المحتوى الرئيسى

بعد 215 عامًا.. كيف ساهم رفاعة الطهطاوي في نقل النهضة الغربية إلى مصر؟

10/15 21:46

215 عامًا مرت على مولد رائد التنوير في العصر الحديث، العلامة رفاعة الطهطاوي، حيث ولد يوم 15 أكتوبر 1801، في مدينة طهطا بمحافظة سوهاج جنوب مصر.

رفاعة الطهطاوي ينتمي نسبه للأشرف، فأبوه ينتهي أصوله إلى الحسين بن على بن أبي طالب، وأمه فاطمة بنت الشيخ أحمد الفرغلي، وتنتمي لقبيلة الخزرج الأنصارية، كما أنه نشأ نشاة إسلامية، فحفظ القرآن الكريم ودرس يالأزهر الشريف، وتعلم الحديث والفقه والتفسير والنحو والصرف وغير ذلك.

هذه النشأة الإسلامية لم تمنعه من السفر إلى فرنسا في بعثة أرسلها محمد علي عام 1826م، لدراسة اللغات والعلوم الأوروبية الحديثة، ونقل الحضارة الغربية إلى مصر، وكام عمره حينها 24 عامًا.

ورغم أنه سافر مع البعثة كإمامٍ لها وواعظٍ لطلابها، لكنه اجتهد ودرس اللغة الفرنسية هناك وبدأ بممارسة العلم، وبعد خمس سنوات حافلة أدى رفاعة امتحان الترجمة، وقدَّم مخطوطة كتابه الذي نال بعد ذلك شهرة واسعة "تخليص الإبريز في تلخيص باريز".  

نقل النهضة الغربية إلى مصر

عاد رفاعة لمصر سنة 1831، محملًا بالعلم الغزير والخبرة المثقولة بالتجارب، التي تلقاه في فرنسا،  وكله أمل وشغف لنقلها وتطبيقها في بلده  مصر.

فمجرد عودته  اشتغل بالترجمة في مدرسة الطب، ثُمَّ عمل على تطوير مناهج الدراسة في العلوم الطبيعية، وبعد أربع سنوات افتتح مدرسة الترجمة عام 1835م، التي صارت فيما بعد مدرسة الألسن، وعُيـِن مديرًا لها إلى جانب عمله مدرسًا بها.

كان يراود رفاعة حلم النهضة في مصر، فبدأ وضع الأساس لحركته النهضوية التي صارت في يومنا هذا، فترجم متون الفلسفة والتاريخ الغربي ونصوص العلم الأوروبى المتقدِّم، وبدأ في جمع الآثار المصرية القديمة واستصدر أمراً لصيانتها ومنعها من التهريب والضياع.

تزايدت جهود رفاعة الطهطاوي في نقل العلم الأوروبي إلى مصر بين ترجمةً وتخطيطاً وإشرافاً على التعليم والصحافة، فأنشأ أقساماً متخصِّصة للترجمة (الرياضيات - الطبيعيات - الإنسانيات) وأنشأ مدرسة المحاسبة لدراسة الاقتصاد ومدرسة الإدارة لدراسة العلوم السياسية، كما استصدار قرارًا بتدريس العلوم والمعارف باللغة العربية (وهي العلوم والمعارف التي تدرَّس اليوم في بلادنا باللغات الأجنبية).

 وفي مجال الصحافة.. أصدر لرفاعة جريدة الوقائع المصرية بالعربية بدلاً من التركية، هذا إلى جانب عشرين كتاباً من ترجمته، وعشرات غيرها أشرف على ترجمتها.

لم يكتف رفاعة بهذه الأعمال العظيمة، فسعى إلى إنجاز أول مشروع لإحياء التراث العربي الإسلامي، ونجح في إقناع الحكومة بطبع عدة كتب من عيون التراث العربي على نفقتها، مثل تفسير القرآن للفخر الرازي المعروف بمفاتيح الغيب، ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص في البلاغة، وخزانة الأدب للبغدادي، ومقامات الحريري، وغير ذلك من الكتب التي كانت نادرة الوجود في ذلك الوقت. 

وفي عهد الخديو إسماعيل ترجم رفاعي القوانين الفرنسية إلى العربية، وكتبه في عدة مجلدات وطبع في مطبعة بولاق، وكانت مهمة صعبة حيث تطلبت إلمامًا واسعًا بالقوانين الفرنسية وبأحكام الشريعة الإسلامية، لاختيار المصطلحات الفقهية المطابقة لمثيلاتها في القانون الفرنسي.

ترجم تاريخ القدماء المصريين "عام 1838 ميلادياً"، و"تعريب قانون التجارة الفرنسى" عام 1868ميلادياً، و"تعريب القانون المدنى الفرنسى" عام 1866 ميلادياً، وكتاب "قائد الفلاسفة "عام 1836 ميلادياً، و"المنطق" عام 1838.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل