المحتوى الرئيسى

الأيام الأخيرة في حياة «محمد كمال»

10/15 20:06

كاد يسيطر على الدولة في 2015.. محمود عزت عزله بعد نجاحه.. وعيد والزعفراني: كلام غير واقعي

أثارت تصريحات الدكتور مجدي شلش، القيادي بجماعة الإخوان وأحد المرافقين للدكتور محمد كمال في المرحلة التي سبقت وفاته، ما يشبه الزلزال داخل الجماعة، وبخاصة في جيل الوسط وجيل الشباب.

وقال "شلش"، الذي خرج من مصر قبل أشهر قليلة، في تصريحات تليفزيونية، إنه حضر الترتيب لمظاهرات 25 يناير عام 2015، زاعمًا أن الجماعة كانت مُهيئة يومها للسيطرة على مفاصل الدولة، مضيفًا: "كانت هناك خطة وضعها محمد كمال وإدارته لإنهاء النظام في يناير 2016.. وكنت في الغرفة المركزية لإدارة العملية الثورية في يناير 2015 مع الدكتور هشام خفاجي وطاهر إسماعيل اللذين جرت تصفيتهما في شقة أكتوبر، وأخبرني الأخير أن الجماعة تفكر في الحسم، وأننا يمكن أن نمتلك جميع مؤسسات الدولة الحيوية لكن بعض الإخوان قالوا إنهم لم يعدوا أنفسهم لإسقاط النظام بتلك الصورة"، مستدركًا: "يومها ما تركنا أحدًا تأكدنا أنه قتل أو اغتصب الثوار إلا وكان لنا معه موقف".

وألمح "شلش" إلى وجود تيار داخل الجماعة يريد العودة لصيغة مشابهة لحكم مبارك، قائلًا: "محمد كمال مثّل حالة نجاح كبيرة في 25 يناير 2015، وبعض الإخوان الذين لا يؤمنون بالفكر الثوري كانوا يعتقدون أن الثورة ستموت؛ لأنها فورة وسيعود الناس إلى بيوتهم وسيعود النظام وسوف نصبح جزءًا من المعارضة وكأننا في زمن حسني مبارك".. مضيفًا: "كنت في أحد البلاد قريبًا ورأيت وثيقة توزع على الصف الإخوان بعنوان "موقف الإخوان من العنف" تعترف الوثيقة بأن النظام الحالي "نظام حاكم" وإن كان مستبدًا لكن لا يجوز الخروج عليه ولا مدافعته ولابد من العمل معه للإصلاح والتدرج وكانت تقرأ هذه الوثيقة أمام بعض قادة الإخوان الكبار".

ونفى "شلش" أن يكون حديث مرشد الإخوان عن "السلمية" ثابتًا من ثوابت الجماعة، حيث قال: "ما قاله المرشد إن (سلميتنا أقوى من الرصاص) ليس ثابتًا من ثوابت الإسلام باتفاق أهل الشرع وليس ثابتًا من ثوابت تنظيم الإخوان؛ لأن التنظيمات تعلم أن الحنكة تقتضي أن تغير من خططها؛ لأن للكل وقت طريقة التعامل معه".. مضيفًا: "مع احترامنا للمرشد فما قاله ليس قرآنًا لأنه حين تفوّه به كان يعتقد أن الحراك الثوري وحده سينهي النظام لكننا حاولنا بعد فض رابعة أكثر من مرة بمئات الآلاف لكن كان النظام يتعامل بكل قسوة ويقتل ويغتصب حتى خمدت الثورة وتراجعت بفعل هذه الضغوط"، حسب تعبيره.

ولم ينفِ "شلش" ضلوع الجماعة في بعض العمليات النوعية، ولكنه أكد أنها لم تكن الخيار الوحيد، مشيرًا إلى أن اللجنة الإدارية العليا الثانية التي تدير الجماعة تجاوزت فكرة المرشد حول السلمية، قائلًا: "العمليات النوعية هي اصطلاح أمني؛ لأن اختزال الثورة في مجرد امتلاكنا لأدوات لمواجهة النظام هو اختزال غير صحيح ونحن حين اتخذنا الثورة كخيار استراتيجي كنا نقصد أن نصل بها إلى جميع ربوع مصر، فضلًا عن رفع الوعي ثم بعد ذلك امتلاك الأدوات المناسبة لحماية هذا الحراك والتعامل مع النظام في مفاصله المحدودة التي عرفنا أنها قتلت أو اغتصبت ونحن نرصدها حتى الآن"، مستدركًا: "وضعنا تأصيلاً شرعيًا لكل مَن قتل المتظاهرين أو عذبهم أو اغتصبهم وتحدثت عن هذه الدراسة كل وسائل الإعلام المؤيدة للنظام ووصفتها بالدراسة الداعشية ونحن مازلنا نسير وفق هذه الدراسة حتى الآن"، مشيرًا إلى أن "بعض مسئولي المحافظات كانوا لا يؤمنون بالعمل الثوري وأخذوا تلك الورقة الشرعية المكونة من 100 ورقة واختزلوها في 6 ورقات أفرغتها من مضمونها".

وحول اختفاء الدكتور محمود عزت - نائب المرشد والقائم بأعماله - قال "شلش": "د. محمود عزت غائب عن المشهد تمامًا من قبل فض رابعة، ونحن كأعضاء باللجنة الإدارية العليا أجلسنا 3 شهور مع الدكتور محمد عبدالرحمن وطلبنا منه في كل لقاء أن نذهب ونقبل يد "نائب المرشد" ونسمع منه لأنه في 11 لقاء جمعنا بالدكتور "عبدالرحمن" كان يأتينا قرار باسم "عزت" يقول لنا نفذوا كذا أو افعلوا كذا دون أي تشاور مع اللجنة، وكانت الجماعة تدار بصورة فردية تمامًا وفي أول لقاء التقينا فيه بمحمود عزت اتخذ قرارًا بتجميد الدكتور محمد كمال".

أما عن أسباب ضعف الحراك الإخواني على الرغم من زعمه بأن الجماعة كانت تخطط للسيطرة على النظام في 25 يناير 2016 قال "شلش": "توقف الحراك الخاص بنا لأن بعض الإخوان - الذين لم يخرجوا يومًا في ميدان - انزعجوا وخرج بعضهم يقول: "إلى أين تتجه جماعة الإخوان؟ "وهذا المفهوم انتقل لعدد قليل من قيادات الداخل، وهؤلاء كونوا من أنفسهم حالة قيادية داخل الجماعة بحكم السبق التاريخي وغيره وأخرجوا شخصيات مثل هشام خفاجة وعبدالفتاح إبراهيم جمال خليفة من المشهد بحكم أن هذه الإدارة ستدمر الإخوان".

وحول هذه التصريحات قال سامح عيد - الباحث في شئون الجماعات الإسلامية - إن ما قاله شلش حول السيطرة على مفاصل الدولة نوع من أنواع التفكير بالتمني؛ لأن الجماعة في هذا الوقت فقدت كثيرًا من شعبيتها ولياقتها في الشارع.

وأضاف عيد في تصريحات لـ"المصريون": "كثيرون من جيل الوسط آنذاك انشغلوا بحياتهم الخاصة، والأمر الثاني أن الجزء الأكبر من الجماعة كان يتجه للتفاوض؛ بسبب ضغوط دولية وإقليمية، ورغم ذلك كان هناك بالفعل قطاع من الجماعة يحرض ويحرك المظاهرات؛ بسبب الأوضاع الاجتماعية، لكن الحراك في يناير 2015 لم يكن بالقوة التي يتحدث عنها (شلش)، وبخاصة أن القوات الأمنية في هذه الدعوات بالذات تكون مستنفرة بشكل كبير وكل الأماكن الحيوية تحت الحصار، ربما لو تحدث عن يوم آخر لكان الأمر أقرب للمنطقية، ولكن هم كان أملهم الوحيد أن ينهار الجهاز الأمني وفي هذه الحالة تكون الجماعات المنظمة هي الأقدر على ملء الفراغ".

وعن أسباب الخلاف بين إخوان الداخل والخارج قال: "حدثت انتخابات في 2014 وكان (محمد كمال) يدير الجماعة باتفاق من هم داخل السجون وخارجها، وظل الأمر هكذا، إلى أن حدثت تغيرات إقليمية لم تدركها قيادات الداخل مثل قيام بريطانيا بدراسة ملف الجماعة تمهيدًا لتصنيفها كجماعة إرهابية وأمريكا كذلك، فضلًا عن تعقد الأمور في تونس والأردن، وبالتالي أدركت القيادات الكبرى أن الاستمرار على هذا النهج سيورط الجماعة في كل ملفات العالم ، وبناء عليه بدأوا يسحبوا البساط من تحت قدم محمد كمال وجبهته".

وحول حديث "شلش" عن وجود اتجاه داخل الجماعة يؤيد العمل مع النظام الحالي قال: "أعتقد أن هذا ممكن، وقد حدث قبل ذلك حين تحالفوا مع إبراهيم عبد الهادي المتهم بقتل حسن البنا، وكذا فعلوا مع السادات الذي كان عضوًا بالمحكمة التي حكمت على الهضيبي وآخرين بالإعدام وتحول بعدها إلى الرئيس المؤمن، وهم يعلمون أن حالة تفكك ستحدث للتنظيم إذا حدثت المصالحة لكن ما البدائل؟ إنهم مخيرون بين السيئ والأسوأ".

وقال الدكتور خالد الزعفراني، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن الحديث حول تمكن الإخوان من مفاصل الدولة من قبيل الكلام غير الواقعي، مؤكدًا أن جميع من تابعوا المظاهرات في 25 يناير 2015 جزموا بأنها قليلة للغاية.

وأضاف الزعفراني في تصريحات لـ"المصريون": "الفئة الوحيدة التي تجاوبت مع هذه المظاهرات هم الشباب الصغير وطلبة الجامعة، وقمت أنا وعدد من المفكرين بجامعة القاهرة بإحصاء حول بعض المظاهرات في الجامعة فوجدنا أن العدد ليس ضخمًا وبالتالي كان مستحيلًا أن يسيطروا على مفاصل الدولة لأن الناس آنذاك لم يكونوا على استعداد للتعاطف مع الجماعة".

وحول وصف "شلش" لحديث المرشد بأنه ليس ثابتًا من ثوابت الجماعة، قال "الزعفراني": "هذا كلام صحيح، فموقفهم في هذا الشأن موقف تكتيكي (قصير المدى) وليس موقفًا استراتيجيًا (طويل المدى)".

وعن الدراسة التي وضعتها الجماعة للتعامل مع قوات الأمن قال: "هذه الدراسة خرجت وكثيرون من العلماء اعترضوا عليها، بعضهم من الإخوان بالمناسبة، والذين أعدوا تلك الدراسة لا يرقون للمستوى الفقهي الذي يسمح لهم بالبت في موضوع خطير مثل التعامل مع قتلة المتظاهرين أو غيرهم، هذا موضوع يحتاج لفتوى من كبار العلماء".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل