المحتوى الرئيسى

دا سيلفا.. قصة «نصير المحرومين» الذى أنقذ 20 مليون برازيلي من الفقر

10/17 20:26

عشش يسكنها الكثير من الأناس، يتقاسمون لقمة العيش بالرضا أو بالسطو، شدة الفقر التي كانت تعاني منها أكثر مدن البرازيل جعلتها من أكثر الدول فقرًا، يعيش قاطنوها في مستنقعات بين الأوبئة يصارعون الحياة التي جعلت منهم وحوشًا رابضة لا يعنيها سوى العيش، وفي غضون 8 سنوات استطاع رئيس البرازيل الخامس والثلاثين "لويس إيناسيو لولا دا سيلفا" انتشال البلاد من مهب الفقر والقضاء على نسبة كبيرة منه.

تجربة ناجحة، جعلت من البرازيل قوة اقتصادية كبيرة وسط فطاحل الاقتصاد العالمي بفضل "نصير المحرومين"، كما أطلق عليه شعبه، في غضون الفقر عاش "دا سيلفا" طفولة قاسية في أحلك المدن فقرًا، هجرهم والده إلى العاصمة التجارية، وظل يعيش رفقة والدته وأخواته، وبعدما اشتد عليهم الجوع نزحوا يبحثون عن عائلهم، لكن الرحلة كانت أشد قسوة، حيث وجد والده تزوج من أخرى وتركهم، وفي غرفة صغيرة في منطقة فقيرة من المدينة حاولت والدته تربية صغارها وسط الحياة الصاخبة التي تعاني البلطجة والفقر معًا.

إطعام سبعة أفواه مهمة شاقة على سيدة وحيدة تعيش في ذلك المستنقع، وهو ما جعل "داسيلفا" يترك تعليمه لفترة والعمل لمساعدة والدته، خسر إصبعه الصغير في يده اليسرى في حادث أثناء العمل في مصنع قطع غيار للسيارات، ذلك الأمر  دفعه للمشاركة في اتحاد نقابات العمال ليدافع عن حقوقه وحقوق زملائه، حادث صغير جعل الثورة تنبض في عروقة ورفضه للظلم الذي يعيش فيه هو، والكثيرون ممن أنهكهم الفقر وساءهم الشعور بعدم الأمان بسسب انتشار البلطجة.

دخل معترك الحياة السياسية في أوائل العشرينيات من عمره بعدما أسس أول حزب عمالى عام 1980 برفقة العديد من المثقفين والسياسيين، وهو حزب "دوس ترابالهادوريس" أو حزب العمال، وهو حزب يساري ينتمي للأفكار التقدمية التي تفجرت في خضم الديكتاتورية العسكرية في البرازيل، لكنه اعتقل في العام نفسه لمدة شهر بسبب الإضرابات التي قامت بها النقابة العمالية وأثارت البلبلة في البلاد بعدما التفت فئة العمال حوله.

ثلاث مرات يفشل فيها "داسيلفا" في الحصول على مقعد الرئاسة، إلى أن انتخب رئيسا للجمهورية في أكتوبر 2002، بعد حصوله على أكثر من 51 مليون صوت أي 62% ليصبح أول رئيس يساري ينتخب منذ إنشاء جمهورية البرازيل.

اعتلى "داسيلفا" عرش البرازيل التي كانت تعاني شدة الفقر ويعيش معظم سكانها تحت خط الفقر، بينما تنتشر البلطجة وتتحكم الأمراض في مصير الكثير من هؤلاء السكان الأكثر بؤسًا.

أنقذ بلاده من السقوط في الهاوية، وفي غضون سنوات قليلة أصبحت بلاده في المرتبة الثامنة بين اقتصاديات العالم، حسب تقديرات صندوق النقد الدولي، حيث أصبحت البلد تتمتع بفائض 200 مليون دولار، واستطاعت الحكومة إنقاذ 20 مليون شخص من الفقر، وتحسنت الأوضاع الاجتماعية لثمانية ملايين أسرة فقيرة تم تحسين دخلهم على الرغم من انهيار البورصة آنذاك.

لم يكن لديه الخبرة الأكاديمية الكافية التي تصل اقتصاد بلاده إلى هذا الحد من النماء، ولكن شعوره بحياه الفقر والفقراء جعله يتبنى خطة اقتصادية غيرت مسار الحياه في بلاده، بتنفيذ برنامج للتقشف وفقا لخطة متبعة لصندوق النقد الدولي بهدف سد عجز الموازنة والقضاء على أزمة الثقة في اقتصاد البرازيل عالميًا، وبعدما تم اتباع تلك الخطة، تلقت البرازيل نحو ٢٠٠ مليار دولار استثمارات مباشرة من عام ٢٠٠٤ إلى ٢٠١١، كما عاد نحو ٢ مليون مهاجر برازيلى إلى بلادهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل