مارغريت تشان : من شيوعية صينية درست الاقتصاد المنزلى إلى مسئولة عن صحة 7 مليارات نسمة

لم يتوقع والداها المنتميان إلى الطبقة الشيوعية الفقيرة فى جمهورية الصين الشعبية وهما يحلمان بتخرجها فى كلية الاقتصاد المنزلى لتتحمل مسئولية نفسها ونفقاتها لم يتوقعا أنها ستتحول يوماً إلى شخصية دولية مهمة لها ثقلها بل أكبر مسئولة على صحة العالم كله، وأنها ستتوجه إلى دراسة الطب، وستحمل مسئولية أكثر من 7 مليارات نسمة على أكتافها، إنها الطبيبة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، التى أعلنت منذ اللحظة الأولى لتوليها منصبها الاهتمام بالإنسان الأفريقى الذى لم يجد حقه دومًا فى الرعاية الصحية الدولية واهتمامها بصحة المرأة، ووضعت أولويات لتركز عليها فى عملها، وهى التنمية والأمن والقدرات والمعلومات والشراكة والأداء، وتطالب العالم بأداء التزاماته المالية تجاه منظمة الصحة وتثير بذلك جدلًا دوليًا حول أهمية هذا القطاع كأساس للطاقة البشرية المنتجة وبين أولويات الدول الرأسمالية فى توجيه أموالهم للاستثمار فى غير صحة البشر.

ولدت مارغريت فى أغسطس عام 1947 فى هونج كونج، حصلت على تعليمها الأساسى فى إحدى مدارس الصين الشعبية المتواضعة، وتوجهت بعد ذلك إلى دراسة الاقتصاد المنزلى، وبعد حصولها على بكالوريوس الاقتصاد المنزلى قررت التوجه أيضًا لدراسة الطب، وبالفعل حصلت على شهادة الطب من جامعة أونتاريو فى كندا وعلى زمالة كلية طب الصحة العامة من الكلية الملكية للأطباء فى المملكة المتحدة، التحقت بإدارة الصحة بهونغ كونغ عام 1978، حيث بدأت حياتها المهنية فى مجال الصحة العمومية، وفى 1992، تمت ترقيتها إلى نائب المدير، وفى يونيو 1994 انتشر اسمها كالنيران وكانت أول امرأة فى هونغ كونغ تتولى رئاسة وزارة الصحة، وغادرت حكومة هونغ كونغ فى أغسطس 2003 بعد 25 عامًا من الخدمة للانضمام إلى منظمة الصحة العالمية، وأطلقت أثناء إشرافها على تلك الإدارة تقديم خدمات جديدة لتتقى انتشار الأمراض وتعزيز الصحة، وتمكّنت من التصدى بفعالية، لتفشى إنفلونزا الطيور ومتلازمة الالتهاب الرئوى الحاد، ثم تولت مهام مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية للأمراض المعدية (2003-2006)، حيث عُيّنت الدكتورة تشان فى منصب المدير العام للمنظمة فى 9 نوفمبر 2006. وتولت مهامها فى 4 يناير 2007، وانتهت ولايتها فى يونيو 2012 ولكن أُعيد انتخابها مجدداً لمدة أخرى حتى 2017.

أطلقت تشان مبادرات جديدة ترمى إلى تحسين ترصد الأمراض سريعة الانتشار ومواجهتها، وتعزيز عمليات تدريب المهنيين العاملين فى مجال الصحة العمومية، وإلى تحسين التعاون على الصعيدين المحلى والدولى. وتمكّنت من التصدى، بفعالية، لوباء إنفلونزا الطيور ومتلازمة الالتهاب الرئوى الحاد الوخيم.