المحتوى الرئيسى

أخصائيون اجتماعيون خارج نطاق الخدمة

10/16 12:38

تغير مفهوم الاخصائي الاجتماعي والنفسي الذين كانوا يمثلان صمام الأمان داخل محيط المدرسة، ليصبح دورهما مقتصر فقط على بعض الأنشطة التي يمكن أن نعتبرها شكلية كالغياب والحضور وتنظيم الرحلات، حيثُ أصبحوا مجرد مسمى وظيفي فقط، أو قطع ديكورية تزين شكل المدرسة، لا يستطيعون ممارسة اختصاصاتهم بشكل حقيقي.

أدي غياب دور الأخصائي الاجتماعي في المدرسة الذي من المفترض أن يمثل دور الصديق والملاذ الأول للطلبة، إلى تفاقم المشكلات التي تواجهه الأطفال بالمدارس خاصة المراهقين.

"مالوش لازمة .. لا بيضر ولا بينفع"، هكذا بدأ الطالب أحمد حسن بالصف الأول الثانوي العام حديثه عن أهمية الاخصائي الاجتماعي في المدرسة. قائلا:"تعودت أن أواجه مشاكلي بنفسي، فالاخصائي الاجتماعي الذي نراه في التلفاز غير موجود على أرض الواقع، فمنذ صغري أراه يقوم بتسجيل الغياب والحضور فقط".

وأشار الطالب مصطفي أحمد بالصف الأول الثانوي العام إلى أنه لم يشعر بوجوده في المدرسة، مؤكدا أن وجوده في المدرسه مجرد شكليات لا أهمية لها.

وتابع :"هناك أشياء أهم بكثير يمكن أن توفرها المدارس للطلاب من راتب الاخصائي الاجتماعي من ديسكات وسبورات حديثة، وتجهيز المعامل" لافتا إلى أن وجوده مثل عدمه".

"أخاف أحكي لأخصائي في المدرسة عن المشاكل اللي بتواجهني، اللي في التلفزيون حمادة والحقيقة حمادة تاني خالص" هكذا قالت أميرة محمد طالبة بالصف الثالث الإعدادي.

وأكدت أنه في حال تشاجرها مع أحد زملائها بالمدرسة لم يذهبا إلى الأخصائي الاجتماعي، وإنما إلى الناظر، لافتة إلى أنها منذ الصغر كثيرا ما تسأل نفسها عن أهمية الاخصائي الاجتماعي ودوره.

وتقول أمل عبد الرازق، مدربة التنمية البشرية :"تعتبر المدرسة من أهم المؤسسات الاجتماعية التى اعدها المجتمع لتزويد الفرد بالخبرات والمهارات الاجتماعية الملائمة والتى تسمح بالتفاعل الايجابى مع البيئة"، مشيرة إلى أن المدرسة ليست مؤسسة تعليمية فحسب، وإنما تربوية تعليمية لها وظائفها الاجتماعية الهامة ومن الضرورى التفاعل بينها وبين المجتمع المحلى، فهى جزء لايتجزأ من واقع هذا المجتمع تتأثر به وتؤثر فيه وتعد افراده للحياة وللمساهمة الايجابية فى تنميته.

وأشارت إلى أن الخدمة الاجتماعية المدرسية رسالة تربوية قبل أن تكون مهنية، وهي تقوم على مساعدة الطالب كحاله فرديه، وكعضو يعيش فى المجتمع لتحقيق النمو المتوازن والمتكامل الشخصيه، تنشئة الطالب اجتماعيا، وتدريبة على الحياة والتعامل الانسانى والايجابى، تزويد الطالب بالخبرات والجوانب المعرفيه لاعداده لحياة اجتماعية افضل، تعديل سلوكة واكسابة القدرة على التوافق الاجتماعى السوى.

وأكدت أن الأخصائي الاجتماعي والنفسي أيضا في المدرسة يُعد جانبا اساسيا ومحوريا فى الوظيفة التربوية التعليمية.

وتابعت :"دور الاخصائي الاجتماعي لم يقتصر فقط على حل المشكلات بين الطلاب فحسب، وإنما يساهم في تنظيم الحياة الاجتماعية للطلاب من خلال جماعات مدرسية، وتنمية مواهب وميول وقدرات تشجع الطلاب على ممارسة الوان الهوايات المختلفة داخل المدرسة وخارجها".

وأكملت :"كما يساعد الأخصائي الاجتماعي الطلاب فى كشف الغطاء عن مشاكلهم حتى يتمكن بإزالتها من اعماقهم كي لاتؤثر عليهم بالسلب".

وأرجعت عبد الرازق غياب دوره إلى عدة آليات، لعل أهمها، عدم تأهيل الجيل الجديد من الأخصائيين الاجتماعيين للقيام بهذا الدور، عدم الاقتناع به والاعتراف بدوره سواء من جانب الطلاب أو إدارة المدرسة نفسها التي تري وجودهم مجرد ديكور يعطي لديهم الحق في رفع المصروفات على اولياء الأمور.

وتري رزق، أن نظرة البلهاء التي ينظرها المجتمع والأسر والطلاب للأخصائي الاجتماعي تسبب له احباط نفسيا تجعله يعزف عن ممارسة المهنة أو دوره بشكل فعّال.

ومن ناحية أخرى، أكد الدكتور إبراهيم مجدي حسين، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن للأخصائي النفسي والاجتماعي دور هام ومحوري في المدرسة، فمن المفترض ان يقوم بعمل ملفات لكل طالب فما بتعلق ببيئته و مستواه الاجتماعي و الاسري، و من خلال هذه الملفات يستطيع أن يتنبأ بالمستوي الدراسي و الاجتماعي، و كيفية التعامل معه على أساس طبيعة نشأته الأسرية.

وأشار إلى أن، الطفل اليتيم له تعامل خاص مختلف عن الذي يعيش مع أجداده نتيجة غياب أحد والديه، وعن الطفل الذي ينشأ في أسرة ميسورة الحال والذي يعيش في منطقة عشوائية، أو الذي يتعرض للعنف من أحد والديه، مؤكدا أن لكل طفل منهما له معاملة خاصة تتسق مع تنشئتهم الاجتماعية وللقدرة على حل المشاكل التي تواجهم من واقع ملفاتهم سواء مع اقرانهم بالمدرسة أو في تحصيلهم الدراسي.

أهم أخبار مرأة

Comments

عاجل