المحتوى الرئيسى

النظام يصر على إغضاب السعودية

10/17 21:08

تأثرت العلاقات المصرية السعودية، بشكل كبيرة خلال الآونة الأخير، وظهرت بوادر أزمة كبيرة بينهما، متمثلة فى قطع المساعدات البترولية السعودية عن مصر، وكذلك الهجوم السعودى على تصويت مصر لصالح القرار الروسى الخاص بوقف إطلاق النار بحلب السورية فى مجلس الأمن قبل أيام، ولجأت المملكة لقطع المساعدات البترولية كعقاب لمصر لموقفها بمجلس الأمن، الذى جاء على عكس هوى السعودية، التى تعتبر أن النظام المصرى يدعم بشار الأسد ونظامه، ومناقض تمامًا للأمن القومى السعودى والخليجى بشكل عام.

ولم توقف الأزمة عند هذا، بل زادت تعقيدًا، بعد إعلان وكالة الأنباء السورية اليوم، أن اللواء على المملوك رئيس مكتب الأمن الوطنى السوري، قام بزيارة رسمية إلى القاهرة بناء على دعوة من الجانب المصرى استمرت يومًا واحدًا، التقى فيها اللواء خالد فوزي، رئيس جهاز المخابرات العامة، وكبار المسئولين الأمنيين فى مصر، مما يؤكدًا إصرار النظام الدخول فى صراع مع الجانب السعودى والخليجى بشكل عام .

وأكد الكاتب الصحفى جمال سلطان، فى مقال له على موقع "المصريون "، أن هناك دلالات واضحة على زيارة رئيس المخابرات السورية لمصر، أولها: إرسال النظام رسالة سياسية لدول الخليج وخاصة السعودية، ثانيًا:أن الزيارة جاءت ردًا على الاجتماع الأخير بين دول الخليج وتركيا بالعاصمة السعودية الرياض، والتى تناقش الأزمات والمشكلات التى تواجه منطقة الشرق الأوسط بدون وجود مصر أو حضورها أو مشاركتها، وهى إشارة مؤلمة على أن "الخليج" لم يعد يعول على مصر كثيرًا، أو أنه بات مقتنعًا بأن القيادة المصرية لها حسابات بعيدة عن المصالح الخليجية،وأن أولويات الأمن القومى للخليج تختلف كثيرًا عن رؤية السيسى لأولويات الأمن القومى المصري، وبالتالى بدأ الخليج يبحث عن شريك آخر بعيدًا عن مصر .

وأوضح سلطان، أن النظام الحالى بدأ يخسر أهم داعميه وأقوى حلفائه بالخليج بتقاربه من نظام بشار، وهذا وضح فى الخريطة السياسية للمنطقة، مما سيزيد الأعباء على النظام، الذى يعانى من أزمات خطيرة فى الاقتصاد المصري،  بالإضافة إلى وجود استثمارات ضخمة للخليج فى مصر هى الأكبر بين جميع الدول وودائع بحوالى اثنى عشر مليار دولار لحماية الاحتياطى النقدى المصرى من الانهيار، بجانب وجود أكثر من خمسة ملايين مصرى على الأقل يعملون فى الخليج .

وفى نفس السياق، يرى الدكتور حسن أبو طالب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن زيارة رئيس مخابرات سوريا لمصر، جاءت للتنسيق بينهما على مكافحة الإرهاب فى الدولتين، وليس ضد مصالح الخليج ولا السعودية بصفة خاصة، موضحًا أن العلاقات بين مصر والسعودية متشعبة إلى أكثر من محور، وأن الاختلاف حول الملف السوري، لن يؤثر على طبيعة العلاقات بينهما".

وأضاف أبو طالب: "أن النظام أو الدبلوماسية المصرية تتعامل مع هذا الملف السوري، على حماية الدولة السورية بمؤسساتها والتى بدأت تقع بأيدى جماعات إرهابية مثل "داعش"، بالإضافة إلى دعمها للخيار السياسى وأن يقرر الشعب السورى مصيره بنفسه"، مشيرًا إلى أن الحلول العسكرية للصراع السورى يعقده ولا يسهم فى علاجه، ويتجلى ذلك بوضوح عبر السنوات الخمس للأزمة".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل