المحتوى الرئيسى

مؤتمر بالدوحة يبحث تأثير الحروب والصراعات على الأسرة

10/17 14:14

ألقى مؤتمر "تأثير الحروب والصراعات على الأسر العربية" الذي نظمه معهد الدوحة الدولي للأسرة في يومه الأول اليوم الاثنين، الضوء على المشكلات التي تحيط بالأسر جراء النزاعات، وما يترتب عنها من آثار نفسية واجتماعية، وذلك بحضور عدد من الباحثين والمختصين.

وخلال اليومين (الاثنين والثلاثاء) تناقش جلسات المؤتمر عدة محاور، منها "تكوين الأسر وتفككها" و"الآثار الاقتصادية والاجتماعية" و"الأثار الصحية" في ظل الحروب والصراعات.

ويأمل المؤتمر في أن يقدم المشاركون من  علماء الاجتماع وصانعي السياسات والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، عبر التفاعل وتبادل الآراء في تقديم أفضل الإستراتيجيات والممارسات التي يمكن اتباعها في مجال حماية الأسرة.

واتفق المشاركون على أن ما تعيشه المنطقة العربية من نزاعات مسلحة وحروب مستعرة منذ سنوات انعكست بشكل سلبي على استقرار ملايين الأسر وقلبت حياتهم رأسا على عقب، مشيرين إلى أن هذه التغيرات لها آثار قريبة المدى وأخرى بعيدة المدى.

ولم تخل التدخلات من الحديث عن تجارب شخصية وتجارب مؤثرة لأطفال أو نساء أو شبان، غيّرت الحرب مسار حياتهم ليجدوا أنفسهم يضطلعون بأدوار أخرى في أسرهم.

وقالت المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة نور المالكي الجهني، إن موضوع المؤتمر فرض نفسه بسبب ما تشهده الدول العربية من نزاعات مسلحة أحرقت الأخضر واليابس وهجرت الملايين ودمرت مدنا عديدة وأهدرت ما حققته عديد الدول من تنمية.

وبيّنت أن تأثير الحروب على النساء كبير جدا، خاصة وأنهن غالبا ما يكنّ هدفا لعنف ممنهج، مؤكدة أن المجتمعات ضعيفة بضعف الأسرة وقوية بقوتها.

وعلى الرغم من إقرارا الجهني بأنه لا يمكن رصد التأثيرات بدقة قبل أن تضع الحرب أوزارها، إلا أنها أكدت أهمية الاهتمام بالبحوث العلمية لتشخيص التأثيرات وللعمل على الحد منها.

من جهته بدأ المدير الإقليمي بصندوق الأمم المتحدة للسكان -المكتب الإقليمي للدول العربية- الدكتور لؤي شبانة، بالحديث عما أسماها مفارقة الأرقام في العالم العربي، قائلا إن عدد سكان الوطن العربي يشكل 6% فقط من سكان العالم، إلا أن نسبة اللاجئين العرب تشكل 50% من نسبة اللاجئين في العالم، و46% من نسبة النازحين داخل بلدانهم.

وتحدّث شبانة عن تأثيرات مباشرة على الأسر التي تضررت جراء النزاعات أبرزها "تغيير على تركيب الأسرة والأدوار داخلها من خلال النزوح أو الهجرة، وضعف القدرة على مقاومة الصدمات،و زيادة عدد  الوفيات جاء الانتقال من مكان لآخر، وضعف الوصول للخدمات الأساسية الضرورية، وزيادة العنف ضد النساء وازدياد بعض المظاهر السلبية الزواج المبكر والاتجار بالبشر".

وبيّن أن الأسر المتضررة تلجأ  للتعايش مع الأزمات لكنها قد تعيد انتاج مشكلات أكبر من خلال إعادة الزواج المبكر على سبيل المثال.

وأثار المشاركون عبر مداخلاتهم التحديات التي تواجه أفراد الأسر للقيام بأدوارهم الوظيفية، في الوقت الذي يجبرون فيه على التخلي على شبكة علاقاتهم الاجتماعية، وتأثيرات ذلك.

وفي هذا السياق قالت المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لجامعة الدول العربية للشؤون الإنسانية، الشيخة حصة بنت خليفة آلِ ثاني، إن  الأسر التي اقتلعت من بلدانها  ومحيطها  يعاني أفرادها اضطرابات ما بعد الصدمة، مشيرة إلى أنها لمست ذلك خلال زيارات ميدانية للاجئين عبر أغلبهم عن قلقه الناجم من حالة عدم اليقين عن حياتهم، وخوفهم عن المستقل.

وبيّنت أنه نتيجة لهذه الحروب تفككت بنية الأسرة، وتضرر كل فرد بشكل متفاوت، معتبرة أن الوزر الأكبر للضرر يتحمله الأطفال الذين فقد كثير منهم الأمان العاطفي.

وذكرت الشيخة حصة أن الأسر التي تعاني تبعات الحروب، أصبحت مختلة، وهذا الإخلال يشمل الثقافة والتقاليد أسلوب الحياة، كما يشمل أدوار الحياة الأسرية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل