المحتوى الرئيسى

آخرها واقعة "قميص النوم".. غاب القانون فلجأ الناس لـ"التجريس"

10/17 14:42

في شهر رمضان الماضي أجبرت عائلة "اللاهوني" بالفيوم، أحد أفراد "أبو شتاف" على ارتداء ملابس زوجته، وطافوا به أرجاء القرية، عقابًا له على نشر صور فاضحة لها على موقع "فيس بوك".

ورغم انتهاء الأزمة بين العائلتين- وقتئذٍ- بالتصالح، إلا أن عائلة "أبو شتاف" أضمرت الثأر، واختطفت، مساء أمس الأحد، "شيخ البلد" الذي ينتمي لعائلة "اللاهوني"، وأجبروه على ارتداء "قميص نوم أحمر"، طافوا به القرية.

ولم تكتف عائلة "أبو شتاف" بذلك، بل صوروا "شيخ البلد"، ونشروا مقطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي؛ ما استدعى تدخل أجهزة الأمن لفرض سيطرتها على القرية التابعة لمركز يوسف الصديق؛ خوفًا من حدوث اشتباكات بين العائلتين.

المشهد الأخير أعاد إلى الأذهان مقطع الفيديو الذي انتشر على "فيسبوك" في يوليو الماضي، لإحدى الجلسات "العرفية" بمركز "بيلا" بكفر الشيخ، وتظهر فيها "فتاة" وهي تضرب 3 شباب بـ"الشبشب"؛ انتقامًا منهم على "التشهير" بها، ونشر صورها على موقع التواصل الاجتماعي.

لماذا يلجأ الأهالي إلى "الجلسات العرفية"، و"التجريس" بدلًا من الاحتكام إلى القانون؟ وما خطورة ذلك؟

عقوبة فورية رادعة الكاتب الصحفي، عباس الطرابيلي، قال إن أصل "التجريس" كان مرتبطًا بوظيفة "المحتسب"، ويعينه الخليفة أو الوالي، ومهمته مراقبة الأسواق، والتحقيق مع التجار المتلاعبين بالموازيين، وأسعار السلع، فإذا تأكد من التهمة، يوضع التاجر فوق "حمار أو بغل" بالمقلوب ويتجمع الصبية والأطفال حوله وهم يدقون الطبول، أو يخبطون "الأجراس"؛ عقابًا على ما ارتكبه في حق المشترين؛ فيفقد التاجر شرفه وسمعته.

الطرابيلي أوضح أن "التجريس" كانت عقوبة "فورية، ناجزة، رادعة لأي مخالف"، مرجعًا إقدام الناس على تنفيذ هذه العقوبة بأيديهم، إلى طول إجراءات التحقيق والتقاضي، التي قد تستمر أعوامًا، يكون الأهالي نسوا الجريمة نفسها.

أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، الدكتور محمد المهدي، يري أن انتقام الناس لأنفسهم، أو لذويهم، "يشفي غليلهم"، إلا أنه حذر من خطورة هذا الأمر، موضحًا أنه يترك أثرًا نفسيًا سيئًا في نفس "الجاني"، وقد يدفعه إلى الانتقام مجددًا من الضحية.

وقال المهدي إن "التجريس" يعود بشكل تدريجي إلى مجتمعنا، بعيدًا عن النطاق الشرعي أو القانوني، وإنما في شكل الجريمة والانتقام النفسي والجسدي، عازيًا ذلك إلى إهمال الثقافة، وانهيار التعليم والأخلاق المجتمعية، ووجود تقصير أمني، والتراخي في تطبيق القانون، إضافة إلى تسليط الدراما على بعض السلوكيات الخاطئة، التي تدعو إلى انتقام الشخص لنفسه ولذويه، بعيدًا عن القانون، كما فعل الفنان محمد رمضان في أحد أعماله التليفزيونية.

Comments

عاجل