المحتوى الرئيسى

«لماذا الغضب الآن؟».. عمار علي حسن وسعد الدين إبراهيم يترجمان «لغة الغلابة»

10/15 22:34

صرخات تنفلت من حناجر المواطنين، في ظل الزيادة غير المتوقعة لأسعار السلع الغذائية، وما تشهده البلاد من غلاء معيشي، وألغام تنفجر من حين لآخر، ما أدى إلى خروج أصوات تطالب السلطة بتوفير مقومات العيش الكريم لـ"الغلابة في مصر".

"التحرير" سألت الدكتوران عمار علي حسن، وسعد الدين إبراهيم، بحكم تخصصهما في علم الاجتماع السياسي، لتفسير الأسباب التي دفعت شرائح من المجتمع بتوصيل رسائل شديدة اللهجة إلى صناع القرار، والتي وصلت إلى ذروتها في الأسابيع الماضية، وترجمة «لغة الغلابة» التي تصاعد وتيرتها يوما بعد يوم.

د. عمار علي حسن: هناك حوادث تتوالى وتضغط على أعصاب السلطة السياسية، فعلى سبيل المثال حادث حرق مواطن بالإسكندرية لنفسه، ومقتل شاب داخل قسم شرطة، وطلب هجرة للولايات المتحدة بعدد 750 ألف شاب، وواقعة غرق مركب رشيد، وحادث سيناء، والتعاطف الشعبي الواسع والمفرط مع ما قاله سائق التوكتوك، كل ذلك يقول للرئيس السيسي بوضوح: "عليك أن تصحح المسار، هذه الطريقة في إدارة البلاد لم تعد مجدية، والشعب يئن تحت وطأة الأسعار والفساد والاحتكار وغياب الحريات وهضم حقوق الإنسان"، فتح حوار للقوى السياسية المختلفة مع الرئيس بات فريضة، وتغيير طريقة الحكم بات واجبًا لأن مصر ليست قادرة الان على مواجهة أي فوضى أو عنف اجتماعي مفرط، ولابد للرئيس أن ينصت إلى أقوال أخرى غير التي تقولها الأجهزة الأمنية المحيطة به، والتي يبدو أنها لا تنقل له الحقيقة.

د.سعد الدين إبراهيم: كل ما في الأمر أن شهر العسل بين المواطنين والسيسي انتهى، وأصبح الناس تحاسبه على كل كبيرة وصغيرة، خصوصا إذا أثرت على حياتهم اليومية، وهم يرون أن هناك مراجعات للمشاريع العديدة التي تعهد بها، ويرون أن ثمارها لم تظهر بعد، وأصبحت النغمة أكلني النهاردة وبكرة ربنا يفرجها، أعتقد أن موجة الشكاوى ستزيد بعد الخلاف مع السعودية على توريد البترول، النظام لابد وأن يعيد تفنيد أوراقه، ويجعل الناس تشاركه اتخاذ القرار، لكن السيسي ظل يعتمد على أنه "بيسبل عينيه والستات بتحبه".

هل يؤدي الغلاء إلى ثورة غلابة؟

د.عمار على حسن: دعني أقول إن شعبية السيسي تنزف وشرعيته على المحك، والدولة المصرية، لاسيما في ظل الضغوط الإقليمية والدولية، تحتاج إلى إعادة تفكير وتصحيح مسار، والمجتمع المصري يعوّدنا دائما على أن كل الاحتمالات واردة، لكن حتى إذا لم يشارك المواطنون في مظاهرات 11-11 المقبلة، فهذا لا يعني رضاهم عن استمرار الأوضاع كما هي، لكن الحقيقة أن هناك غضبا مكتوما، والرئيس عليه أن يتعامل معه بمنتهى الجدية.

د. سعد الدين إبراهيم: من الممكن أن تحدث ثورة غلابة لكن ليس قبل 6 أشهر، الشعب المصري صبور، ويوجه الرسائل التي يريدها من خلال النكات، والتعليقات الساخرة، ومواقع التواصل الاجتماعي، لكنه إذا لم يجد نتيجة بعد 6 أشهر، من الممكن أن يحدث شيئا شبيها بـ"25 يناير".

هل يحتمل المواطن سوء الأوضاع المعيشية؟

د. عمار علي حسن: الصمت والصبر لا يعنيان الرضا، فهناك خوف على وضع البلد، وهذا الخوف لا يجب أن تستخدمه السلطة في ابتزاز الناس  بمطالبتهم بمزيد من الصبر، فعليها أن تتحرك لفعل شيء، وهناك رسائل يجب أن تؤخذ على محمل الجد، والحديث المتكرر عن تحميل جماعة الإخوان الرافضة لشرعية السلطة الحالية مسئولية ما يجري لم يعد مجديًا، وهو هروب من مواجهة الواقع والحقيقة والمسئولية، الغضب شديد ومكتوم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل