المحتوى الرئيسى

السيسي يتحدث عن سياسة مصر الخارجية وعلاقتها مع السعودية وروسيا

10/16 01:55

القاهرة - (أ ش أ):

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن سياسة مصر مع العالم الخارجي تتسم بالاعتدال والتوازن والانفتاح واستقلال القرار ، مشيرا الى أن مصر تعطي نموذجا يحتذى به في العلاقات الدولية.

وأضاف أن السياسة الخارجية المصرية لها وجه واحد ، وتتميز بعدم التدخل في شئون الدول الأخرى وعدم التآمر عليها، وهذا ما جعل علاقات مصر مع دول العالم شرقه وغربه قوية ومتينة.

وأوضح الرئيس السيسي - في الجزء الثاني من حواره مع رؤساء صحف الأهرام والأخبار والجمهورية والذي تنشره الأحد - أسس وثوابت السياسة الخارجية المصرية التي تنبني عليها علاقاتها الدولية.

وتحدث السيسي عن القضية الفلسطينية، حيث أكد أن قضية السلام ستظل هي الأهم والأخطر علي مستقبل المنطقة، وأن مصر على مر السنين تعطي القضية الفلسطينية أولوية قصوى في سياستها الخارجية، وتبذل جهوداً كبيرة لتحريك عملية السلام.

وأضاف "منذ شهور أطلقت أثناء زيارتي لمحافظة أسيوط دعوة إلى الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي والقيادتين، لإحياء عملية السلام، ولعلكم تابعتم أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أنني خرجت على النص المكتوب لكلمتي من على منبر الأمم المتحدة ، ووجهت رسالة مباشرة إلى الشعب الإسرائيلي والقيادة الإسرائيلية للبدء في إجراءات بناء الثقة والدخول في مفاوضات سريعة من أجل الوصول إلي اتفاق سلام يقيم الدولة الفلسطينية المستقلة بجانب إسرائيل ، وأنا في هذا الحوار أجدد هذه الدعوة لإنهاء النزاع وإحلال السلام ، ونحن سنظل نلعب دوراً رئيسياً ومحورياً في قضية السلام، ودائماً نعمل في اتصالاتنا مع الجانب الفلسطيني علي توحيد المواقف وتحقيق المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية".

وانتقل السيسي إلى الأزمة السورية، فأكد أن الموقف المصري من سوريا كان واضحاً في مجلس الأمن الدولي، مشيرا الى أن تصويت مصر مع القرار الفرنسي الإسباني ومع القرار الروسي خلال الأسبوع الماضي ليس موقفاً متناقضاً، موضحا أن العنصر المشترك للقرارين أنهما يدعوان إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية للشعب السوري، وهذا هو ما يهم مصر دولة وشعبا.

وأضاف أن وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية الى سوريا هو ما دفع مصر الى دعم هذين القرارين والتصويت في صالح كل منهما ، وهذا هو الأساس بغض النظر عمن قدم القرار.

وتناول الرئيس ما اعتبره البعض أزمة مع المملكة العربية السعودية نجمت عن تصويت مصر بمجلس الأمن على القرارين الفرنسي الإسباني والروسي، لاسيما بعد تصريحات المندوب السعودي في الأمم المتحدة، ثم توقف شركة أرامكو عن إرسال شحنة المواد البترولية المتعاقد عليها مع الشركة السعودية، فقال إن الموضوع يحتاج مزيداً من التنسيق بيننا وبين أشقائنا في السعودية حتى تكون الأمور واضحة، أما عن شحنة المواد البترولية فهي جزء من اتفاق تجاري تم توقيعه أثناء زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الى مصر في شهر إبريل الماضي.

وأضاف "لا نريد للأمور أن تأخذ أكبر من حجمها، فالعلاقة الأخوية والاستراتيجية بين مصر والسعودية لا تتأثر بأي شيء، ويجب عدم السماح بالإساءة لهذه العلاقات أو إثارة حالة من الشقاق في هذه العلاقات الاستراتيجية والتاريخية ، وللأخوة في السعودية منا كل الشكر والتقدير علي ما قدموه لمصر خلال الفترة الماضية".

وأكد السيسي أن انتماء مصر لقارة أفريقيا وعلاقاتها بدولها عماد رئيسي لسياسة مصر الخارجية، مشيرا الى أنه منذ تولى الرئاسة وهو حريص باستمرار علي المشاركة في قمم الاتحاد الأفريقي.

وأضاف أن مصر تبذل جهوداً كبيرة في لجنة السلم والأمن الأفريقي التي تترأسها ، وكذلك في اللجنة المعنية بالتغيرات المناخية التي أيضا تترأسها ، وكانت مصر صوتاً مسموعاً ومؤثراً لأفريقيا في المؤتمر الدولي للتغيرات المناخية بباريس ، وكذلك تتبنى مصر قضايا دول القارة الأفريقية وهمومها ومطالبها في مجلس الأمن الدولي من خلال عضويتها بالمجلس.

ونوه الرئيس أيضا بمشاركة مصر في التجمعات الاقتصادية الأفريقية واستضافتها بشرم الشيخ قمة التجمعات الثلاثة الأفريقية ، وكذلك استضافتها الأسبوع الماضي بشرم الشيخ أول تجمع مشترك للبرلمانيين العرب والأفارقة الذي وضع أجندة عمل مشتركة عربية أفريقية.

وأضاف السيسي "أنه على المستوي الثنائي، فعلاقاتنا وطيدة مع جميع دول القارة، ونحن بصدد ترتيب زيارة لبعض الدول الأفريقية التي لم نزرها من قبل في إطار تعزيز التعاون بين مصر وشقيقاتها من دول القارة".

ونوه بأن تفرد مصر بعلاقات قوية مع معظم دول العالم يجعل بعض الدول يضيق صدرها بهذا، وتتمنى لو نجحت في عزل مصر وحصارها عن محيطها، بل وقد يصل بها الضيق الى السعي لتخريب علاقاتها مع أوروبا والخليج العربي وأفريقيا وإثيوبيا.

وأكد الرئيس أن مصر تربطها علاقات جيدة مع إثيوبيا تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شئون الآخر ، مستهجنا الأبواق التي حاولت الوقيعة بين مصر واثيوبيا من خلال ترويج أكاذيب بأننا نتآمر على إثيوبيا، مشيرا الى أن السياسة المصرية لها وجه واحد.

وشدد على أن مصر لم تتدخل في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل في شؤون أي دولة ولا يمكن أن تتآمر عليها ، وأضاف " لا يمكن أن أضع يدي في يد أحد وأتآمر عليه ، لقد قلت أمام البرلمان الإثيوبي: ‬كان هناك خياران إما التعاون أو المواجهة ، واخترنا التعاون".

وأوضح أن كل دولة تتعامل مع أي دولة أخرى بما يخدم أهدافها ومصالحها القومية العليا ، ومصر تتفاعل مع القضايا بما يخدم أهدافها ومصالحها.

وانتقل الرئيس عبد الفتاح السيسي الى علاقات مصر مع عدد من الدول من بينها بريطانيا وأمريكا وروسيا والصين والهند ، مشيرا الى لقائه في نيويورك الشهر الماضي مع تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ، وقال " نحن نعطي الوقت والفرصة لأي قيادة جديدة حتى تتعرف علي سياساتنا ومواقفنا بدقة".

وأضاف إن مصر تعلم أن بريطانيا الآن تواجه تحديات ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي ، ومصر تتحرك وتسعى الى تطوير علاقاتها مع بريطانيا.

وأكد الرئيس أن العلاقات المصرية - الأمريكية قوية ومستمرة في مختلف المجالات ، مشيرا الى أن لقاءه مؤخرا في نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مع المرشحين في انتخابات الرئاسة هيلاري كلينتون ودونالد ترامب ، كان الهدف منهما هو التعريف بحقائق الواقع في مصر ، وعرض رؤيتنا للأوضاع في المنطقة ، بما يحقق تفهما أكثر لها عندما يتولي الفائز في الانتخابات منصبه ، ونحن ندير علاقاتنا بوعي وموضوعية ، وقد عبر كلينتون وترامب عن تقدير كل منهما لما جري علي أرض مصر خلال العامين الماضيين.

وعلى جانب آخر ، أكد السيسي أن علاقات مصر مع روسيا قوية ومتميزة، وتحرص مصر عليها في إطار سياسة التوازن التي تنتهجها في علاقاتها الدولية، وأضاف الرئيس قائلا "إن العلاقة وثيقة بيني وبين الرئيس فلاديمير بوتين، واتصالاتنا مستمرة ولا تنقطع، وقد التقيت معه أكثر من مرة في الفترة الماضية، آخرها خلال حضورنا قمة مجموعة العشرين بالصين".

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل