المحتوى الرئيسى

4- 6 فى الأزمة المصرية السعودية

10/16 19:13

اعتمدت كل من مصر والسعودية، فى الأزمة السياسية الأخيرة، التى حدثت بين البلدين على خلفية تصويت مصر فى مجلس الأمن لصالح المشروع الروسى أمام الأمم المتحدة، على العديد من الأوراق من أجل ضغط كل منهما على الآخر لكسب المعركة.

"المصريون" ترصد فى هذا التقرير أهم أوراق الضغط من الجانبين..

فى نفس السياق، استخدمت المملكة العربية السعودية بعض الأوراق الاقتصادية والسياسية والتى من شأنها تغيير قرارات مصر، بدأتها بإعلان شركة أرامكو الحكومية، يوم الاثنين الماضى عن وقف إمداد مصر بشحنات بترولية، حيث يشكل هذا القرار ضغطًا صعبًا على  النظام فى مصر ومعاناة البلاد من نقص حاد فى الدولار وزيادة المتأخرات المستحقة لشركات إنتاج النفط لأجنبية لدى الحكومة.

فيما طالب سياسيون وإعلاميون سعوديون، بوقف استثمارات المملكة فى مصر، حيث تعد السعودية ثانى أكبر مستثمر فى الاقتصاد المصرى بحجم استثمارات يقدر بنحو ستة مليارات دولار.

 وأشارت تقارير صحفية، إلى إلغاء بعض الاستثمارات السعودية فى مصر بالفعل، ضمن خطة المملكة لتقليص عجز الموازنة من بينها مشروعات عملاقة على ساحل البحر الأحمر.

وفى اليوم التالى مباشرة لإعلان السعودية وقف إمداد مصر بالنفط، وقعت شركة "أرامكو" السعودية مذكرات تفاهم مع تركيا، الخصم الأول للنظام المصري، لتسهيل عمل الشركات التركية بالسوق السعودية.

وأعلنت الرياض، استضافة اجتماع بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى ووزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو يوم الخميس، لبحث تعزيز التعاون الاقتصادى والسياسى بين الجانبين.

وبعد تصاعد الأزمة بين البلدين، أصبح مصير نحو مليونى مصرى يعملون فى السعودية، فى مهب الريح، حيث أبدى عاملون فى المملكة، خوفهم من أن تقوم الرياض بترحيلهم انتقامًا من النظام المصري.

 وكشفت وسائل إعلام سعودية، عن أن المملكة تدرس حاليًا، تقليل نسبة العمالة الوافدة إلى أراضيها فى إطار محاربة البطالة، بترحيل من تتجاوز أعمارهم الـ40 عامًا، وهو القرار الذى سيضر بشكل كبير بالعمالة المصرية.

ويقول مراقبون، إن الاقتصاد المصرى متدهور بشكل كبير ما يجعله غير قادر على تحمل المزيد من الضغوط التى سيشكلها مثل هذا القرار، حيث يعانى ارتفاعًا فى نسبة البطالة ونقصًا فى العملة الصعبة التى تمثل تحويلات المصريين فى الخارج أهم مصادرها، وتعد السعودية أكبر دولة تستضيف المصريين.

تمثل الودائع السعودية فى البنك المركزى المصري، أداة ضغط قوية على الاقتصاد المصري، حيث ضخت المملكة مليارات الدولارات فى شكل قروض وودائع واستثمارات منذ يوليو 2013.

 وترددت أنباء عن تمديد السعودية لوديعة بمليارى دولار، كانت مصر قد اتفقت عليها مع المملكة، لتساعدها فى الحصول على قرض من صندوق النقد الدولى قدره 12 مليار دولار.

 وتواجه مصر صعوبات فى إبرام الاتفاق مع صندوق النقد، الذى اشترط حصول القاهرة أولاً على ستة مليارات دولار كقروض وودائع، كانت السعودية المرشحة الأقوى لتوفيرها.

منع اعتماد رحلات الطيران المصرية

وامتنعت السلطات السعودية، عن اعتماد جداول خطوط الطيران، التى أرسلتها شركات الطيران المصرية، لتشغيل رحلات بين المدن المصرية والسعودية خلال الموسم الشتوى المقبل، الذى يبدأ نهاية أكتوبر الجاري.

 وأوضح يسرى عبد الوهاب، رئيس اتحاد النقل الجوى المصري، فى تصريحات صحفية، أن الشركات المصرية ستتكبد خسائر فادحة لأنها لن تتمكن من تسويق رحلاتها للسعودية قبل اعتماد "جداول الطيران" التى تحدد عدد الرحلات وتوقيتاتها.

رد مصر على الضغط السعودى..

فى الوقت الذى تزداد فيه المسافات بعدًا بين مصر والسعودية، أظهرت مصر تقاربًا واضحًا مع إيران التى تعد العدو الأكبر للمملكة، فى المجالات الاقتصادية والثقافية، حيث صرحت العديد من الوسائل الإعلام المحسوبة على النظام السياسى الحالي، إن طهران عرضت على القاهرة إمدادها بالنفط عوضًا عن الشحنات السعودية المتوقفة.

وهذا ما أكده الإعلامى سيد علي، من أن إيران مستعدة لإرسال 10 ملايين حاج لزيارة المزارات الشيعية الموجودة فى مصر سنويًا.

 كما أعلنت وكالة "فارس" الإيرانية الحكومية منذ أيام عن قيام مصر بعرض فيلم سينمائى من إنتاج الحرس الثورى الإيرانى يروج لقائد فيلق القدس "قاسم سليماني" فى دور عرض بالقاهرة والإسكندرية.

ودشن عدد من الإعلاميين المصريين، حملة لمقاطعة العمرة دعمًا للاقتصاد المصري، كان أبرزهم الإعلامى خالد صلاح؛ وذلك بحجة توفير نحو ستة مليارات دولار للبلاد فى ظل نقص العملة الصعبة، واعتراضًا على رسوم التأشيرة التى فرضتها السعودية وقدرها 2000 ريال على كل حاج أو معتمر يؤدى المناسك للمرة الثانية .

وتزامن التوتر بين مصر والسعودية، مع تعاون عسكرى بين القاهرة وموسكو، حيث ستبدأ السبت المقبل مناورة عسكرية كبرى بين الجيشين المصرى والروسى فى مدينة العلمين على البحر المتوسط تحمل اسم "حماة الصداقة" فى ظل خلاف شديد بين الرياض وموسكو حول الملف السوري.

وستشهد هذه التدريب اشتراك وحدات من النخبة ووحدات المظلات وإسقاط لمدرعات من طائرات فى تأكيد على زيادة التعاون المصرى مع روسيا، التى استوردت منها معدات حربية ومحطة للطاقة النووية.

التأخر فى تسليم تيران وصنافير

وتعمدت الحكومة المصرية، المماطلة فى تسليم جزيرتى تيران وصنافير المصريتين للسعودية، وتحججت بحكم قضائى صدر مؤخرًا يرفض التنازل عنهما للمملكة.

قال الدكتور أحمد دراج أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ما فعله النظام المصرى مؤخرًا فى مجلس الأمن وأثار غضب السعودية يوضح حقيقة ما تم تسريبه مسبقًا فى طمع النظام الحالى فى مصر فى أموال الخليج وخاصة السعودية وعندما شحت هذه الأموال بدأ يلجأ إلى غيره فى إشارة إلى التسريبات التى بثتها قناة مكملين المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل