المحتوى الرئيسى

رفاعة الطهطاوي.. سافر «واعظًا» للطلاب المصريين وعاد «واصفًا» للرقص الفرنسي

10/16 10:00

هو أحد رواد النهضة العلمية الحديثة، وصاحب الفضل في تدشين مدرسة "كلية" الألسن، أقدم كلية لتعليم اللغات في الشرق الأوسط، هو من درس الطلاب سيرته في المرحلة الإعدادية، وتعرفوا على رحلة سفره إلى باريس، وكيف أنه عاد مُحملًا بثقافة عالية غيرت من ملامح التعليم في مصر، رغم أن سفره ذاك لم يكن إلا في إطار تقديم الوعظ والإرشاد الديني لطلبة البعثة الفرنسية، لذا تعرض لاتهامات مثيرة للجدل وصفته بـ"المخرّب" للشريعة الإسلامية، فكيف؟ ومتى؟ وعلى أي أساس؟

في البداية، تجدر الإشارة إلى نشأة الطفل رفاعة رافع الطهطاوي في 15 أكتوبر من عام 1801، بمدينة طهطا إحدى مدن محافظة سوهاج بصعيد مصر،حيث تربى في كنف أسرة شريفة النسب، فوالده يتنمي لنسل الحسين بن علي بن أبي طالب، وأمه فاطمة بنت الشيخ أحمد الفرغلي، ينتهي نسبها إلى قبيلة الخزرج الأنصارية.

لقي عناية خاصة من والده، فحفظ القرآن الكريم، وبعد وفاة الوالد، تكفل به أخواله، وتابع حفظ المتون الواردة في ذلك العصر، حتى سافر إلى القاهرة عام 1817 لدراسة الحديث والفقه والتفسير والنحو في الأزهر الشريف.

وقع عليه الاختيار للسفر مع أول بعثة علمية مصرية إلى فرنسا في عهد محمد علي، على أن يكون واعظًا وإمامًا للطلاب المصريين، بحكم دراسته الأزهرية، إلا أنه تعلم الفرنسية وانكب على تحصيل العلم، فكانت هذه المحطة الفارقة في حياته.

عاد رفاعة في عام 1831 فأنشأ جريدة الوقائع المصرية، وألف وترجم الكثير عن الفرنسية، ثم أسس مدرسة الألسن لتعليم اللغات ونقل الحضارة الغربية إلى مصر، ومنا هنا بدأت الاتهامات.

الغريب أن ثلة من علماء الدين يعتبرونه ثغرة نفذت منها المعتقدات الغربية، على اعتبار أن إنشائه لمدرسة الألسن جاء بإيعاز من الحكومة الفرنسية التي رغبت في الإطاحة بالريادة العلمية للأزهر، لتدريس المواد في تلك المدرسة التي شوهت حضارة الإسلام من وجهة نظرهم.

جُل ما يأخذونه هؤلاء على الشيخ رفاعة هو نقله للحضارة الفرنسية كما هي دون تزييف، بما في ذلك ما لا يتفق مع الطباع الشرقية من ناحية، والمعتقدات الإسلامية من ناحية أخرى، فمثلًا اعتبروا شهادته التي وردت في كتابه "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" عن الرقص الفرنسي بأنه لا يهدف إلى إثارة الشهوة على عكس ما يحدث في المجتمعات الشرقية بمثابة دعوة إلى عدم ربط الأخلاق بالدين، وأن هذا المجتمع الديوث يكرم المرأة ويحترمها، بينما يحتقرها المجتمع الإسلامي، لذا وصفوه بـ"رائد التغريب" الذي يهدف إلى جث جذور الثقافة الإسلامية من المجتمع المصري.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل