الإبداع، أبكى لأن هناك من يريد تخلف هذا المجتمع بتخلف الإبداع.

موقفه مع الفنان حمدى الوزير وفاروق فلوكس خلال تصوير مسلسل «رأفت الهجان»، ففى مشهد يجمعهما الثلاثى وقف الفنان فاروق فلوكس، ونسى نص المشهد الذى كان من المفترض أن يقوله، تحجج «الساحر» بالمرض وقال انه لا يملك قدرة على استكمال المشهد فى هذا الوقت ليعطى الفرصة لـ«فلوكس».

موقف الفنان محمود عبدالعزيز مع سلوى خطاب فى فيلم «الساحر» وقتها هو من رشحها للدور، وكان الأجرأ فى تاريخها الفنى، وقتها لم تكن سلوى خطاب نجمة كبيرة لتقف أمام «الساحر»، وكان الدور كبيرا عليها، لكنه أصر أن تكون بطلة للفيلم أمامه، وقتها قرر مع مخرج الروائع رضوان الكاشف أن يقدما عملا يوضع فى التاريخ، وأصر على تواجد سلوى خطاب رغم رفض «الكاشف»، وبالفعل أصبح «الساحر» اسمه الدارج بعد كل ما قدمه فى العمل.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل