المحتوى الرئيسى

ألمانيا - الجهل باللغة يقلص فرص حصول اللاجئين على عمل

10/18 08:55

أحمد عبد الله كان يعلم أن البحث عن عمل لن يكون سهلا، ولم يكن يتكلم الألمانية عندما قدم في صيف 2015 إلى مدينة فرايبورغ جنوب غرب ألمانيا التي لم يكن يعرف عنها شيئا. ويقول السوري البالغ من العمر 32 عاما: "كنت أعمل كفني في تشغيل الآلات، ولدي شهادة، وكنت أعتقد أن هذا سيمكنني عاجلا أم آجلا من الحصول على عمل".

مرت أسابيع قليلة فقط ليعلم الشاب السوري أن شهادته غير معترف بها في ألمانيا. وكان بالإمكان إجراء فحص لدى غرفة الصناعة والتجارة، إلا أن "الرسوم تتعدى 1.000 يورو، وليس لدي هذا المبلغ، وليس هناك من أحد يتولى ذلك".

العديد من اللاجئين في ألمانيا يواجهون نفس المصير. فبيانات مكتب العمل تكشف عن وجود نحو 350.000 لاجئ مسجلين كعاطلين عن العمل. والسبب الرئيسي خلف ذلك هو عدم إتقان اللغة. كما توجد عوائق أخرى تجعل الحصول على عمل بالنسبة للاجئين أمرا صعبا.

من الناحية النظرية تبدو القواعد المتبعة سهلة: اللاجئ يجب عليه انتظار 3 أشهر بعد تقديم طلب اللجوء حتى يسمح له بالعمل. لكن قبل أن يباشر عمله فهو بحاجة إلى ترخيص من مكتب العمل، يجب تقديم طلب عليه. وبعد 4 سنوات من الإقامة في ألمانيا يصبح اللاجئ معفيا من طلب رخصة العمل، حيث تلغى تلك الإجراءات عندما يحصل اللاجئ على اعتراف به كلاجئ في ألمانيا.

لاجئ سوري في دورة تدريب لدى شركة بي إم في الألمانية

واستغرق الوقت طويلا إلى  حين أن وجد الشاب أحمد عبد الله مكانا في دورة لتعلم اللغة الألمانية، رغم أنه  كان قدم  طلبا لذلك منذ فترة لدى مكتب الهجرة واللاجئين. ويقول المواطن السوري بأنه "اكتشف صدفة بعد شهور أن طلبه موجود لدى مدرسة للغات ولكن لم يتم البت فيه".

وبعد مرور سنة تقريبا وجد الشاب السوري شركة للصناعات المعدنية عرضت عليه فرصة التكوين المهني. ومن أجل الحصول على ترخيص بالعمل طلب منه مركز العمل تقديم شهادة سكنى وأخرى للتأمين الصحي ورقم التأمين على التقاعد وشهادة زواج وأخرى تكشف عن مدى مسار طلب اللجوء الذي قدمه.

وتقول أنيكا مولر من الهيئة الكنائسية بمدينة فرايبورغ إن اللاجئين لا يحصلون على معلومات تشرح لهم كيفية الحصول على تلك الوثائق.

العديد من طالبي اللجوء الذين يبحثون عن عمل كانوا يخضعون في السابق لما يطلق عليه التدقيق في أولويات الأحقية في الحصول على عمل ما، أي أنه في حال حصولهم على عروض من أرباب العمل يتم التأكد أولا من عدم وجود مرشح ألماني للقيام بذلك العمل. وقد تم التخلي عن هذا الفحص في الصيف الماضي لمدة ثلاث سنوات مع اعتماد قانون الاندماج الجديد.

 السلطات الألمانية ترفض أيضا إحالة اللاجئين على دروس الاندماج قبل التأكد من وجود آفاق جيدة مسقبلية بشأن إقامتهم في ألمانيا، والذين يأتون من بلدان تفوق نسبة الاعتراف باللاجئين منها 50 في المائة. والنتيجة، كما تنتقد بريغيته بوتمير المتحدثة باسم حزب الخضر لشؤون العمل أن العديد من اللاجئين يذهبون الى مراكز العمل بدون معرفة الحديث باللغة الألمانية وبذلك تكون فرص إمكانية الحصول على عمل ضعيفة.

في 31 أغسطس/آب 2015 عقدت المستشارة ميركل ندوة صحفية وصرحت آنذاك بمقولتها الشهيرة "نحن نستطيع أن ننجز ذلك" تعليقا على قدرة ألمانيا على تجاوز أزمة اللاجئين. في أثناء ذلك سُمح بمرور قطارات تقل آلاف اللاجئين إلى ألمانيا قادمة من دول شرق وجنوب أوروبا.

في الرابع من سبتمبر/أيلول 2015 قررت المجر وقف حركة القطارات إلى ألمانيا، لتسود فوضى عارمة في المحطة الرئيسة للقطارات بالعاصمة بودابست. ما دفع الآلاف من اللاجئين إلى مواصلة رحلتهم الشاقة إلى ألمانيا مشيا على الأقدام.

في الخامس من سبتمبر/ أيلول 2015 قررت ميركل بعد اجتماع مع المستشار النمساوي فيرنر فايمان استقبال اللاجئين لتعود بعدها حركة القطارات من المجر عبر النمسا إلى ألمانيا.

استقبال حار للاجئين من قبل الألمان في السادس من سبتمبر/أيلول 2015 كما تبين الصورة التي التقطت في محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ. بعدها تداولت الصحف الألمانية مفهوما جديدا لوصف هذا الاستقبال الحار بات يعرف بـ"ثقافة الترحيب".

في العاشر من سبتمبر/أيلول 2015 زارت المستشارة ميركل مركزا أوليا لاستقبال طالبي اللجوء في برلين وقام العديد من طالبي اللجوء بالتقاط صور سيلفي معها. تناقلتها وسائل الإعلام العالمية وأعطت، خاصة لدى السوريين، انطباعا إيجابيا عن ألمانيا كبلد متضامن ومضيف للاجئين.

استقبال اللاجئين والترحيب بهم لم يقتصر على الهيئات الحكومية، بل هبت فئات عريضة من الشعب الألماني متطوعين لإستقبال اللاجئين وتقديم مختلف المساعدات بدءا بالجوانب الصحية والإجتماعية وصولا إلى الإستقبال في البيوت.

في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2015 وصف وزير العدل الألماني هايكو ماس تزايد الاعتدءات اليمينية ضد اللاجئين بـ"المخزية". آنذاك بلغت اعتداءات اليمنيين المتطرفين على مراكز اللاجئين 461 حالة.

في 31 ديسمبر/كانون الأول تعرضت عشرات النساء إلى اعتداءات جنسية في محطة القطارات الرئيسية في مدينة كولونيا، من قبل مئات من الرجال ينحدر أغلبهم من دول المغرب العربي. أثارت هذه الحادثة موجة من الغضب والاستنكار في المجتمع الألماني. كما ثار جدل واسع حول السبل القانونية لترحيل الأجانب من مرتكبي الجرائم.

في 18 فبراير/شباط قام حوالي 100 متظاهر باعتراض طريق حافلة تقل طالبي لجوء إلى مركز للاجئين في مدينة كلاوسنيتز بمقاطعة ساكسن. وقام المتظاهرون آنذاك بإطلاق عبارات مناهضة للأجانب، فيما تمكنت الشرطة من التدخل وحماية الحافلة ومن فيها.

في 24 فبراير/شباط 2016 صوت البرلمان الألماني لصالح حزمة القوانين الثانية الخاصة بسياسة اللجوء. وتنص هذه الإجراءات على ترحيل طالبي اللجوء ممن يملكون فرصا ضئيلة للبقاء في ألمانيا وتسهيل ترحيل المتورطين في أعمال إجرامية. المعارضة الألمانية انتقدت هذه الإجراءات واعتبرتها "خرقا لمبادئ حقوق الإنسان".

في الرابع من أبريل/نيسان 2016 دخل الاتفاق الأوروبي التركي لحل أزمة اللاجئين حيز التنفيذ. وبمقتضى الاتفاق تعيد السلطات اليونانية المهاجرين الذين يصلون إلى اليونان بطرق غير شرعية من تركيا. في مقابل ذلك تعهد الأوروبيون مقابل كل سوري يتم إبعاده إلى تركيا قبول سوري آخر من المهاجرين إلى تركيا للعيش في دول الاتحاد الأوروبي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل