المحتوى الرئيسى

أخطر 4 سيناريوهات تحيط يعملية "تحرير الموصل".. مشاركة "الحشد الشيعي" يحولها لمعركة طائفية.. ‏والكثافة السكانية تنذر بـ"كارثة إنسانية".. والغموض يحيط انسحاب "داعش" ‏

10/17 21:43

كان العالم يترقب منذ أيام الإعلان عن لحظة الحسم، التي يتم فيها تحرير مدينة الموصل العراقية من يد ‏تنظيم "داعش" الإرهابي، بعدما تضاربت الأنباء حولها بشكل يومي، حتى فجر اليوم الإثنين، الذي أعطى ‏فيه "حيدر العبادي" رئيس وزراء العراق، الضوء الأخضر للبدء في عملية تحريرها، بيد أن ‏سيناريوهات عدة بدت تطفو على السطح لمصير تلك المعركة الحامية.

أولى السيناريوهات التي فرضت نفسها على المشهد في الموصل العراقية، هو النذور بقرب وقوع كارثة ‏إنسانية بها، بسبب الكثافة السكانية التي تعاني منها المدينة، حيث يصل تعداد سكانها نحو مليون شخصًا، وهو ‏ما يحتمل هروبها من المدينة وقت بدء المعركة في وقت يعاني منه العالم من أزمة اللاجئين السوريين.

فضلًا عن التخوف من وقوع ضحايا من المدنيين العراقيين بالمدينة، وقت القصف الدامي من الجبهتين، ‏إلى جانب عدم وجود إمكانية لاستقبال هذا العدد الهائل من اللاجئين الذين سيخرجون من الموصل قريبًا ‏جراء العملية العسكرية.

وبالفعل دخل المدنيين اللعبة مبكرًا، بعدما أكدت صحيفة "نفط العراق"، بإن عملاء تابعين لتنظيم ‏‏"داعش" اعتقلوا، في الشهر الماضي فقط نحو 90 شخصًا بتهمة التجسس لصالح الحكومة العراقية، وقتلوا ‏منهم 60 شخصًا، والباقي ظل في يده رهائن في لحظة تحرير المدينة لاستخدامهم كدروع بشرية.‏

أما السينايو الآخر فهو الأخطر، الخاص بمشاركة الحشد الشعبي العراقي في عملية التحرير، لاسيما مع تأكيد "العبادي" في وقت سابق على مشاركته؛ بدعوى أهيمته كقوة ضاربة يخشاها تنظيم داعش، وهو الأمر الذي لم يتم ‏تأكيده حتى الآن، وسط تضارب للأنباء فبعض الصحف العالمية نقلت إنه يشارك خارج المدينة فقط ولم ‏يتدخل عسكريًا، والبعض الآخر رجح أنه في المناطق المتاخمة للموصل.

كما أن المتحدث باسم ميليشيات الحشد الشعبي "أحمد الأسدي" أكد على مشاركة قوته في العملية، الأمر الذي ‏لاقى وقتها رافضًا من الأطراف السياسية والدولية، منها منظمة الأمم المتحدة التي قالت أن الحروب ‏الطائفية تدق أبواب العراق.‏

فتعدد العرقيات داخل مدينة الموصل، هو الأمر الذي يثير التخوف من مشاركة الحشد الشعبي، والذي قد ‏يحول الأمر إلى حرب مذهبية طائفية، تجعل مصير الموصل ضبابي حال استعادتها، لاسيما أن الحشد ‏يواجه اتهامات عدة بارتكاب جرائم تطهير عرقي ضد السنة في المناطق التي شارك في معاركها‎.‎

وتتبع الموصل محافظة "نينوي" التي يبلغ عدد سكانها 3،000،000 نسمة، تتألف من خليط من ‏الطوائف ومن الأعراق والقوميات والمذاهب، فتصل نسبة المسيح فيها 5%، أما الشبك تقدر أعدادهم في ‏الموصل حوالي 400 ألف نسمة، و70% منهم على المذهب الشيعي، أما التركمان يسكنون بأقلية في ‏مدينة الموصل.

وعن ذلك الأمر يقول الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسة بجامعة القاهرة، أن المشهد حتى الآن ضبابي بشكل ‏كبير، لأن الحرب تدور بين جبهتيان قويتان، فالجيش العراقي مسنود بالحشد الشعبي وقوات المشاركة ‏والتحالف الدولي، وداعش لديه تمركزات قوية في مدينة الموصل.‏

ويوضح في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن التنظيم حتى الآن يتبع سياسة التنقل من منطقة إلى أخرى ‏لتشتيت قوات الجيش العراقي، فاتجه إلى المناطق الشرقية، وفي الوقت الذي تصر فيه القوات الأخرى ‏على تحرير الموصل منه كاملًا وليس سيطرته على أجزاء منها أو الاكتفاء بتقليص نفوذه فقط.‏

ويشير إلى أن هناك محاولات من جانب القوات العراقية الإبقاء على قوات الحشد الشعبي، للمشاركة بها ‏وقت الحاجة إليها، وهو ما ينذر بوقوع حرب طائفية لاسيما أن الحشد برر مشاركته بإنه يريد الانتقام من ‏قتلة الحسين.‏

ويشدد على أن الموصل ستشهد كارثة إنسانية من التشريد واللجوء للملايين، لاسيما أن القوات العراقية لا ‏تملك إدارة أو سياسة محددة لما بعد تحرير الموصل، وقد تدخل العرقيات في صراع على السيطرة.

كذلك فإن انسحاب داعش، يعد واحد من السيناريوهات المطروحة، لاسيما مع الإعلان مبكرًا عن اتجاهه ‏إلى المناطق الشرقية فور بدء المعركة، بل تواترت أنباء أيضًا عن انسحابه من الموصل، وهو الأمر الذي آثار شكوك حوله لكون المدينة آخر نقاط ‏تمركز التنظيم في العراق.‏

فتحتوى على تشكيلات متعددة لعناصر تنظيم داعش، التي يعد من أبرزها "جيش العسرة" الذي تم ‏تخريجه في العام الماضي؛ ليكون الجيش المخصص للحفاظ على مدينة الموصل ضد أي قوات تحاول ‏اقتحام المدنية، وتعتبر هذه القوات من قوات النخبة لداعش المدربة خصيصًا لهذه المهمة.‏

وحال انسحاب داعش كاملًا من المنطقة، يرجح مراقبون أن يكون الأمر تم بصفقة بين "العبادي" وتنظيم ‏داعش لضمان الخروج الآمن للأخير برعاية أمريكية، مثلما حدث في مدينة الفلوجة، التي لم تخلف ‏معركتها أي خسائر تذكر، بل آمن الحشد الشعبي والجيش خروج قيادات داعش بعد واقعة "الرتل" ‏الشهيرة.‏

وهو الطرح الذي توجه إليه سامح عيد، الباحث في الشؤون الإسلامية، مشيرًا إلى أن داعش قد ينسحب بالفعل من ‏المعركة لضمان الخروج الآمن له، لاسيما مع وجود ضربات ضده من كل الجهات في سوريا والعراق، ‏والحروب تكلفه مزيدًا من الأرواح البشرية والمادية.‏

ويلفت إلى أن انسحابه ليس معناه نهايته في العراق، فقد يكون لبعض الوقت منتظرًا حتى تسنح له الفرصة ‏للعودة من جديد، فاتجاهه للمناطق الشرقية جاء لمحافظته على جنوده، لأنه لا يواجه الجيش العراقي فقط في ‏حرب الموصل.‏‎

وآخر السيناريوهات التي تحيط عملية الموصل، هي أن تظل الحرب دائرة بين قوات الجيش العراقي، ‏وتنظيم "داعش" الإرهابي، حتى يُكتب النصر لإحداهم في النهاية، وهو يتصل بسيناريو الكارثة الإنسانية ‏التي ذكرناها سلفًا.‏

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل