المحتوى الرئيسى

3 مشاهد من جنازات شهداء سيناء.. «قوة مصر بالإنسان»

10/15 22:53

زغاريد، هتافات، فخر، غضب، رؤوس شامخة، تلك هي علامات أي جنازة لشهيد مصري، في أي شارع، ربما منذ سقوط أول شهيد في أول انتفاضة مصرية ضد المحتل أو الحاكم الظالم منذ قرون.

تكون المناسبة حرفيا مدعاة للحزن والبكاء لكن هذه المشاعر تذوب في إحساس أوسع وأعمق يصدره المصريون خصوصا في أوقات الشدائد.

في رائعة الشاعر الراحل فؤاد حديد قصيدة "أسامينا في الشهداء"، التي يخلد فيها بطولة الشهيد محمد عبيد في ثورة عرابي، يقول في نهاية القصيدة "اعزف على كل آلة.. وقول بكل لسان.. إيماني بالنصر.. قوة مصر بالإنسان".

فؤاد حداد هنا يلخص العظمة المصرية في مظهرها الأول والأخير، الإنسان صانع البطولة وصاحب الأرض والمدافع عنها، تلك القوة المستمدة من عقيدة ثابتة في الزود عن الحق والأرض ودفع الكثير من الأبناء والأرواح لحمايتها. 

هذه الثوابت في الشخصية المصرية طالما ظهرت بكثافة في السنوات الأخيرة، بين انتفاضات ومظاهرات وحرب على الإرهاب في سيناء وفي الداخل.

مؤخرا كنا أمام تجلي هذه المشاعر والثوابت المصرية مجددا، بعد استشهاد 12 من رجال القوات المسحلة في عملية إرهابية لتنظيم "داعش" في سيناء أمس الجمعة، وهو الأمر الذي ردت عليه القوات المسحلة سريعا بضربة جوية على معاقل المسحلين في شبه الجزيرة.

الإنسان الذي كان يقصده فؤاد حداد هنا هو الشهيد الذي قدم روحه من أجل الوطن، وهو أيضا الشهيد القادم الذي لن يهتز وسيحمل السلاح مجددا ليكمل ما فعله الشهيد الاول، وهكذا.

وهذه ثلاثة مشاهد من واقع ثلاثة جنازات في ثلاثة محافظات مختلفة، حيث تفرق الدم المصري على امتداد الوطن، لتتسع بالتالي قوة وحرارة الرغبة في الصمود للثأر من القتلة.

المكان: قرية الغابة، أبو كبير بالشرقية

الشهيد مجند محمد صالح صبحي

خلفية: الشهيد قضى سنتين من خدمته العسكرية، وكانت تتبقى له فترة أقل، وهو أحد خمسة أبناء، منهم مجند آخر بالشرطة.

المشهد: والد الشهيد كان في الخارج عندما سمع الخبر، حيث يعمل في إحدى الدول العربية. عاد سريعا ليستلم جثمان ابنه، وعندما أراد وداعه بالكلام قال: "أحتسبه عند الله شهيدا. ابنى الثانى أيضا مجند، في قوات الأمن، لو استشهد مش كتير على مصر".

أم الشهيد وقفت بجوار قبر ابنها لفترة، فيما أطلقت سيدات القرية الزغاريد عندما وصل الجثمان.

المكان: قرية دموع، دكرنس بالدقهلية

الشهيد: محمود عبد الخالق محمد عمر

خلفية: بحسب والدة الشهيد فإن ابنها كان ينتظر انتهاء خدمته العسكرية بعد 40 يوما فقط، وأنه هاتفها أول أمس وطب منها "دعوة". أما خالته فحكت أنهم جهزوا له عروسا ليتزوجها بعد خروجه لكن "الخونة لم يمهلوه".

المشهد: تقدم عبد الخالق، شقيق الشهيد، ليؤم صلاة الجنازة على أخيه. عبد الخالق قال إنه كان يخدم كضابط احتياط في القوات المسلحة منذ 3 سنوات، ويعرف مقدار الشهادة في سبيل الوطن. عبد الخالق قال أيضا إنه على استعداد للعودة مرة أخرى ليثأر لأخيه.

في مكان ما خارج المسجد، تجمعت سيدات قرية الشهيد في شبه مظاهرة، كن يرتدين الملابس السوداء لكن ذلك كان مصحوبا بأصوات الزغاريد التي تحتفل بـ"زفاف البطل". ولمدة ساعة ترددت هتافات النساء من نوعية "ارتاح يا عريس فرحك النهاردة في الجنة".

الشهيد: مجند محمد السيد شعبان

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل