المحتوى الرئيسى

"الوفد" تنفرد بنشر مذكرة الطعن على حكم إعدام 11 في "مذبحة بورسعيد"

10/16 16:33

تنظر محكمة النقض ، يوم الإثنين الموافق 17 أكتوبر ، الطعون المٌقدمة من المحكوم عليهم في القضية المعروفة بـ"مذبحة ستاد بروسعيد ، والتي راح ضحيتها 72 من جمهور النادي الأهلي .

وكانت محكمة جنايات بورسعيد ، في ثاني درجات التقاضي بالقضية التي شغلت إهتمام العامة في مصر ، قد قضت في التاسع من يونيو من العام الماضي بإعدام 11 متهماً و تبرأة 20 ، وقضت بعقوبات تراوحت بين الحبس لسنة و السجن المشدد لخمسة عشر عاماً على الباقيين .

وتنفرد "الوفد" ، بنشر  نسخة من مذكرة النقض التي أعدها المحامي بالنقض أشرف العزبي ، عضو الدفاع عن المتهمين و المستشار القانوني للنادي المصري..

أوردت مذكرة الطعن ، أسماء المتهمين المٌدانين في الحٌكم المٌشار اليه ، وهم كلاً من السيد محمد رفعت الدنف ، و محمد محمد رشاد محمد علي قوطة و محمد السيد السيد مصطفى و السيد محمود خلف أبو زيد و خالد حسن أحمد صديق و محمد عادل محمد شحاتة ، فضلاً عن المتهمين أحمد فتحي أحمد علي مزروع و هشام البدري محمد محيي الدين و محمد مجدي البدري محمد محييى الدين و محمد محمود أحمد البغدادي و محمد الداودي الداودي حجازي و محمد محسن حسني محمد جبر .

وضمت أسماء المتهمين كذلك ، أسماء كلاً   فؤاد أحمد التابعي محمد و محمد محمد محمود عويضة و أحمد سعيد عبد الحي منسي و إبراهيم منتصر العايق و أحمد الجرايحي كامل عبد الكريم عبد الله و طارق العربي سليمان و محمد شعبان محمد حسنين و عمرو نصر الدين السيد و يوسف شعبان محمد حسنين و محمد حسني عبد المنعم حسن الخياط و أحمد عادل محمد أبو العلا و أحمد عوض عبد اللاه حسنين و محمد محمد عثمان محمد حسن و كريم مصطفى علي حسن أبو طالب و إبراهيم العربي سليمان و ناصر سمير أحمد عبد= الموجود و محمد حسن عبد الحميد حسن و علي حسن عبد الرحمن إبراهيم .

إضافة لكلاً من حسن محمد حسن المجدي و محمد السيد حسن أحمد حسن و عبد الرحمن محمد محمد أبو زيد و محمد حسين محمود علي عطية و أحمد رضا محمد أحمد و أحمد محمد عبد الرحمن النجدي و طارق عبد اللاه عسران علي علي و عبد العظيم غريب عبده هلهول ومحسن محمد حسين الشريف و وائل يوسف عبد القادر محمد و محمد دسوقي محمد دسوقي .

وانتقلت مذكرة النقض ، بعد سرد الوقائع المسندة للمتهمين ، والأحكام الصادرة بالقضية في أولى وثاني درجات المحاكمة ، لشرح أسباب طعنهم على الحكم المُشار اليه ، والصادر من محكمة جنايات بورسغيد ، في القضية التي حملت رقم 437 لسنة 2012 – جنايات المناخ ، و المٌقيدة برقم 11 لسنة 2012 جنايات كلي بورسعيد .

وإستهلت المذكرة أسبابها بما أسمته "الخطأ في إستخدام القانون" ، واشارت في هذا الصدد بأنه لا مقنع في القول بأن معية الطاعنين في الزمان و المكان وتوافر سبق الإصرار يرتب مسئولية الطاعنين عن جميع الأفعال التي إرتكتبت ، ذلك لأن الطاعنون ينزاعوا بل و ينكروا ويستنكروا الواقعة برمتها ، سواء ما أسند اليهم من أفعال أو ما أقترن بالواقعة من ظرفي سبق الإصرار و الترصد .

ولفتت المذكرة ، الى ان الدفاع بجلسات المحاكمة ، طلب من المحكمة إعمال سلطانها المقرر بالمادة 308 ، من إسباغ الوصف الصحيح الذي له أصل بالأوراق لكل فعل قام عليه دليل قاطع مسند الى كل متهم محدداً بشخصه متوحداً منفرداً أو مع غيره حيث لا تضامن في المسئولية الجنائية و إعمالاً لمبدأ شخصية الجريمة و العقاب .

وإنتقلت مذكرة النقض فيما بعد ، للسبب الثاني من ضمن قائمة أسبابها ، وكان عنوانه "لفساد في الإستدلال" ، معقبةً بأن الحكم الطعين شابه ما أسمته "فساداً في الإستدلال"

وأوضحت المذكرة ، أن لهذا العنوان العريض عدة أوجه ، منها إضطراب صورة الواقعة و عدم إستقرارها في عقيدة المحكمة نتج عنه الآخذ بمتناقضين و تهادم الأسباب و تساقطها ، إضافة للقصور في تحصيل الواقعة على نحو يغاير الثابت بالأوراق ، وقالت في هذا الصدد بأن الحكم الطعين رسم صورة بعيدة تماماً عن حقيقة الواقعة على النحو الثابت بأوراق الدعوى ، ناسخاً ما سطره محضر التحريات و ما ورد بمذكرة النيابة العامة ، وفق تعبير مذكرة النقض .

بلد البالة و العلقة برة

اشارت مذكرة النقض ، الى ان الحكم المطعون عليه ، ذكر في مدوناته بأنه في منتصف الشوط  الثاني رٌفعت لفتة في المدرج الشرقي المخصص لجمهور ألتراس الأهلي مدون عليها عبارة "بلد البالة مجبتش رجالة"وأن تلك أثرت على جمهور النادي المصري مما زادهم إصراراً على تنفيذ مخططهم الإجرامي ، حسب ما يقول الحكم ، فضلاً عن ما أضافه الحكم الطعين بخصوص انه تلاحظ أن عبارات السباب من جمهور النادي المصري كانت غريبة عن مثيلاتها في المباريات السابقة إذ أن كلها كانت تحمل معنى التهديد بالقتل مثل "العلقة برة " .

وردت المذكرة على ذلك ، بالتأكيد على أن الدفاع دفع امام المحكمة ، بإنتفاء نية القتل و إزهاق الروح و عنصري سبق الإصرار و الترصد ، لافتةً بأن الحكم المطعون فيه   وبالرغم من أن العبارات التي نطق بها ليدلل على توافر نية القتل و إزهاق الروح هي بذاتها قاطعة على إنتفاء نية القتل و إزهاق الروح وبالتالي نافية لوجود ظرفي سبق الإصرار و الترصد ، وفق رأي المذكرة .

وتابعت موضحة فكرتها ، بأن عبارة "آثار حفيظة ألتراس المصري" ، هي عبارة شاملة لكل من كان متواجداً  من أبناء بورسعيد وعددهم عشرات الالاف .

وأضافت بأنه وبخصوص لافتة  "بلد البالة مجابتش رجالة" كانت للتأثير على جمهور النادي المصري ما زادهم إصراراً على تنفيذ مخططهم الإجرامي  ، فإنها عبارة تدل على أن ما حدث بالمدرج الشرقي المُخصص لجمهور النادي الأهلي كان من صنيع أشخاص متواجدين بالمدرج الشرقي وسط جماهير النادي الأهلي ، و أن هؤلاء قاموا برفع تلك الافتة لإلقاء الإتهامات على من أيت ناجية المدرج حتى ولو لمجرد المشاهدة و حب الإستطلاع ، واشارت المذكرة بأن ذلك ينفي وجود نية إزهاق الروح لدى المتهمين الطاعنين و ينفي سبق الإصرار و الترصد . 

القصد الجنائي و الطعن بالمطواة

وتابعت المذكرة ، قائلةً بأن جريمة القتل تتميز قانوناً عن غيرها من جرائم التعدي على النفس بعنصر خاص هو أن يقصد الجاني عن إرتكابه الفعل الجنائي إزهاق روح المجني عليه ، وهذا العنصر ذو طابع خاص يختلف عن القصد الجنائي العام الذي يتطلبه القانون في سائر الجرائم ، وهو بطبيعته أمر يبطنه الجاني ويضمره في نفسه .

 وقالت المذكرة في هذا الصدد بأنه مستقر قضائياً ، أنه لا يكفي بذاته إستتعمال سلاح قاتل بطبيعته وتعدد الضربات لثبوت نية القتل ما لم يكشف الحكم عن قيام هذه النية بنفس الجاني ، فإذا كان الحكم المطعون فيه قد ذهب للتدليل على نية القتل و إزهاق الروح الى القول "إن نية القتل متوافرة من إستعمال المتهم لسلاح قاتل بطبيعته هو مطواة ومن إنهياله بالطعنات المتعددة على المجني عليه" فإنه يكون مشوباً بالقصور وفق تعبيرها ، متابعةً بأن ما أثبته الحكم لا يفيد سوى مجرد تعمد المتهم إرتكاب الفعل المادي و هو ضربات المطواة .

مٌدرج الأهلي و اللحظات الأخيرة

وتابعت مذكرة  النقض سرد أفكارها ، بالإشارة الى ان الحكم المطعون عليه غفل – من وجهة نظرها – في سرده للوقائع عن ذكر ما حدث في ستاد بورسعيد في الدقائق الأخيرة من وقت المباراة ، حيث لفتت الى انه وقبيل نهاية المباراة ، إنطلق عدد من جماهير ألتراس الأهلي من مكان تواجد الجماهير بالمدرج الشرقي بعد أن كسروا الباب الفاصل بينهم وبين نهاية المدرج الشرقي من ناحية المدرج البحري الموجود به جمهور المصري و الذي كان خالياً من الجماهير تماماً ، وإنطقوا صوب جمهور المصري المتواجد بالمدرج البحري حاملين الألعاب النارية و الطوب وصوبوا الألعاب النارية و قذفوا الحجارة على جماهير المصري الموجودة بالمدرج البحري – شرقي .

ولفتت المذكرة ، بأن شهود الإثبات من ألتراس أهلاوي شهدوا امام النيابة العامة ، بأن هؤلاء الذي تخطوا الأسوار هم ثلاث من قيادات التراس الأهلي  ، وانه صدر بشأنهم قرار من النيابة العامة بضبطهم و إحضارهم ، ولفتت بأن الدفاع خلال جلسات المحاكمة طلب مثول هؤلاء امام المحكمة لمناقشتهم دون الإستجابة لذلك الطلب .

وقالت المذكرة في هذا الشأن ، بأن الشهود قالوا في التحقيقات بأن لافتة "بلد البالة" صٌنعت و رقفعت بأمر هؤلاء الثلاثة وانه لا تٌرفع لافتة بالمدرج ولا تٌستخدم الألعاب النارية الا بأمرهم .

عبارات مُجهلة وتجاهل مستندات الدفاع

وأوضحت المذكرة أن حكم إدانة المحكمة تجاهل الحفظات والمستندات التي قدمت من جانب دفاع المتهمين، حيث أثبت الدفاع بمستندات رسمية من وزارة الداخلية كذب وتلفيق مجري التحريات.

وجاء في أسباب طعن حكم محكمة جنايات بورسعيد، أن إلى ان المحكمة أستخدمت في أسباب حكمها ألفاظ جمع دون تحديد هوية من هم كذكر "أرحزوا وبدلوا ملابسهم".

وأضافت المذكرة أن المحكمة أستنتجت بعض الاستنتاجات الغير منطقية، كذكر عبارات مجهلة في أسباب الحكم كذكر "أن المتهم من الأول إلى الحادي والستين قد توافرت لديهم نيه الأعتداء والقتل" رغم أن من بينهم من حصل على الإعدام وآخرين حصلوا على أحكام سجن متفاوتة.

كما أستند طلب البراءة المتهمين إلى تضارب أقوال الشهود وتعارضها، حيث ذٌكر في المذكرة أن أقوال الشهود لا ترتقي إلى أن تكون سببًا في الإدانة.

كما دفعت بالكيل ميكالين إلى لمتهمين في موقف واحد.

وجاء في المذكرة أن المحكمة جاء في أسباب حكمها "أقر العديد من المتهمين"، وهي عبارة تتسم بالتجهيل الواضح، وتوصم الحكم المطعون عليه بعيب وخطأ.

فيما يخص تقرير الصفة الشرعية المعد من الدكتور محمد أحمد محمد علي، نائب كبير الأطباء الشرعين، ظهر فيه أنه يقف عند حد السرد فقط، وليس الدخول في التفاصيل، مخالفًا بذلك المادة 310 من قانون الإجراءات، حيث أستقر في أحكام النقض بيان الأدلة التي استندت إليها المحكمة ويجب أن يثبت القاضي الأفعال والمقاصد التي تعد جريمة ويكون واضح ركنيها المادي وعناصره الثلاثة السلوك والنتيجة والعلاقة السبيبة والمعنوي عمدية أم غير عمدية.

وأردفت "وجود تناقض شديد بين أقوال الشهود أمام النيابة العامة وأمام المحكمة، حيث قال أحدهم أمام المحكمة "وكيل النيابة ملاني أقوالي وقالي أقول أن جماهير المصري نزلت الملعب وكان معاهم سلاح وشوم، وقالي لو هدخلك متهم لو مكتبتش الكلام ده".

وقال أخر "أنا مضيت على أقوالي وكان وكيل النيابة بيعدل فيها ويحط الجيم ويحط السين".

وقال الشاهد محمد أحمد مصطفى، أن عدد من المجهولين حملوه ولقوه من أعلى مدرجات الدرجة الثالثة، فيما حضر لشهادته أمام المحكمة دون أي إصابة واقفًا لمدة كبيرة يوصف ما حدث، حيث طلب الدفاع من المحكمة إجراء الكشف الطبي عليه، ألتفتت المحكمة لهذا الطلب.

فيما ذكرت الصحيفة أن المحكمة غفلت بعض الأطراف الهامة في الدعوى، حيث أن أمر الإحالة ذكر أن المتهمين بيتوا النية وعقدوا العزم على إذاء جمهور الأهلي لخلافات سابقة، أي يعني هذا أنها كانت مشاجرة فقط.

Comments

عاجل