المحتوى الرئيسى

وزير الاتصالات.. ووزيرة الاستثمار

10/17 21:56

التأمل فى حال وزراء مصر يثير الحيرة، وربما الجنون.. ولأن الوزراء أنواع، منهم الفاشل وهو الأغلب الأعمّ، ومنهم المميز المتفرد، وهؤلاء قلة لا تخطئها العين، واليومين الماضيين تحديداً شهدا بروز نموذجين ظاهرين للوزير الموظف، وآخر متميز.. وزير الاتصالات المهندس ياسر القاضى، هو النموذج المتميز، فيما تحتجز بجدارة مقعد الوزير الموظف داليا خورشيد، وزيرة الاستثمار.. الأول استطاع أن يُوظّف تميّزه وإخلاصه لبلاده بتمرير أكبر صفقة تعرفها الدولة المصرية فى السنوات الأخيرة، عندما نجح وباقتدار، فى جلب 2٫5 مليار دولار إلى خزانة البنك المركزى، من بيع رخصة الجيل الرابع للمحمول، ليرفع الاحتياطى النقدى لبلاده فى وقت حرج وخطير.. وهى صفقة أعادت إلى الدولة هيبتها الاقتصادية والاستثمارية بقدر ما جلبت للبلاد أموالاً دولارية من عالم الاتصالات الذى لطالما خرجت منه فى السابق بلا حُمص!

ولكى نعرف قيمة ما فعله الوزير «القاضى» فى هذه الصفقة تحديداً، يجب أن نعود إلى الوراء، لنعرف أن «سوق الاتصالات» التى بدأت فى مصر بإنشاء شركات المحمول فى التسعينات لم تعد على الدولة المصرية بأى نفع يعكس حجم المكاسب الهائلة التى تخلّفها، وكم الفوائد التى حققتها شركات المحمول، وظل «الفساد» من العمولات والبزنس عنواناً كبيراً لما كان يحدث فى هذه السوق، ولا أظن أن «قطاع الاتصالات» قد عرف هذا الكم الكبير من الشفافية والعمل لصالح الدولة المصرية، إلا فى عهد الوزير الحالى الذى رفض بيع رخصة الجيل الرابع إلا لصالح البلد، وليس لصالح الشركات التى كان من سبقوه يعملون لصالحها سراً، لكى يضمنوا منصباً فيها بعد خروجهم من الوزارة!

نحن أمام نموذج حى للوزير المتميز المخلص الذى يعمل لصالح دولته، من دون «شو إعلامى»، ومن دون أن يمارس ضغوط علاقاته الأثيمة على الزملاء فى الصحف والبرامج الفضائية، كما فعلت الوزيرة الموظفة داليا خورشيد، مع الزميلة رانيا بدوى. داليا خورشيد هى النموذج من الوزير الموظف التى لم نعرف لها إلى الآن عملاً واحداً سوى الاهتمام بطاقم حراستها الخاص و«المنظرة» به أمام أصدقائها فى النادى، وتجديد أثاث مكتبها بملايين الجنيهات، ثم أخيراً ممارسة ضغوطها «الإعلامية» على رانيا بدوى، التى ذكرتها بما فيها، عندما وصفتها فى برنامجها «كل يوم» مع عمرو أديب، بأنها أسوأ وزيرة استثمار فى مصر!

رانيا بدوى لم تُخطئ عندما قالت ذلك، لأن الوزيرة التى تجيد فنون العلاقات العامة لم نرَ لها أى جهد يُذكر فى عالم الاستثمار فى وقت تُكثّف فيه الدولة كل جهودها من أجل جلب استثمارات خارجية وداخلية تنتشل الواقع الأليم للاقتصاد المصرى الذى يعيش أسوأ مراحله منذ حرب 1967.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل