"قميص نوم الأسطورة".. حينما يحكم قانون الغابة

حينما يتحكم قانون الغابة ويحل مكان القوانين الحاكمة لجميع فئات المجتمع بفضل قوة الدولة وهيبتها النابعة من دستورها فلا ننتظر أن يوجد هناك عدالة أو إحكام للجرائم ومنها تطبيقا للمثل الذي يقول من أمن العقوبة أساء الأدب.

الواقعة التي وقعت فجر اليوم بمحافظة الفيوم, جسدت بكل ما فيها المعاني السابقة فقد أقدم بعض أفراد عائلة أبو شناف بمركز يوسف الصديق بالفيوم، على خطف شيخ البلد وابن عمه، من عائلة الخواجات وخلعوا ملابسهما وأجبروهما على ارتداء قمصان نوم حريمى، وطافوا بهما وسط شوارع قريتى حمزاوى وشعلان، في مشهد خطير ينذر بكارثة ويبعث برسالة سلبية بأن قانون العضلات هو السائد بعيدًا عن سطوة الدولة وقوتها في تطبيق القانون بحزم.

ما حدث لم يكن وليد اللحظة فقد سبق وتكررت هذه الجريمة في رمضان الماضي وجاءت هذه الحادثة ردًا عليها بديلاً عن القانون وذلك عندما قام بعض أفراد عائلة اللاهونى في 27 رمضان الماضي بخطف أحد أفراد عائلة أبو شناف وألبسه قميص نوم وطاف به أيضًا شوارع القرية.

وتبين أن المشاجرة وقعت إثر خلافات زوجية، لقيام الأول بتصوير زوجته فى أوضاع مخلة، ونشرها على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، وتعدى والد وأشقاء زوجته، عليه، وتجريده من ملابسه، وإرغامه على ارتداء ملابس نسائية، وطافوا به أحد شوارع قرية الخواجات.

فيديوهات وصور ما حدث في إحدى مراكز محافظة الفيوم انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي بسرعة الأمر الذي أثار النزعة والقبلية لدى أسر وأفراد هذه العائلات فقد جاء غياب الحساب الرادع لمثل هذه الأفعال التي تكررت أكثر من مرة ليكون تربة خصبة لمثل هذه الأفعال التي تقضي على الأخضر واليابس وتنظر بخطر وشيك قد يترتب عليه أحداث لم يحمد عقباها.

بطولة هذا الحوادث كان مسلسل "الأسطورة"، الذي قام ببطولته الفنان "محمد رمضان" ومثل فيه دور ناصر الدسوقي وانتقم فيه لزوجته "شهد" من أحد جيرانها وهو مرسى، عندما سرب صورها وهى بقميص النوم، فقام بضربه فى الشارع أمام الجيران وألبسه نفس قميص النوم الذي سربه.

حادثة الفيوم لم تكن نموذجا فريدًا فقد تكررت واقعة قميص النوم في عدد من المحافظات ومنها على سبيل المثال عندما استدرجت ربة منزل بحلوان في شهر يوليو الماضي بمساعدة أصدقاء زوجها المحكوم عليه بالسجن المؤبد لاتهامه في إحدى القضايا، شقيق زوجها الميكانيكي واعتدوا عليه وأجبروه علي ارتداء "قميص نوم" والسير في المنطقة وقاموا بتصويره فيديو وبثه على مواقع التواصل الاجتماعي.