المحتوى الرئيسى

أبو الفتوح «الإخواني المتردد».. ماذا قدم للحياة السياسية بعد إنشاء حزبه؟

10/15 22:26

امتاز بالجراءة والانفتاح، يرفض تسميته بـ«الإسلامي» رغم أنه كان عضوًا بارزًا في مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، ويحرص دائمًا على الآراء المعتدلة غبر المتطرفة، إلا أنه لا يثبت طول الوقت على موقفه، إنه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، الذي تحل اليوم السبت ذكرى ميلاده.

ولد أبو الفتوح في 15 أكتوبر عام 1951 بالملك الصالح بمصر القديمة، في حين أن أسرته من كفر الزيات التابعة لمحافظة الغربية، حصل على بكالوريوس طب القصر العيني، وحرم من التعيين بسبب نشاطه السياسي، واعتقل لعدة أشهر ضمن اعتقالات سبتمبر ١٩٨١ الشهيرة، بسبب رفضه معاهدة كامب ديفيد.

شغل المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، منصب رئيس اتحاد كلية طب القصر العيني، التي كانت آنذاك رائدة في العمل الإسلامي، ثم أصبح بعد ذلك رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة، انضم لجماعة الإخوان المسلمين وكان عضوًا بمكتب الإرشاد منذ عام 1987 حتى 2009، وكان يوصف بأنه «أكثر الإخوان المنفتحين والأكثر جرأة وشراسة»، لذلك دخل في صراعات داخل الجماعة مع الجناح المتشدد فيها، منها صراعه معهم بسبب زيارته للأديب الراحل نجيب محفوظ في المستشفى، بعد محاولة اغتياله بسبب روايته الشهيرة التي أثارت الجدل «أولاد حارتنا»، والتي تسببت في هجوم شديد عليه.

امتاز أبو الفتوح بالجراءة، فعندما قررت جماعة الإخوان عدم تقديم أي مرشح للرئاسة 2012، وقبل أن تتراجع عنه، أعلن انشقاقه عن الجماعة، وأسس حزب «مصر القوية»، وشارك في الانتخابات الرئاسية، التي فاز بها الرئيس الأسبق محمد مرسي، وحل في المرتبة الرابعة.

وصف «مصر القوية» الذي أسسه «أبو الفتوح» بأنه من أحزاب يسار الوسط، والوسطية في فهمها لدور الدين في الدولة، ورفضه احتكار الإسلام في حزب، أو استخدام الدين كشعارات تستخدم في الصراع السياسي، وشق الحزب طريقا بين الاستقطاب الليبرالي والإسلامي، إلا أن الحزب لم يقدم جديداً للحياة السياسية في مصر، وسرعان ما غاب ولم يعد له وجود على أرض الواقع.

لم يكن عبد المنعم أبو الفتوح صاحب رأي متطرف وتصريحات تثير الجدل، فعندما أعلن ترشحه للرئاسة 2012، التف حوله مجموعة من الشخصيات الشبابية مثل وائل غنيم وبلال فضل، وشاركهم في دعمه الكثير من أعضاء الدعوة السلفية وحزب الوسط، إلا أنه قبل بدء ملحمة الانتخابات دخل في مناظرة تليفزيونية مع عمرو موسى، التزم فيها بالثبات الانفعالي رغم الاتهامات التي وجهها الخصم له، ولكنها كانت سببًا في خسارته الكثير من مؤيديه.

ورغم أنه كان عضوًا في جماعة إسلامية إلا أنه يعرف نفسه بأنه «ينتمي للفكر الإصلاحي الذي يجمع بين الليبرالية واليسارية» ويرفض تسمية «الإسلاميين»، قائلاً: «الإسلام هو دين غالبية المصرين المتدينين بطبعهم، لكن أفضل أن يطلق عليهم (محافظون)»، وهو ما جعل الكثير من الشباب الثوري وكثير من أعضاء الجماعات الإسلامية والدعوة السلفية وحزب الوسط وغير المتشددين بالالتفاف حوله.

هاجم المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية، الرئيس الأسبق محمد مرسي كثيرًا وعارضه في الكثير من القرارات، اتهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح مرشح الرئاسة السابق، فعندما اختار «مرسي» حكومة هشام قنديل، اتهمه بعدم الشفافية في اختياراته والتسرع في قراراته، واصفًا أداؤه بالمهتز والضعيف لأنه بدأ رئاسته بتغليب مبدأ أهل الثقة على حساب أهل الخبرة»، لذلك عندما خرجت المظاهرات المطالبة بعزل «مرسي» في 30 يونيه 2013، كان من عناصرها.

لم يثبت الإخواني المنشق على موقفه تجاه 30 يونيو 2013، ففي حوار أجراه مع قناة العربية، أبريل 2014، قال «إن ما حدث لمرسي يعتبر انقلابًا عسكريًا، ولم أكن موافقًا على وجود مرسي في الحكم، وكنت ممن خرجوا في 30 يونيو، ولكن ما حدث كان يجب أن يكون عن طريق صناديق الترشح».

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل