المحتوى الرئيسى

التحرير في منزل «الشهيد عبد الحليم»| الأب: سندي راح.. والأم: قلبي محروق

10/15 18:26

"داخل منزل فقير يشبه الأكواخ، أربعة جدران مبنية من الطوب اللبن، وأسقف مكونة من بقايا العروش الخشبية القديمة، وسدرة البوص يكشف عن حالة فقر شديد لأهله".. تعيش أسرة الشهيد عبد الحليم محمدref="/tags/124533-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%85">محمد عبد الحليم ابن قرية السعدية التابعة لمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، وسط حاله من الحزن المفعم بمشاعر البطوله والفخر، بعد استشهاده في الهجوم على كمين الجيش بشمال سيناء، أمس.

طابق واحد مكون من غرفتين، يقطنهما الأب والأم وأربعة أبناء.. "حصيرة" عليها سجادة متهالكة، ترقد عليها الأسرة كل مساء لأخذ قسط من الراحة، في ظل عدم وجود أي مقاعد بسبب "ضيق الحال".

"التحرير" التقت أسرة الشهيد "عبد الحليم" - خريج كلية أصول الدين، وصاحب الـ21 عامًا - لرصد اللحظات الأخيرة في حياة نجلهم قبل سفره الذي عاد منه شهيدًا ملفوفًا بعلم مصر التي خرج قاصدًا حفظ أمنها.

وسط مئات المعزيات، جلست هناء عبد الوهاب، 48 عامًا، والدة الشهيد في ثيابها السوداء، وفي حالة بكاء "هستيرية" على ابنها، لتقول: "استيقظت لأجد العشرات من الجيران يقولون لي شد حيلك يا أم عبد الحليم.. ابنك استشهد في سيناء، فظللت أصرخ: ليه يقتلوه، ده كان أغلب من الغلب" .

وأضافت الأم، ودموعها منهمرة: "فؤجئنا بتليفون من أحد ضباط العلاقات العامة في الجيش يبلغ والده بخبر استشهد نجلي بعد صلاة الجمعة وإن علينا التوجه إلى مستشفى فايد العسكري لتسلم جثمانه".

وتواصل الأم المكلومة حديثها: "كان عايز يطلع السعودية بعد الجيش علشان يقدر يخطب ويتجوز ويخفف عن أبوه مرار العيشة".

وأضافت: "قلبي محروق على ابني، أنا مش محتاجه فلوس، أنا عايزة حق ابني لأن ابني راجل والرجالة مش بتتباع ولا بتشترى وثمنه غالي أوي.

محمد عبد الحليم، والد الشهيد "يعمل فلاح" قال: "ابني سافر من ست شهور علشان الخدمة العسكرية بالعريش، قبل أسبوع من الحادثة كلمني وطلب مني أدعيله هو وزمايله علشان الوضع هناك صعب.. كنت بدعيله وأنا عارف إنه مش راجع".

وأضاف: "عبد الحليم كان سندي وعائل البيت وظهرنا هو وشقيقه الأكبر خالد لأن أنا عندي فشل كلوي ومش بتحرك من السرير" 

شقيق الشهيد ويدعى "خالد"، صاحب الـ23 عامًا طالب بالقصاص العادل، وقال: "الحمد لله.. نحتسبه شهيدًا عند الله.. إحنا صابرين وراضين بقضاء الله".

وأضاف: "إحنا صحيح من أسرة فقيرة وساكنين في بيت بالطين لكن دم أخويا أغلى من أي فلوس".

ووجه "خالد" رسالةً إلى الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع ناشده فيها بـ"القصاص العاجل والعادل" لشقيقه وبقيه الشهداء الذين يتساقطون يوميًّا  بسلاح الإرهاب الغاشم  في سيناء.

Comments

عاجل