المحتوى الرئيسى

"قنابل الغضب الموقوته".. من ضحايا الشنق إلي بوعزيزي الأسكندرية كل الطرق تؤدي إلي الإنتحار..الأزمة الإقتصادية العامل المشترك .. وتحذيرات من تصاعد موجات الغضب الجماعي

10/16 15:11

أحداث مأساوية تنطوي علي معاناة شديدة وحالة من اليأس أضنت الكثير من الكادحين، ربما اختلفت في تفاصيلها، لكن النهاية محتومة وهي الإنتحار إما دهسًا أو حرقًا أو شنقًا، فجميعها أدوات وجد فيها المحبطين مخلصًا لهم من براثن قسوة الحياة اليومية بطريقة لا تقل قسوة ومأساوية.

"أنا مش لاقي أكل حرام عليكم هتولي السيسي".. كلمات صارخة شق بها شاب عشريني سكون المكان- نادي القوات المسلحة بمنطقة سيدي جابر بالأسكندرية- أمس السبت، بعد أن ساقته قدماه من ضيق العيش إلي هناك، لعل يجد من يسمع أنينه ويلتقط شكواه بصدر رحب.

إلا أن توسلات الشاب وصرخاته لم تفلح سوي في جذب إنتباه المارة وإستيقافهم لبضع دقائق، الذين أخذوا يرمقونه بنظرات الشفقة، دفعته إلي الأقدام على إضرام النار في نفسه عبر سكب البنزين على جسده، بعد أن فشل في إيجاد فرصة عمل يقتات منها ما يكفيه ذل السؤال.

وامام محاولة الشاب الإنتحار بهذه الطريقة، حاول المارة إنقاذ حياته ونقله إلي المستشفي الجامعي، حيث يرقد الشاب في حالة خطيرة، مصابًا بحروق بنسبة 90%، وتواصل الأجهزة الطبية إنقاذه".

وذكر عدد من النشطاء أن حادثة الشاب تعيد للأذهان واقعة الشاب التونسي "بوعزيزي" الذي كان حادث إحراق نفسه نقطة إنطلاق ثورة الربيع العربي في تونس، وانطلقت بعد ذلك إلى عدد من البلدان العربية.

ويعتبر الغلاء أحد المشاكل المؤرقة للطبقات المحدودة والمتوسطة بمصر، التي تعاني من أزمة اقتصادية تعترف بها الحكومة المصرية، في تصريحات للرئيس السيسي، ورئيس الوزراء شريف اسماعيل، وتقول إنها تسعى لحلها.

وتأتي تلك الواقعة قبل أيام من دعوات تظاهر دعا لها عدد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم "ثورة الجياع"، والتي تم تحديد موعد 11 من الشهر القادم للقيام بها.

تنتشر دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقطاعات من المصريين خلال الفترة الأخيرة، تطالب بالنزول يوم 11 نوفمبر المقبل، ضد الغلاء، غير أنه لم تتبن جهة معارضة بارزة هذه الدعوة بعد.

وفي أغسطس الماضي شهدت محافظة قنا واحدة من الوقائع الأكثر مآساوية، بعد أن أقدم عامل ذو ال35 عامًا على شنق نفسه داخل منزله بمركز الوقف، بسبب مروره بأزمات اقتصادية دفعته إلى حالة من الاضطراب النفسي بسبب ضيق الحالة المادية وعدم مقدرته على الإنفاق على أسرته.

وبعد أيام هزت واقعة مماثلة مدينة المحلة الكبري بعد أن أقدم حداد علي التخلص من حياته، بشنق نفسه بحبل غسيل في شرفة منزله بمنطقة الرجبي، لعجزه عن توفير علاج ابنه المريض بسرطان الدم.

وفي الشهر نفسه، تداول نشطاء على موقع التدوين المصغر "تويتر"، صورة لانتحار مواطن وسط شارع بمنطقة الشرابية، دون معرفة الأسباب.

كما أقدم عامل على الانتحار بشنق نفسه، لمروره بضائقة مالية، بمنطقة الضواحي محافظة بورسعيد، حيث عثر على "احمد . ع . ح " 45 عاما، جثة هامدة "مشنوقا" داخل منزله، وبسؤال جيرانه، أضافو أنه كان دائما يمر بضائقة مالية، و ليس له أي خلافات مع أحد.

وقبلها بشهرين هزت واقعة إنتحار شخص أربعيني في مركز دشنا بمحافظة قنا الرأي العام، بعد أن أقدم علي الانتحار بوضع عنقه على خطوط السكك الحديدية، بسبب ضائقة مالية شديدة ونتيجة لعجزة عن الانفاق على أسرته والقيام بحقوقهم.

وفي أبريل الماضي، انتحر مواطن يدعى محمود محمد محمود فى العقد الثالث من العمر، داخل منزلة بمنطقة كفر سليم عن طريق شنق نفسه بمنزله، وتم نقل جثة المتوفى إلى مشرحة مستشفى السويس العام.

وكشفت التحريات المبدئية آنذاك أن المتوفى انتحر عن طريق شنق نفسة داخل غرفته مستخدما حبل، بعد مروره بظروف مالية صعبة.

ويشير الدكتور أحمد الجوهري، الخبير النفسي واستشاري العلاقات الأسرية، أن العامل الاقتصادي أحد أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى الانتحار، وقد تجعل البعض يميل إلى إدمان العقاقير المنشطة أو المخدرات.

ويرجع إرتفاع حالات الإنتحار بين الذكور، إلي استخدامهم وسائل عنيفه كالرصاص أو الشنق بينما تميل السيدات إلي استخدام وسائل لا تشعرها بالألم مثل السم، وهو ما يفسر ارتفاع معدل محاولات الإنتحار بين الفتيات مقارنة بالذكور، رغم أن نجاحها أكثر لدى الذكور.

نرشح لك

Comments

عاجل