المحتوى الرئيسى

اعترافات صلاح قبضايا كما دونها بنفسه | المصري اليوم

10/17 11:31

خلف شاشة ليست بالصغيرة، كان يجلس صلاح قبضايا، ليُعيد الحياة إلى الأوراق الصفراء، يقلب أوراقُا صفراء ثم يتصل ويكتب، هكذا جاءت الجُمل الأولى في مذكرات الكاتب الصحفي، صلاح قبضايا، التلميذ النجيب في بلاط مؤسسة «أخبار اليوم»، وأقدم محرر عسكري في الصحافة المصرية.

في مُفتتح اعترافات «قبضايا» الصحفية، والتى شملت 120 مقالا كتبها الراحل، تقول ابنتهُ «هبة»: «لم يكُن والدي يرغب في تدوين هذه المذكرات غير أنّ تلامذته وبعض رفاقه ألحوا عليه، وظل مترددًا في الكتابة إلى أن جاء يوم وقراره في رأسه قد اختمر، اخرج أوراقًا كثيرة لازلتُ اذكر عندما كُنت طفلة صغيرة أنه كان حريصًا على حفظها والانتقال بها كلما حطّت بنا راحلة الأسفار في بلد من البلاد».

يستهلّ صلاح قبضايا مذكراته، بالحديث عن ذكرياته الدافئة على شاطئ بورسعيد، وتحديدًا عندما سجّل إعجابه بالفتاة اليهودية التي أحبها عن ظهر قلب، كما ذكرها قائلاً: «ميمي اليهودية».

ويحكي في الفصل الثاني عن نكهة الحياة قديمًا بدون إذاعة، كان جهاز الراديو مصنوعًا من الخشب، بني اللون، وبداخله عدد كبير من اللمبات، مختلفة الأشكال والألوان، ويرقد على الأرض، فيما يحتل مساحة كبيرة من أكبر غرف البيت، وهي «غرفة السفرة»، ذات الرخام الملون، ودولاب ملىء بالفضيات، لكن جهاز الراديو كان أهم ما نملُكه، كما يقول، خاصةً مساء يوم الخميس، وهو موعد حفل أم كلثوم الذي يُذاع على الهواء مباشرة.

يتحدّث «قبضايا» عن المدرسة الابتدائية في بورسعيد، وكيف رأى سيارة حمراء، ظهر من خلفها الملك فاروق، وكما رأى فاروق وهو صغيرًا، جاء موعده مع أول مقابلة مع الرئيس الراحل، محمد أنور السادات، عندّما كان يُقيم في «كابينة» المحافظ على الشاطئ، فقرر أن يجري حوارًا صحفيًا معه، لصالح جريدة «خيالية».

وأمام «الكابينة»، وقف «قبضايا» قائلاً: «أنا صحفى من بورسعيد، وعندما رأنى السادات سألته عن مستقبله، كمّا طلب مني الالتحاق بكلية جديدة، تُدعى كلية الصحافة».

يسرد «قبضايا» ذكريات سنوات مراهقته الأولى، حينما أُعجب بغانية كانت تتردد على كازينو «شهرزاد» في الجيزة، المُلاصق لسينما «شهرزاد» الصيفي.

يتحدث عن سنواته الدراسية، طالبًا بقسم «الصحافة»، بكلية الآداب، وتعثُره في أولى محاولاته الكتابية، عندما أرسل خطابًا إلى مجلة «آخر ساعة»، وحصل بعدها على جنيه مقابل ما كتب، تحت شعار وضعته المجلة لتشجيع الشباب: «أنت تكتب واحنا ندفع».

وعن سنوات احتراف الصحافة الأولى في مؤسسة «أخبار اليوم»، يقول «قبضايا»: «بدأت رحلة الاحتراف، يوم تصدى على أمين، للدفاع عنا في مواجهة الحملة الشرسة التي تعرضنا لها من كِبار المحررين، والذين لا يتمتعون بموهبة صحفية»، مرورًا بإجرائه حوارات «تصادمية» مع المشرفين، بعد أن أصبح مشرفًا على أقسام التحقيقات في جريدة «الأخبار».

لم تقتصر مذكرات «قبضايا» الحيّة، على دوره كصحفي، بل امتدت لتشمل دوره كشاهد عيان على كثير من الأحداث، أهمها ما حدث في مصر، في منتصف شهر مايو 1967، وانتخابات مجلس الشعب التي جرت في نفس العام.

يحكي «قبضايا» عن سنوات تدريس الصحافة، بجانب عملهُ كصحفى، كما يقول: «كان الصديق سعيد إسماعيل يقوم بتدريس مادة الإخراج الصحفي لطلبة قسم صحافة في سوهاج، وأخبرني برغبة الكلية في قيامي بالتدريس أيضًا».

كما خصص «قبضايا» جزءًا من اعترافاته الصحفية، للحديث عن عدد من اللقاءات الصحفية «المُثيرة» التي قام بها، بدءً من لقاء الشيخ عبدالعزيز بن باز، وهو من كان يرأس كل أجهزة الفتوى والشريعة في المملكة العربية السعودية، حتى أنه وصف بـ «أقوى شخصية» في المملكة، ومرورًا باستبعاده من لقاء الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، أثناء احتفالات العراق بالعيد القومي.

Comments

عاجل