المحتوى الرئيسى

«الزراعة» و«الفاو» يحتفلان باليوم العالمي للغذاء

10/16 12:17

قال الدكتور عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إن الوزارة تعمل جاهدة على مواجهة التقلبات الجوية ومخاطر التغيرات المناخية المختلفة، وذلك ضمن السياسات والاستراتيجيات والبرامج الزراعية، لافتاً إلى أنه تم إنشاء المعمل المركزي للمناخ الزراعي والذي يهدف إلى إنشاء شبكة أرصاد جوية تغطي المساحة الزراعية في مصر بما في ذلك الأراضي القديمة والمستصلحة حديثاً، فضلاً عن إجراء البحوث المتعلقة بالتطبيقات المختلفة لبيانات الأرصاد الجوية الزراعية لإصدار التوصيات اللازمة للمزارعين، للحد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية والتقلبات الجوية على قطاع الزراعة.

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح فعاليات الاحتفال بيوم الغذاء العالمي، والذي نظمته الوزارة بقاعة المؤتمرات الكبرى بالعلاقات الزراعية الخارجية، تحت شعار "المناخ يتغير والأغذية والزراعة أيضاً"، وذلك بحضور الدكتور عبد السلام ولد أحمد المدير العام المساعد والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، والدكتور حسين جادين ممثل المنظمة في مصر، وعدد من سفراء الدول وممثلي جهات المنح المختلفة ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والعربية، وقيادات وزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية.

وأشار وزير الزراعة إلى أن مجال المناخ الزراعي به الكثير من التعقيدات، وهو من المجالات الأكثر تشعبا في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم في السنوات الأخيرة والتي تشكل خطورة على العالم أجمع نتيجة زيادة المتوسط العالمي لدرجات الحرارة على سطح الكرة الأرضية، مما أدى إلى عدد من المشكلات البيئية الخطيرة كارتفاع مستوى سطح البحر الذي يهدد بغرق بعض المناطق في العالم.

وأوضح فايد أن دراسات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيرات المناخية (IPCC) أشارت إلى أن مصر بحكم ظروفها الجغرافية والاقتصادية ستعاني من الآثار السلبية للتغيرات المناخية، خاصة منطقة الدلتا والتي تعتبر من أهم مناطق إنتاج الغذاء في مصر، وأن هناك مساحات كبيرة من الأراضي الخصبة معرضة للغرق نتيجة لارتفاع منسوب البحر وتسرب المياه المالحة إلى ما بين 12 – 15% من إجمالي مساحة الدلتا، لافتاً إلى أنه من المتوقع أيضاً أن يؤدي ارتفاع درجة الحرارة العالمية وما يترتب على ذلك من نقص المياه وزيادة الآفات الزراعية إلى التأثير سلباً على الإنتاج النباتي والثروة الحيوانية والسمكية.

وقال وزير الزراعة إن المعمل المركزي للمناخ الزراعي التابع لمركز البحوث الزراعية، اختار 50 موقع على مستوى جمهورية مصر العربية أدخل فيها النماذج العددية للتوقع بالطقس كأداة إنذار مبكر فاعلة تتيح بياناتها تقليل المخاطر الجوية على قطاع الزراعة والاستفادة منها في عمل التطبيقات الزراعية المختلفة مثل حساب المقنن المائي والوحدات الحرارية ووحدات البرودة والتنبؤ بالأمراض والآفات وتحديد مواعيد الزراعة والتعرف على موجات الصقيع وتوفير المعلومات لقطاع الإرشاد كنواة لتطوير نظم الإرشاد الزراعي في مصر.

وأكد فايد أن وزارة الزراعة أعدت برنامجاً للتوعية بمخاطر التغيرات المناخية، خاصة المرتبطة بقطاع الزراعة، لإرشاد المزارعين إلى كيفية التعامل معها، وإتباع الممارسات السليمة وخاصة أن العديد من الدراسات أشارت إلى أن العوامل الجوية غير المناسبة لها تأثير مباشر على قطاع الزراعة، ومخاطر جسيمة على المحاصيل الزراعية، مما يكبد المزارعين والدولة خسائر كبيرة، في حال عدم اتخاذ التدابير اللازمة للتعامل مع هذه الظروف والتغيرات، لافتاً إلى أن مركز البحوث الزراعية يعمل حاليا على استنباط أصناف جديدة تتوائم مع التغيرات المناخية والتقلبات الجوية المختلفة، من حيث ساعات البرودة والتقلبات الحادة في الجو، فضلا عن أبحاث ودراسات تجرى على التربة تساهم في تقليل الاحتياجات المائية للنبات.

وأوضح وزير الزراعة أن الحكومة المصرية والقيادة السياسية لديها اهتمام كبير لمواجهة التغير المناخي العالمي الذي ينذر بمخاطر عدة تهدد بإفشال جهود التنمية وتفاقم انعدام الأمن المائي والغذائي وتنامى ظاهرة اللاجئين البيئيين، لافتاً إلى أنه تم ايضاً إنشاء مركز معلومات تغيرالمناخ والطاقة المتجددة والذي يمثل شبكة قومية حديثة ومتكاملة في مجال رصد وقياس مختلف العوامل والتغيرات المناخية.

وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي طرح خلال مؤتمر باريس للتغير مبادرتين جديدتين للمساهمة في الحد من الانبعاثات الغازية المتسببة في ارتفاع درجة حرارة الأرض وهما المبادرة الأفريقية للتكيف والتأقلم مع المناخ والمبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة بهدف تحقيق التنمية المستدامة في أفريقيا والمساهمة في الجهد العالمي لمجابهة تغير المناخ، لافتاً إلى أن تلك المبادرات بحاجة إلى حشد التمويل اللازم لتنفيذها.

ومن جانبه قال عبدالسلام ولد أحمد الممثل الإقليمي للفاو، إن المنطقة العربية من أكثر المناطق جفافا وشحا في المياه على مستوى العالم، وهي معرضة بشكل خاص للتأثر بنتائج التغير المناخي. لافتاً إلى أنه رغم الاستثمارات الهائلة في المياه المخصصة للاستخدام الزراعي، فإن حصة الفرد من المياه العذبة قد انخفضت بنسبة الثلثين خلال الأربعين عاماً الماضية. ومن المتوقع أن ينخفض بنسبة 50% أخرى بحلول عام 2050، نتيجة للنمو السكاني السريع والضغوط التي تتمثل في زيادة استخدام المياه التي تؤثر في الكميات المتوافرة ونوعيتها".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل