المحتوى الرئيسى

المقشطة والطلاء في مواجهة النازية والكراهية

10/16 08:55

منذ عام 1986 تتجول السيدة إيرميلا مينزاشرام بين شوارع برلين بحثا عن شعارات النازيين الجدد في الأماكن العامة، مثل الصليب المعقوف، المرسومة على الجدران أو عبارات الكراهية المعادية للأجانب على أريكة الحدائق، ثم تقوم السيدة بإبعاد تلك الرموز كاملا. في إحدى المرات وجدت ملصقا  للنازيين كان يطالب بإطلاق سراح رودولف هيس، إحدى الشخصيات البارزة في الحزب النازي والذي كان مسجونا حتى موته في برلين عام 1987. صُدمت عندما شاهدت الملصق، كما تصر ح في لقائها مع DW وذهبت إلى بيتها، ولكن بعد عشر ساعات عادت مرة أخرى الى عين المكان وقامت بتقشيط الملصق النازي. وتحكي مينزاشرام التي كانت مدرسة سابقا، أنه عند القيام بإبعاد الملصق استولى عليها مناخ الشعور بالارتياح والفخر لأنها قامت بذلك مؤكدة لنفسها أنه "إذا لم نقم بأي شيء فلا يمكن الوصول إلى أي شيء".

ومنذ ذلك الحين نشطت هذه السيدة التي تبلغ حاليا 70 عاما في إبعاد رموز للنازية وعبارات الكراهية عن الجدران حيث تقوم بقشطها بالمجحاف ودهنها بالطلاء أينما وجدت، بل إنها نقلت نشاطها هذا حتى الى بلدان أخرى  مثل بلجيكا وإيطاليا  وفرنسا والنمسا.

بحثا عن عبارات الكراهية على الجدران من أجل إبعادها

قلوب خضراء عوض الكراهية الخالصة

في ألمانيا يعاقب القانون على كل رموز اليمين المتطرف التي تعود الى عهد النازية والنازيين العنصريين. ولكن قد يمر زمن طويل إلى حين إبعادها عن الجدران ومن الأماكن العامة، وهذا هو السبب الذي دفع بالسيدة مينزاشرام للاستمرار في نشاطها هذا. وهي تعبر بذلك عن غضبها من وجود تلك الرموز النازية التي كان يجب إبعادها في أسرع وقت. وتلاحظ أنه يمكن معرفة ملامح تلك الرموز حتى بعد إبعادها، بسبب الجدران التي تصبح قاتمة من الزمن. ولذلك فكرت السيدة في طريقة أخرى لمحو آثارها بالكامل وتحكي قائلة: " كنت مع تلاميذ في سانغرهاوزن في ولاية ساكسونيا أنهالت (الألمانية) وكنا نود إبعاد صليب معقوف عن أحد الجدران " ولكن كان من الصعب إزالة كل ملامحه ولذلك قمت باستعمال طلاء أخضر فوق الرمز. وقال لها أحد التلاميذ: "ارسمي على شكل قلب" وهو ما فعلته السيدة. وتضيف أن التلاميذ كانوا مسرورين بذلك وأضافت: "إنْ وضعت الطلاء فقط على الرمز فإن الغضب يبقى قائما في نفسي، وإذا رسمتُ قلبا بالطلاء فوق الرمز، فإني شعورالارتياح يخالجني." كما تعمل السيدة على تحويل  رمز 88 النازي الى رسم  يشبه الفراشة.

يتجلى نشاطها في محو رموز النازية وعبارات الكراهية عن الجدران

السيدة منزاشرام تكون سعيدة كلما قامت بنشاطها هذا، وهي مسرورة بنتائجه أيضا: إنها القلوب الخضراء التي تجتاح الكراهية. وقد كانت للمدرسة السابقة مشاكل مع الإدارات بسبب أنشطتها هذه. في شهر مايو الماضي قامت في أحد الممرات السفلية بدهن طلاء على عبارة "يجب على ميركل أن ترحل" وهي العبارة الموجهة ضد المستشارة ميركل، بسبب سياستها المرحبة بالاجئين، وتقف حركة بيغيدا خلف مواقف عدائية لهم، حيث يجتمع مؤيدوا الحركة كل يوم الاثنين في الاسبوع في دريسدن لنشر الكراهية والخوف ضد الاجانب واللاجئين. وكل ما فعلت المدرسة السابقة أنها قامت بتغيير العبارة بشكل لغوي فني ليصبح معناها: "إنتبهوا أبعدوا الكراهية" وذلك من خلال رسم قلبين بطلاء بلون وردي. الشرطة رفعت شكوى ضدها بتهمة الإضرار بالممتلكات. كما تم تحذيرها بمعاقبتها بمبلغ 1800 يورو في حالة إعادة قيامها بذلك داخل فترة سنة.  وذكر متحدث باسم المحكمة بأنه كان من الممكن عدم متابعة السيدة الناشطة لو تعلق الأمر بإبعاد رمز الصليب المعقوف. أما العبارة الرافضة للمستشارة ميركل فلا يمكن اعتبارها مخالفة للدستور وهذا هو سبب التحذير.

هذه الناشطة التي تقوم "بالتنظيف السياسي" كما وصفت هي نفسها بذلك حصلت على أعلى وسام للاستحقاق الاتحادي في ألمانيا، مما يشير إلى مدى مساندة المواطنين لها في موقفها هذا بشكل قوي، حيث إن هناك من وعدها بأداء المخالفة عوضا عنها في حالة إدانتها لقيامها بمثل تلك الأنشطة. ورغم دعوة النيابة العامة لها بالعمل على إظهار مواقفها الاحتجازية بشكل آخر، فإن الناشطة تبقى مصرة على موقفها وتود استئناف الحكم ضدها، وبالتالي فإنها تريد الاستمرار في رسم القلوب بطلاء البخاخ ومواجهة عبارات الكراهية على الجدران.

الكاتب: مناسي / ناستاسجا / ع.ع

هل ممكن أن يصنع الرعب والإرهاب فنا جميلا؟ يحاول المعرض الفني الذي يقام في برلين تحت شعار "فن من الهولوكوست" الإجابة عن هذا السؤال اكبر جريمة في التاريخ الإنساني خلال الحكم النازي مورست بحق اليهود، ورغم ذلك استطاع بعض الفنانين خلال وجودهم في المعسكرات النازية رسم وتخليد لحظات حياتهم في مادة فنية ، كما في لوحة "شارع في غيتو في مدينة وودج" لجوزيف كونر الذي نجا من المحارق.

استعار المعرض في برلين 100 لوحة فنية من متحف ياد فاشيم من إسرائيل. وعرضت اللوحات أعمال 50 فنانا يهوديا نجا 26 منهم من المحارق، فيما لقي الفنانون الآخرون المعروضة أعمالهم حتفهم على يد النازية، ومنهم فيلكس نوسباوم الذي يعد من أشهرهم، والذي توفي في سنة 1944 في معسكر أوشفيتز. الصورة هي لوحته الشهيرة "اللاجئ" التي رسمها في سنة 1939 في بروكسل التي عرضت في برلين.

عرضت أعمال فنية للرسامة شارلوته سالومون التي رسمت لوحات ومخطوطات تجاوزت الـ 700 عمل وثقت فيها حياتها في مجموعة فنية تحت عنوان "حياة أم مسرح؟". نُقلت شارلوته وكانت حاملا من معسكرات الاعتقال النازية في جنوب فرنسا إلى معسكر أوشفيتز في سنة 1943 وقتلت هناك فور وصولها.

أما الفنانة نيللي تول فنجت من الموت من المحارق والمعسكرات النازية بعد أن اختبأت مع أمها عند عائلة مسيحية آوتهما في مدينة لفيف الأوكرانية. ورسمت نيللي في غرفتها المقفلة لوحات باستعمال ألوان جواش (وهي من الألوان المائية المعتمة). وجاءت نيللي التي تبلغ من العمر اليوم 81 عاما خصيصا من محل إقامتها في الولايات المتحدة إلى برلين لحضور المعرض الفني.

وُلد الفنان ليو بروير في مدينة بون وشارك في الحرب العالمية الأولى مع الجيش الألماني. وفي سنة 1934 وبعد عام على وصول هتلر إلى الحكم هرب إلى مدينة لاهاي الهولندية ومن ثم إلى بروكسل وعمل هناك رساما لغاية سنة 1940 حيث اودع في معسكر الاعتقال بسانت سيبرين جنوب فرنسا. استطاع بروير الاحتفاظ بمخطوطاته وأعماله المائية، وبعد خروجه من الاعتقال عاد إلى مدينته بون ليعيش فيها حتى وفاته في سنة 1975.

كانت بيدريش فريتا تدير مرسما في معسكر الاعتقال تيريزين، وكانت مهمتهم الرسمية تنفيذأعمال دعائية للنازية، لكن فريتا ورفاقها استطاعوا رسم بعض اللوحات بصورة سرية عن رعب الحياة في المعسكر. وفي سنة 1944 قبض عليها متلبسة وأرسلت إلى معسكر أوشفيتز لتموت هناك. وبعد التحرير من النازية كشف عن 200 عمل فني لها كانت قد خبأتها في الجدران أو تحت الأرض.

ليو هاس لم يكن معروفا لكونه شارك بيدريش فريتا في رسم الكثير من الأعمال الفنية التي وثقت جرائم النازية فحسب، بل لكونه شارك أيضا وبطلب من النازية في تزوير أوراق نقدية تابعة لقوات الحلفاء في عملية أطلق عليها تسمية "عملية بيرنهارد". ليو هاس نجا من الموت وتبنى بعد تحريره الطفل توماس ابن بيدريش فريتا واستطاع العثور على 400 عملا فنيا كان قد خبائها أثناء الاعتقال في تيريزين.

كان بافيل فانتل ضمن قائمة الفنانين في معسكر الاعتقال في تيريزين، على الرغم من أنه كان مدير المستوصف الخاص لمرضى التيفوئيد في المعسكر كونه قد درس الطب. وقبض عليه أيضا في المعسكر متلبسا برسم لوحات عن الجرائم النازية وأرسل إلى معسكر أوشفيتز ليعدم هناك في سنة 1945. بعد التحرير عُثر على نحو 80 عملا لفانتل في معسكر تيريزين.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل