المحتوى الرئيسى

«موشي ديان».. الجنرال الإسرائيلي الذي أجبره «السادات» على تسلق النخلة

10/16 04:24

يعرفه المصريون عن ظهر قلب، فلطالما كان موضع أحاديثهم في فترة السبعينيات، حتى أطفال المدارس حفظوا اسمه وألفوا عليه العبارات الساخرة التي كانوا يرددونها أثناء لعبهم في حواري وشوارع المحروسة آنذاك، فهو أشهر وزير دفاع إسرائيلي عرفه العرب، وأكثرهم غرورًا على الإطلاق، حيث برع في استفزاز مصر وشعبها عقب نكسة 67 بتصريحات تليفزيونية وصحفية نقلتها وسائل الإعلام العالمية، على اعتبار أنه في موقف قوة بهزيمة الجيش المصري في معركة النكسة، وبناءً عليه فإن أي تفاوض أو اتصالات ينبغي أن تبدأ من الجانب المصري "الضعيف" وليس من الجانب الإسرائيلي "المنتصر".

"موشي ديان" أو "القاضي موسى" باللغة العبرية، وزير الدفاع الإسرائيلي في الفترة ما بين 1967 وحتى يونيو من عام 1974، وقائد بلاده إلى "كابوس أكتوبر" كما يطلق عليه الإسرائيليون، واحد من أشهر الجنرالات في الجيس الإسرائيلي، والذي انضم

إلى السلك السياسي في بلاده بعد تقاعده عسكريًا، فأصبح وزيرًا للزراعة من ديسمبر 1959 وحتى نوفمبر 1964، ثم عينه بعد ذلك رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي "ليفي أشكول" وزيرًا للدفاع.

جلس الرئيس الراحل أنور السادات ووزير الدفاع الإسرائيلي "موشي ديان" كثيرًا على طاولة المفاوضات، ويعلم الاثنان جيدًا طبيعة بعضهما الشخصية، والحديث عن الجلسات التي جمعتهما لا يكف، ولكن مشهدًا واحدًا لاحظته وسائل الإعلام العالمية حينها، وأعادت وسائل التواصل الاجتماعي نشره مؤخرًا، كان بمثابة الصفعة النفسية التي وجهها السادات لغريمه، حيث ارتدى أثناء إحدى جلسات المفاوضات بين الجانبين المصري والإسرائيلي رابطة عنق مرسوم عليه شعار "النازية" نسبة إلى القائد الألماني "أدولف هتلر" الذي أعد محرقة لليهود في عهده، لذا يمقته الإسرائيليون ويعتبرونه رمزًا للوحشية والدموية.

وفي حوار سابق أجرته "أخبار اليوم" مع اللواء محيى الدين العشماوي، مدير مكتب اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية أثناء حرب أكتوبر، روى أن الرئيس السادات علم بقدوم "ديان" لزيارة جنوده في منطقة ثغرة "الدفرسوار" وقت حرب أكتوبر، فأمر بتحديد موقعه على مسافة 30 مترًا، وكلف القوات الجوية بضرب هذه المنطقة بـ"النابالم" الحارق، وبالفعل نفذت القوات القوية ضربتها في المعياد والمكان المحدد، وانتظر الرئيس خبر موت "ديان" في اليوم التالي، وهنا علل اللواء في حواره سبب بقاءه حيًا قائلًا: "كان ديان فوق نخلة والنار مشتعلة من تحته فنجا من الموت".

قبل اندلاع الحرب، وبعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، خرج "ديان" وقال:"إذا كنت سأختار لحكومتي بين المطالب المصرية بالانسحاب عن طريق الحوار، وبين خوض الحرب، فاختياري سيكون الحرب"، ومنذ حينها اعتبره الإسرائيليون بطلًا وطنيًا، يحمي كرامة بلاده وسيادتها.

خسر "ديان" الحرب، وتبدلت لغته في الحديث عن مصر وقيادتها، وقال بعد معركة أكتوبر واصفًا إياها: "إنها حرب صعبة للغاية، والمواجاهات قوية لقواتنا البرية والجوية.. هذه الحرب ثقيلة بأيامها وبدمائها.. في حرب الستة أيام أبلغنا عائلات الضحايا، وعندما انتهت الحرب تمكنا من الحداد على أرواح شهدائنا، ونحن الآن في خضم المعركة، ونعجز تماما عن التعبير، عن مدى حزننا لفقدنا شهدائنا".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل