المحتوى الرئيسى

من هنا وهناك

10/17 00:36

مثلما في كل حدث إعلامي، أمس ايضا فور العملية، دعا المفتش العام للشرطة روني ألشيخ الى العودة الى الحياة العادية. لعل هذا صحيح بالنسبة للمواطنين ولكنه ليس كذلك لقوات الامن التي يتعين عليها ان ترى في العملية حدثا استثنائيا يخرج عن سياق عمليات المخربين الافراد الذين يهاجمون منذ نحو سنة. حتى لو تبين في نهاية المطاف أن المخرّب نفذ العملية وحده وليس في إطار تنظيم ارهابي، لا يزال الحدث القاسي في القدس أمس، والذي أطلق فيه مخرب النار في مواقع عدة بسلاح ناري، يعود للجيش الاسرائيلي، هو قفزة درجة. إذ بدت واضحة امس، جسارة مقلقة في تنفيذ العملية نفسها وما بعدها ايضا، عندما تبين حجم الاسناد الذي ناله من سكان المدينة ممن خرجوا الى الشوارع وأخلّوا بالنظام.

فالاحتفالات الجماهيرية خارج منزل المخرب في نطاق العاصمة تعزز التقدير بأن هذا الحدث من شأنه ان يشعل شيئا ما آخر في القدس وينقل العاصمة من عمليات السكاكين الى عمليات السلاح الناري.

قرار بنيامين نتنياهو الانضمام الى المقاطعة التي بادر اليها وزير الدفاع افيغدور ليبرمان ورئيس الائتلاف النائب دافيد بيتان على أعضاء القائمة المشتركة، احتجاجا على تغيبهم عن جنازة بيريز، هو عار لرئيس الوزراء وللديموقراطية الاسرائيلية. فلا تماثل بين عمل احتجاجي من الاقلية تجاه الاغلبية وبين ذاك من الاغلبية تجاه الاقلية، ناهيك عن أن فكرة أن هناك واجباً ما لحضور هذه الجنازة أو غيرها مرفوضة من اساسها. لقد حدد المواطنون العرب كأعداء نتنياهو وحكم اليمين منذ يوم الانتخابات، حين حذر الجمهور اليهودي من خطر ممارسة حقهم في الاقتراع. وحتى بعد العملية في ديزنغوف لم يتردد نتنياهو في استغلال الحدث، كي يحرض ضد الجمهور العربي. «لست مستعدا لان اقبل دولتين في اسرائيل. دولة قانون باغلبية المواطنين، ودولة داخل دولة لجزء من مواطنيها»، قال في بث حي من ساحة اطلاق النار. وقبل نحو اسبوعين، في خطاب»التطهير العرقي» شبه بين وجود المواطنين العرب ووجود المستوطنين في الدولة الفلسطينية الموهومة.

الكل يرفعون الان عيونهم وآمالهم لانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة. فلعله من الحكم الجديد في البيت الابيض ستأتي البشرى؟ حتى الان تصرفت الولايات المتحدة حسب المبدأ الاسرائيلي في العلاقات التي كانت لنا ذات مرة مع المسيحيين في لبنان ـ الى أن جاء مناحيم بيغن، ارييل شارون ورفائيل ايتان ـ سنساعدكم على المس بكم. الاميركيون يساعدوننا في المجال العسكري، وبدونهم كنا سنأتي. ولكن مثلما يبدو هذا اليوم، فلا هيلاري كلينتون ولا دونالد ترامب سيضربان الطاولة ويكسران الرؤوس العنيدة للطرفين. في هذه الاثناء صافرة تهدئة في المناطق. يمكن الانتقال الى الاستراحة من هذه الناحية.

الصراع على المكانة بين روسيا والولايات المتحدة فيه من هو منتصر، كما يبدو. ليس الحديث عن الرئيس الروسي فلادمير بوتين. صحيح أنه نجح في الوقت الذي فشل فيه زعماء روسيا الذين سبقوه على مدى مئة عام، في تقزيم مكانة الولايات المتحدة وإبعادها عن طموحاتها في الشرق الاوسط. إلا أن الصراع بين بوتين وأوباما وكل من سيأتي بدلا منه، ما زال بعيدا عن النهاية. وبوتين ايضا، رغم القوة التي يحاول اظهارها، لديه قيوده الخاصة. إن الرابح من الخلافات الروسية ـ الأميركية هي ايران التي تسير بهدوء من اجل أخذ مكانها وتأثيرها الذي يمتد من طهـران حتى شواطئ البحر المتوسط.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل